قد يتصور البعض أننا حققنا جميع أحلامنا بقيام ثورة ال 25 من يناير وأن السماء ستمطر ذهباً علينا بعد أن نتخلص من الفساد والمفسدين وبقايا النظام السابق ؛؛ وأن هؤلاء هم من كانوا العقبة الرئيسية فى طريق التقدم نحو المستقبل لبلدنا الحبيبة مصر 0 ولكنى أرى أن العبىء الأكبر يقع علينا نحن كمواطنين ؛؛ فلا يوجد تنمية بدون عقولٍ تفكر وتبدع ؛؛ وآيادى تعمل وتجتهد ؛؛ وسواعد تبنى ؛؛ فالنظر إلى الأمام وحده لا يكفى ؛؛ بل يجب أن نخطط ونرسم طريقاً مستوياً تسير عليه خطواتنا نحو مستقبل أفضل لنا ولبلدنا 0 فمثلاً قبل أن ندعوا المستثمرين للإستثمار فى مصر يجب أن نهيىء لهم المناخ المناسب لذلك ؛؛ من عودة الأمن إلى طبيعته ؛؛ ووجود طبقة عريضة من العمالة المدربة فى كافة المجالات ؛؛ وتشريع بعض القوانين التى تشجع المستثمرين على الإستثمار فى بلدنا ؛؛ كما يجب أن تعود الثقة لرجال الأعمال المصريين ؛؛ وأن ننفى عنهم تهمة أن كل رجل أعمال فاسد ؛؛ فيوجد الكثير من رجال الأعمال الشرفاء ؛؛ الذين خدموا البلد بمشروعات مفيدة 0 وكذلك نصلح من أنفسنا لنكون فاعلين فى مجتمعنا ؛؛ ولا نصمت على ظلم أو فساد ؛؛ وأن نتمسك بكافة حقوقنا فى المواطنة ؛؛ وأن نؤدى ماعلينا من واجبات نحو بلدنا ؛؛ وأن نضع مصلحة مصر قبل مصالحنا الشخصية ؛؛ وأن نستمع للرأى الآخر ولا نحجر على أراء من يخالفونا ؛؛ ولا نرشى أو نرتشى 0 وعلى خط متوازى مع ماذكرته ؛؛ يأتى تطوير التعليم بجميع مراحله ؛؛ فالتحصيل التراكمى لمقررات كثيرة لم يعد يفيد ؛؛ بل يجب أن يقيّم الطالب بإستمرار من أساتذته ؛؛ وأن نترك له مساحة لتطبيق مادرسه من خلال توفير الإمكانيات فى المدارس والجامعات ؛؛ وأن نربط بين التعليم وسوق العمل ؛؛ وأن نهتم بالتعليم الفنى ونطوره ليكون السواد الأعظم من المنظومة التعليمية ؛؛ فلا يوجد وطن على وجه الأرض جميع مواطنيه أطباء ومهندسين وعلماء وعباقرة ؛؛ بل العمالة الفنية الماهرة والمتعلمة والمثقفة هى الأرضية السليمة لنجاح أى ثورة صناعية أو زراعية بمصر 0 مصر بعد ثورة 25 يناير أصبحت مثل لوحة من القماش الأبيض كبيرة جداً ؛؛ وكلُُ منا يمسك بريشة وألوان ليرسم جزء من هذه اللوحة الكبيرة ؛؛ لتكتمل فى النهاية اللوحة ؛؛ فمنا من رسم جزء صغير من اللوحة ؛؛ ومنا من رسم جزء كبير ؛؛ المهم أن كل مواطن شارك فى رسم هذه اللوحة ؛؛ لتكون فى النهاية تحفة فنية تجذب الأنظار إليها ؛؛ ويتم بعد ذلك إمضاءها من صنّاعها أو فنّانيها بكلمة واحدة هى ( المصريين ) 0