أحبائي مرة أخرى أكتب محبا لا كارها ناصحا لا شامتا فقد كتبت هذا المقال قبل مرضى المفاجأ وكان لزما علينا أن أقوم بنشره فمنذ قيام الثورة الرائدة والإطاحة بنظام الملكية بالعام 1952م- ونحن نعانى من ملكية مقنعة تحت مسمي الجمهورية والديمقراطية وغيرها من المسميات وتعاقبت على الوطن ثلاث أنظمة فيها من الايجابيات القليلة والسلبيات الكثيرة لدرجة وصول الإحساس لدى المواطن العادي بأن الوطن ضائع في متاهات اللامبالاة وعدم الاهتمام أو الاكتراث ولا حتى ما يصيبنا في حياتنا العادية من عبث وفوضي وانفلات وتسخير القوانين لخدمة المصالح الذاتية وشخصتنها لخدمة أهواء القيمين على إدارة دفة سفينة الوطن وانتشار الفساد والرشوة وتدنى مستوى الخدمات الأساسية والضحك واللعب بعقول الشعب ، وكم كنا نتمنى أن نعرف ونشعر بما يدور أو تحقق كي لا نبقى كمن علق بحبل مجهول ولكن تسارعوا بجعلنا نرزح في عالم البيروقراطية والرشوة والفساد الذي أفسد حتى الضمائر وأوصلونا بما لا يضاق ، فليس هناك جديد ملموس فأغلب البنية التحتية من إنجازات أساسية تراها منذ زمن بعيد وتم إدخال التعديلات عليها أو لنقل تطويرها ولكن ليس بالصورة المطلوبة والتي من المفترض في أن تكون مواكبة لعصرنا هذا ، ولكن دعونا نرى خلال حقبة ثلاثون عاما – ماذا جنينا غير التأفف والوقوف بوحشة وحسرة أمام جدار تلك الأعوام السابقة فلا إدارة واضحة المعالم ولا يوجد تحركات تنمية ولا إنمائية بل تراكمت المشاكل وازدادت المهازل والانحدارات في كل شيء لدرجة بتنا نتصارع وتتخبط الأفكار بعقولنا كل يوم وتكالبت علينا الأحزان والآلام والحسرة والحيرة وأخذتنا الدهشة من هذا السقوط المريع القاتل من الجمود ولعدم وجود إدارة حكومية أو شعبية ممن كانوا يمثلون الشعب تتأثر بما نعانيه ولا حتى مسئول يوجد لديه إحساس وضمير يستشعر من خلاله بحالنا وبما وصلنا إليه من ترديات وضياع وتشتت حتى جاءت وخرجت تلك الثورة الشبابية وتأملنا خيرا وقلنا بأنه قد لاح فى الأفق بزوغ فجر جديد وإشراق شمس بسماء صافية وظهور القمر بفضائنا لكى ينير ظلمة الايام التى كنا فيها غائبون ومغيبون وشعرنا بجرعة الامل تلوح فى الآفاق وبأنه حان الوقت لترميم ماحدث وماكان يحدث وذلك من خلال العمل على وقف المهازل التى كانت تتكاثر كالسرطانات فى جسد الوطن ولكن خابت كل الأحلام وظهرت قوي التعصب والاصولية تسرح وتمرح مثل الثلاثى المرح فمنهم من يريد أسلمت القوانين وبسط مايدعوا إليه بالضبوابط الشرعية المفتوحة على كل الممارسات التى لايرضى عنها أصحاب العصمة والطهارة وليجعلوها سوطا مصلتا على رقابق الناس وحرياتهم وخصوصياتهم التى كفلها الدستور لهم وحتى الدستور يريدون حياكته على أمزجتهم وتوجهاتهم وإنتماءاتهم وطموحاتهم فالجميع صاروا من جهابزة الفتاوى والتشريعات والتحريمات ذات اللعاب العنكبوتى الذى يصطاد البشر لا الذباب 0 إذن دعونا بالعقل نتحاور فما هى النتيجة التى كنا نريدها من تلك الثورة ؟؟؟ •لماذا الصمت الرهيب والبطأ فى اتخاذ القرارات الحاسمة واللازمة تنفيذها ممن بيدهم الأمر الآن؟؟ •لمتى سوف نعيش فى الفوضي والانفلات الأمني المقيت الذى أرهق الجميع وأقلق راحتهم ومازلنا نرضخ فيه ونعانى من تبعاته ؟؟؟ •فلم يعد أمان وأصبحنا كأننا بغابة يتحكم فيها القوى على الضعيف ، الكل يطالب والكل يريد والكل يهدد ويتوعد بيوم الجمعة من كل أسبوع حتى بتنا نخاف من ذالك اليوم؟؟ •أمحاكمة قلة فاسدة فقط هى أهداف تلك الثورة ؟؟ •هل إزاحة الرئيس السابق هو مكمن وقاعدة تلك الثورة؟؟ •هل إجتثاث الحشائش الضارة التى كانت مخيمة على الوطن طيلة الثلاثون عاما ومتغلغلة فى جميع الدوائر من السهل إزاحتها وحرقها فى خلال فترة وجيزة ؟؟ •هل البدائل من اليسر إيجادها بهذه السرعة المطلوبة ؟؟ •هل تغيير الوجوه وليس المناهج والتوجه هو الحل الأمثل لوضعنا الحالى ؟؟ •هل الحكومة القائمة حاليا يوجد بها وجوه جديدة وشبابية كما كنت تطالبون ؟؟ •بالعكس الوجوه والشخصيات معروفه للجميع ربما إختلفت فى توجهاتها مع النظام السابق أو لم تجد التفاعل من خلال تجربتهم السابقة ولكن ليسوا وجوه جديدة 0 •لما تم إختيارهم والمباركة عليهم هل عن قناعة أم مجرد ظهورهم بالميدان وإظهار قبولهم لمنادات وأطروحات تلك الثورة فقط ؟؟ فماذا فعلوا حتى الآن وماهى تلك النتائج التى تمخطت عنهم من خلال قرارات إستشعر من خلالها المواطن بشيىء ملموس ، واذا كانت الايجابة بنعم فلماذا الاستمرار بتلك المظاهرات والاعتصامات فى كل يوم جمعة من كل أسبوع يأتى ويتم فيه التجمع وإرباك الامور ووقف الحال ياإخوان ؟؟؟ •ولكن علينا البدأ والسعى والميول الى الوصول لمفهوم النظرة الفكرية والتعقلية التى ننظر من خلال ذلك المفهوم لأى مدى إنعكس ذلك الشيىء على أنفسنا لنصل الى توظيف الآليات ونضع الامور فى نصابها وأوضاعها وأماكنها الطبيعية وهنا لابد من تملك التفاؤل حتى لانفقد حرية الموقف لنسيطر عليه بطريقة واقعية تتحلى بالاخلاق والتريث والصبر لكى نتصرف من خلالها وتمنحنا القدرة على إمتصاص أى صدمة أو حدث كان، ولنعود من خلال ذلك للعودة للحوار الهادف والبناء لنجد طريقة مثلى لحل كل القضايا المختلف عليها لتعيننا على الوصول للترجمة الواقعية لبدء صفحة جديدة نخدم من خلالها عملية التنمية الاقتصادية والحد من تفاقم البطالة التي طالت أبناء هذا الوطن – الوطن المعطاء في إطار من النظام الديمقراطي حتى نصل بسفينة هذا الوطن إلى بر الأمان وعلينا أن نتمسك بشرع الله عز وجل ونمتثل لقوله سبحانه وتعالى (( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)) ولنعلم جميعا أن يد الله مع الجماعة ولنعمل جميعا على استقرار بلدنا ونحافظ عليه من براثن الأعداء وما يخبؤه لنا ويكفينا محاربة الآخرين لأرض الكنانة واجتهاداتهم في كيفية الوصول لانهياراتنا من خلال بث سمومهم الموجه لنا وعدم الانسياق لكل ما يبث من خلال القنوات المأجورة والاستماع للخطب الرنانة التي ليس لها فائدة إلا لتقليب المواجع وتنفيذ أجنداتهم الخاصة برؤيتهم قصيرة المدى فنحن نملك من الحنكة والوعي والإدراك مالا يملكه الآخرون ويكفينا أن أرض الكنانة بشعبها بكل طوائفه شعب مذواق ومعروف عنه بالشجاعة والإقدام ونصرة الآخرين فما بالنا بأنفسنا وما حداني لكي أكتب هذه الكلمات إلا لمحاولة فتح آفاق جديدة لكيفية الممارسة السياسية من خلال منظور الرؤية العقلانية والموضوعية وذلك لرصد نقاط الضعف والهزل السياسي الذي من خلاله نعيش ونعانى من تبعاته وهنا وجب على المسئولين والمعنيين بالأمر بعدم تضليل الشارع وإخفاء الحقائق وعدم التستر على المواقف والأحداث لتساعدنا للوصول للرقى في التعامل وممارسة أصول السياسة البعيدة عن الأهواء والرغبات السيئة وتصفية الحسابات والاستمرار في دروب التخبط والتشتت والصدامات التي ليس من ورائها فائدة مرجوة غير فقد الثقة العامة وبين أنفسنا والله على ما أقول شهيد اللهم بلغت.... اللهم إشهد طائر الليل الحزين