في مقال سابق مع بداية العام الجديد كتبت عن بعض الموضوعات التي تشغل الرأى العام فى الشارع المصري وقمت بعرضها فى صيغة مجموعة من الأسئلة تبحث عن إجابات مطمئنة من شئنها أن تجعل الشعب يتنفس الصعداء وكان جملة مضمون هذه الأسئلة... هل سنرى مصر هذا العام وهى ترتدي ثوبا جديدا مثلما يرتدى الاطفال الثياب الجديدة صبيحة العيد ؟... وكأننى كنت اشعر برياح التغيير واشتم رائحة النرجس التي جلبتها ثورة الكرامة المصرية لتضع أجوبة لهذه التساؤلات التى ظلت تطرح لأعوام كثيرة مضت وكان يليها علامات استفهام طويلة الأمد. لقد صنع الشباب المصرى في مصنع " التحرير " ثوبا جديدا لمصر ترتديه لتباهى به الأمم بعد أن تهتك ثوبها القديم ولم يفلح ترقيعه . ثورة تدرس "يجب أن نربى أبنائنا ليصبحوا كشباب مصر" هذا ما قاله باراك اوباما معبرا عن روعة الشباب المصرى فمن الغريب أن زعماء العالم جميعا أعطوا الحق للشعب المصرى للتعبير عن رأيهم معادا الحكام العرب فانشغل بعضهم بأموره الداخلية تحسبا للإطاحة بهم والتزم البعض الأخر بالصمت .الآن أصبحت الثورة المصرية تدرس لشعوب العالم بما حملته من إبداع فمن المعروف أن مصر بها ثلاثة من عجائب الدنيا السبع وقام الشباب المصرى بإضافة اعجوبه أخرى هى ثورة 25 يناير واستطاع أن يقول " ارفع رأسك يأخى فأنت مصرى " سقوط الأقنعة عندما تسقط الأقنعة ينكشف ما تخبأ ورائها من وجوه تتلون كالحرباء وجوه حسبتها جميلة ومن شدة احترامي لها رسمت لها صورا فى خيالي ولكنى فى الحقيقة رسمت صورا لأقنعة زائفة تخفى وجوها مموهة وقلوبا مشوهة تدعى الطهر والفضيلة وتلبس لباس الورع والتقوى وعندما سقطت تهاوت معها لبوس الورع والتقوى والفضائل كسقوط ورق التوت فى فصل الخريف وتعرت الأجساد وانكشفت العورات وطفت الحقيقة التى حاولنا تجاهلها كثيرا كفانا خداع وتضليل وتجسيد لادوار البطولة الزائفة التى أفقدتنا الوعى وغيبتنا عن الحاضر وانحدرت بنا الى الا وعى والا ثقة وحرمتنا من فكرة المثل الأعلى . مقعد تحت قرص الشمس بعد التهميش وملئ الأدراج بالكثير من الأبحاث الآن تستطيع مصر أن تحصل على هذا المقعد إذا وفرت الدولة الدعم الكافي وإطلاق ايدى الكفاءات وزوي الخبرة وبعد إنشاء وزارة مستقلة للبحث العلمى لأهميته فى هذا العصر المتسارع الذى اتخذ شعار البقاء للأقوى والأصلح فقد أصبح هو المحرك العلمى للنظام العالمى الجديد ومن ثم فقد أصبح العالم فى سباق مع الزمن للوصول الى التقنية الحديثة والتى تخدم كل المجالات فضلا عن فتح مجالات الإبداع والتميز لدى الإفراد والشعوب بمختلف ثقافاتها ويعمل على إحياء التراث والأفكار وتحقيقها بطرق علمية دقيقة لذا فيعتبر البحث العلمى انطلاقة للحاضر واستشراق للمستقبل ومن خلاله سوف تسير مصر نحو طفرة علمية تقود عجلة التنمية . دعوة للتريث و الاتزان والتخلي عن العشوائية والغوغائية الآن حان وقت العمل والجهد والتفاني حتى نكمل الواجهة الحضارية لمصرنا الحبيبة وحتى يكتمل نجاح الثورة ونعبر للمستقبل بخطى ثابتة.