تظاهروا في وسط القاهرة احتجاجاً على حبس «الزعيم» تواصلت في مصر ولليوم الثالث على التوالي ردود الفعل الغاضبة من الأدباء والفنانين في مصر، تجاه تأييد الحكم على الفنان عادل أمام بالحبس 3 أشهر في قضية ازدراء الدين، وقالوا ل «الراي»، إن «القضية تشير إلى التوجه الجديد لمحاصرة الإبداع وتقييد حرية الفن في مصر». الفنانون والأدباء أبدوا تعجبهم من آراء مقيم الدعوى، خصوصا بعد اعترافه لوسائل الإعلام بأنه لم يشاهد أعمال الفنان عادل إمام جميعها، بل رأى فقط بعض المشاهد التي - من وجهة نظره - تسيء للإسلام. وأوضحوا «أن الحكم على الزعيم لا علاقة له بمعايير الفن أو النقد الفني، بل هو حكم لإرضاء تيار سياسي متطرف يلبس ثوب الدين ويعيدنا إلى محاكم التفتيش في العصور الوسطى». من جانبها، أصدرت جمعية مؤلفي الدراما العربية بيانا رفضت فيه الحكم، وقالت: «لا يمكن الحكم على العمل الفني من بضعة مشاهد خارجة عن سياقها وقدمت منذ سنوات ماضية للدفاع عن جوهر الإسلام برفض الإرهاب والتصاقه بالمسلمين، كما أن الحكم على الفن لا يكون من خلال معايير سياسية أو دينية، وهذا الحكم ينذر بأن الفنان المصري سيدخل نفقا مظلما يهدد حياته ومستقبله، فضلاً عن تشويه سمعة مصر ودورها وكيانها في المنطقة بعد عقود من الزمن كانت فيه مصر رائدة في الفنون ومصدر إشعاع فني لكل الدول المحيطة». وقال الكاتب المصري محفوظ عبدالرحمن ل «الراي»، إن «الحكم يمثل خطورة على الفن عموما واتجاها نحو هدم حرية الإنسان والمبدع المصري». وأضاف: «قررت جمعية مؤلفي الدراما العربية في حالة تنفيذ الحكم أو صدور قوانين تقيد حرية الإبداع ؛ دعوة جميع الفنانين والعاملين في مجالات الفنون المصرية لاعتصام مفتوح، وسنلجأ إلى الجمعية الدولية لحقوق الإنسان ومحكمة العدل الدولية والأمم المتحدة، التي تنص في ميثاقها على حرية التعبير... سنواجه تجريم كل أشكال القيد على حرية الإنسان في التعبير عن رأيه، وسيتم الاعتصام أمام البرلمان ومكتب النائب العام، وستتوالى تباعا كل أشكال الاعتراض والرفض السلمي ضد كل ما يهدد هوية الفنان المصري، باعتبارها قضية مصيرية وليست قضية فنان بل قضية وطن يتم اختطافه». ونظمت جبهة الإبداع المصرية أمس مسيرة من أمام مسرح ميامي في شارع طلعت حرب، وسط القاهرة، حتى دار القضاء العالي لتقديم بلاغ للتفتيش القضائي حول مخالفات الحكم على الفنان عادل إمام، ثم تظاهروا أمام مقر المحكمة في إمبابة. وقال أعضاء الجبهة: «قد نختلف مع عادل إمام سياسيًّا أو فنيًّا، ولكننا لن نقبل أن تلتهمه طيور الظلام». وقال المخرج خالد يوسف ل «الراي»: «عادل إمام الأول، وستتوالى الأحكام على المبدعين لو سكتنا، ومن الصعب أن نقبل بحبس الفنانين الذين ساهموا في تفجير ثورة 25 يناير وتعرضوا للخطر وتمنوا الشهادة من أجل الحرية». وتوعد يوسف الإسلاميين قائلا: «كل أفلامي المقبلة سوف تتضمن هجوما ونقدا على الجماعات الإسلامية، لأني معترض على منهجهم، ولي مطلق الحرية في ذلك، ولن يمنعني أحد وفقا لمقاييس العمل الفني التي ندركها جيدا، ولن نقبل أن يأمرنا أحد أو يملي علينا تعليمات بعد أن أسقطنا نظامنا مستبدا، فلن نقبل بظلم آخر أكثر استبدادا». وامتدت ردود الأفعال الغاضبة من الحكم بسجن «إمام» لتصل إلى النقابة السينمائيين المصريين، التي طالبت أعضاءها بتأجيل أعمالهم أمس وجعله بمنزلة يوم للتضامن مع عادل إمام وقضيته. والموقف نفسه اتخذته نقابة الموسيقيين المصريين، حيث أكد نقيب الموسيقيين إيمان البحر درويش أن نقابته وأعضاءها متضامنون بكل الأشكال مع الزعيم عادل إمام لوقف هذا الحكم... الذي وصفه بالقاسي. موضحا أنه «بغض النظر عن الحديث عن القضاء المصري الذي لا يجوز التعليق على أحكامه، لابد من وضع قيود لمثل هذه الدعاوى القضائية غير المنطقية والغريبة والتي تهدف إلى القمع». الأمر لم يختلف كثيرا بالنسبة إلى نقابة الممثلين المصريين، التي سبق أعضاؤها الجميع إلى إعلان الرفض لما تعرض له الزعيم، وعقدت النقابة اجتماعا لمناقشة شكل الدعم الذي يجب أن تقوم به في دعم عادل إمام والفن بوجه عام. تظاهرة فنية في إمبابة: يسقط حكم الإخوان القاهرة - «الراي» : في حلقة جديدة في مسلسل «ازدراء الأديان»، كان مقر محكمة شمال الجيزة في حي إمبابة الشعبي، على موعد أمس مع قضية رفعها أحد المحامين أمام محكمة جنح العجوزة، متهمًا الفنان عادل إمام والمخرج محمد فاضل والمؤلفين وحيد حامد ولينين الرملي، بازدراء الدين الإسلامي في أعمالهم الفنية، وكانت المفاجأة هذه المرة مختلفة، حيث حكمت المحكمة ببراءة إمام وباقي الفنانين، وهو ما حوّل القاعة وخارجها إلى تظاهرة مختلفة وسعيدة. وأثناء نظر الجلسة، تظاهر عدد من الفنانين المصريين، ونفوا قيام الفنانين بازدراء الدين الإسلامي أو أي دين سماوي آخر. التظاهرة شارك فيها: نبيل الحلفاوي وحسين فهمي والمخرج خالد يوسف والمخرج جلال الشرقاوي، وعدد من العاملين في نقابات المهن التمثيلية الثلاث ورفعوا لافتات كتبوا عليها وهتفوا: «يسقط حكم الإخوان». وقد تجمع أعداد من المواطنين حول الفنانين، فيما اعترض عدد من المحامين على المشهد. وقالوا: «من حق عادل إمام اللجوء لدرجات التقاضي الأخرى، لكن يجب ألا يحدث تجمهر في المحكمة». فتحي عبد الوهاب متظاهرا امام محكمة امبابة المصدر : جريدة الراى الكويتية