سؤال ملح تفرضه وقائع الثورة السورية التي دخلت منذ شهور عامها الرابع ضد نظام ديكتاتوري استبدادي طائفي، يسيطر على البلاد والعباد منذ 44 عاما منذ الانقلاب العسكري المخزي للأسد الأب عام 1970 حيث مارس القتل والسجن ضد أقرب الرفاق البعثيين له. وهاهو الأسد الإبن يقيم انتخابات رئاسية مهزلة جديدة لتوريثه سبع سنوات جديدة تنتهي في عام 2021 ليكون عندئذ أمضى في السرقة والنهب والقتل 21 عاما إن لم يزره عزرائيل ملك الموت أو قذيفة من ثوار سوريا، وفي ذلك العام يكون الأسدان على الشعب السوري فقط الأب والإبن قد حكما سوريا بالقتل والمجازر الجماعية والبراميل المتفجرة مدة واحد وخمسين عاما، وتتنبأ زوجته "اسماء الأخرس" بأنّ نجلها "حافظ" سوف يحكم سوريا بعد وفاة والده، أي ليس مستبعدا أنّ تستمر هذه العائلة في حكم سوريا إلى ما شاء عزرائيل ملك الموت بناءا على مشيئة الله تعالى، لذلك يكون من الأفضل تغيير اسم الدولة ليصبح ( المملكة الأسدية في سوريا ). نماذج من المطبلين و سحيجة الأسد ما لايمكن استيعابه بناءا على أي منطق أخلاقي هو هذا العدد من المطبلين لكافة جرائم الأسد بحق الشعب السوري، بعد قتله ما لا يقل عن مائتي ألف وتهجير ولجوء قرابة خمسة ملايين سوري، من النادر أن بقيت دولة في الكرة الأرضية لم يصلها عدد من هولاء اللاجئين بما فيها البلدان الفقيرة للغاية مثل بلغاريا التي أعلنت رسميا اقفال حدودها أمام اللاجئين السوريين لعدم قدرتها على توفير حاجياتهم الإنسانية على الأقل. وهاهم نفس المطبلين والسحيجة جاءتهم مناسبة جديدة ليواصلوا من خلالها تملقهم ونفاقهم وتنكرهم لأبسط حقوق الشعب السوري، وهي مهزلة الانتخابات الرئاسية التي ستجري في مطلع يونيو القادم. طوال رئاسات الأسدين الأب والإبن الأربعة وأربعين عاما الماضية، كان الأب والإبن هما دوما المرشح الشرعي الوحيد الأوحد، ونجاحهما كالعادة الديكتاتورية 99,99 % وكأنّه في ذلك اليوم المشؤوم لم يمرض أو يغيب أو يتوفي أي ناخب سوري. أمّا المهزله الحقيقية المضحكة المبكية فقد كانت مسخرة توريث الأسد الإبن، حيث تمّ تغيير القانون الخاص بالرئاسة عام 2000 من عمر الأربعين إلى عمر 34 أي عمر بشار آنذاك بالضبط، وكان هذا ماحصل إذ ورث والده وما زال إلى اليوم، حيث ابتكر مسرحية هزلية او مهزلة مسرحية تحت مسمّى التعددية الانتخابية الرئاسية، إذ بلغ عدد من تقدموا لانتخابات هذه المهزلة 24 شخصا فقط، وكون المرشح الشرعي العائلي الوحيد معروف للجميع، وأداة القمع والموت يتربص بالجميع فمن المؤكد أن هذا العدد لم يجرؤ على مجرد الإعلان سرّيا عن رغبته في التقدم لانتخابات الرئاسة بدون ايعاز ودفع من مخابرات الأسد وقواته الأمنية. وأخيرا توافق ما تسمّى زورا "المحكمة الدستورية العليا" على قبول طلبات ثلاثة مرشحين هم بشار واثنين من مطبليه الحائزين على موافقته وموافقة دائرة المخابرات، و هذا الاثنان هما وعائلاتهما حتما سيصوتون لبشار ...فالرئاسة القادمة مضمونة ومسجلة باسم بشار حتى العام 2021 ، وبعدها سنكون أمام مسرحيات جديدة إن طال به العمر، وإن لم يطل سيكون عمر ابنه "حافظ "عشرون عاما وليس مستبعدا أن يتم تغيير القانون الرئاسي ليصبح من حق صاحب العمر 20 عاما أن يكون رئيسا لسوريا كما تنبأت وصرّحت زوجته "أسماء الأخرس" بانّها متأكدة أن ّنجلها حافظ سيرث والده في رئاسة سوريا. مبايعة بهجت سليمان وفيصل المقداد حقيقة هناك من المطبلين للديكتاتور والمستبد القاتل من فقدوا كافة القيم والمفاهيم الأخلاقية، لأنّه من غير المفهوم الانحياز لديكتاتور بتبريرات ليست ساذجة بل مضحكة لأنّها لا تقنع أي جاهل. فمثلا ضابط المخابرات السوري السابق في زمن الأسد ألأب، رئيس فرع الأمن الداخلي في سوريا، بهجت سليمان، وهذا الفرع أخطر فروع المخابرات الأسدية، وبهجت سليمان منذ عام 2009 وهو سفير النظام في الأردن. بهجت سليمان من حقه الشخصي أن يدافع عمن يريد والآخرون من حقهم القبول أو الرفض، ومن حقه ( أن يعلن انحيازه لأسد الشام، بشار الأسد ) ولكن ليقنع نسبة أعلى من الآخرين بتأييده لو كان ذكيا وليس صاحب عقلية أمنية فقط، لاختار أسبابا تبدو مقنعة، أما ما لا يصدقه أي جاهل في العالم هو وصفه لبشار: " إنّ الرئيس الأسد لم يعد رئيسا للجمهورية العربية السورية فقط، بل أصبح قائدا لحركة التحرر الوطنية في العالم "...من يتخيل قائد حركة التحرر الوطنية العالمية هذا الأسد الذي لم يطلق هو ووالده منذ العام 1973 رصاصة على الاحتلال الإسرائيلي للجولان السورية المحتلة منذ العام 1967 وما زال الأسد الأب والإبن من بعده طوال ما يزيد على أربعة وأربعين عاما يبحثان عن الزمان والمكان المناسبين للرد على الاعتداءات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية التي لم تتوقف طوال كل هذه السنوات. ونفس المنطق المصلحي الشخصي يستعمله فيصل المقداد، نائب وزير خارجية سوريا، حيث يعلن تأييده لرئاسة جديدة لبشار لأنّ " الأسد الضمانة الوحيدة لمستقبل سوريا لقيادة مرحلة اعادة بنائها وموضعتها كقوة حقيقية في المنطقة ". أي منطق هذا؟ هل من دمّر سوريا وشعبها وبنيتها التحتية بالكيماوي والبراميل المتفجرة يهمه اعادة بنائها طالما مصالحه ونهبه هو وأخواله قائم ومستمر حتى على ركام وخراب سوريا؟. هل سأل هؤلاء المؤيدون والمصفقون لأسد سوريا، قائد حركة التحرر الوطنية العالمية، ضميرهم عن قبول استمرار أب وابنه كل هذه العقود في حكم سوريا بالدم والرصاص؟ هل يتذكر بهجت سليمان الذي يحب أن يضع قبل اسمه بدلا من "اللواء" صفة "الدكتور" على اعتبار أنّه حاصل على درجة الدكتوراة من رومانيا، هل يتذكر مصير ديكتاتور رومانيا "نيكولاي تشاوشيسكو"؟. www.drabumatar.com