( لن أموت ياسادة ) ..وهوى الكف فوق القفا مثل (مرزبة) الحداد فوق السندان ..( لن أموت ياسادة ) ..مابين العقل والجنون شعرة تعجز أضخم أجهزة المراصد عن رؤيتها .. وما بين الحب والحقد مسافات تقصر عنها سرعة الضوء .. والمبدأ ياسادتى هو المبدأ ..لاأعرف الهزيمة بمعناها الأسود .. لكنى أعرفها طاقة تدفع نحو النور .. ( لن أموت ياسادة ) .. هذه قصتى ..وأمامكم هيئتى ..حافى القدمين عارى البدن .. فى البدء قالوامجنون ومشيت.. بعدها قالوا مخبول ولم أتوقف ..ثم قالوا مغرور وأنا اسير..عاجز وأنا أسير ..جاهل وأنا أسير.. وقالوا نائم حالم وانا اسير ..قالوا كثيرا كثيرا وقلت : ليكن .. ( لن أموت ياسادة ) .. مضيت ومددت ذراعى الى الشمس .. قبضت من كبدها قبضة نثرتها حولهم ..نفخت فيها من روحى فصارت بردا وسلاما .. وصاحوا :ساحر ..طوقونى .. قيدونى ..ملأوا عينى بالتراب .. سدوا أذنى بالصخر .. عبأوا فمى سما زعافا .. رغم هذا قفزت من بينهم .. حلقت فوق رؤوسهم واضعا ساقا فوق ساق .. تفلت السم من فمى وقد صار عسلا سكبته فى أفواههم فامتصوه .. وأخليت أذنى مما ألقوه فيها فالتقطوها فاكهة .. وعندماامتلأت أمعاؤهم دنوت منهم أنشد السكينة معهم .. لكنهم أحسوا بالشبع فمدو أذرعهم والتقطونى .. وأضافوا أصفادا الى أصفادى .. وزعقوا : هذا من كوكب آخر ..وهتفت لن اموت .. قطعوا يدى .. وقلت : لن أموت .. بتروا ساقى .. وقلت : لن أموت .. قطعوا لسانى .. وقلت : لن أموت ........................... مزقونى ونثرونى .. باغتهم من الفضاء صوتى .. واندهشوا .. تغلغل الفزع داخلهم .. رفعوا بنادقهم وصوبوها نحوى .. أفرغوا حشوها فى رأسى .. فى عينى .. فى صدرى .. باغتهم صوتى يجلجل ضاحكا .. ويردد واثقا : لن أموت .. عندئذ أطلقوا سيقانهم للريح .. فانطلقت خلفهم وفى يدى رايات بيضاء شجيرات وظلال .. رحت أنثرها فوقهم فى رحلة الفرار التى لم يعودوا منها حتى الآن . نوفمبر1991 من المجموعة القصصية نونوات النساء والقطط لمحمد خليل1994