اتذكر حديث عبدالناصر في القرن الماضي عزة النفس وعن الكرامة واتذكر حديث السادات عندما قال اني ابحث عن احترام الناس ولا ابحث عن عطفهم . اتذكر كل الكلمات التي احاطت بزمن النضال والدفاع عن كرامة هذا الوطن .. اتذكر قوة مصر في السابق في شتى النواحي العلمية والثقافية والعسكرية والسياسية.. اتذكر مواقف مصر العربية في عهد عبدالناصر وتحرير الارض في عهد السادات . اتذكر ان كلمة مصر كانت الكلمة العليا في الوطن العربي .. اتذكر يوم مصر كانت هي الملتقى السياسي الاول لكل القادة العرب ومن اراد التحدث مع اي دولة عربية فلابد ان يكون مروره بمصر .. اتذكر دعم مصر لافريقيا في عهد عبدالناصر وكانه كان يعلم بمشكلة المياه الحالية .. اتذكر الديمقراطية في الماضي وتعدد الاحزاب ما بين وفد ووطني ومستقلين .. اتذكر ايضا الاشراف القضائي النزيه على العمليات الانتخابية .. اتذكر كل المشاريع العملاقة التي تمت في عهد عبدالناصر مثل السد ومصانع الغزل .. اتذكر مفاعل انشاص النووي في عهد عبدالناصر.. اتزكر بكوني كنت افخر اني مصري وانا صغيرا.. واتزكر ابي انه كان يفخر .. اتذكر يوم يستذكر المصريون الثورة ويشعرون بعزة النفس .. اما اليوم فالناس تتمنى عودة الملكية فملك غريب اهون وارحم مما نحن عليه الآن .. كل هذا في الذاكرة .. ذاكرة تنعش بعض الامل في قلوبنا تشعرني بالابتسامة ولو للحظات .. ولكن هل يا ترى سيتذكر الاجيال القادمة كل ما سبق ام سيتزكرون الاذلا والمهانة والوضع السيء في الوقت الراهن .. جيلي محظوظ وجيل ابي اوفر حظا .. وجدي اكثر واكثر .. هنيئا لمن لم يرى تلك الايام في الوطن .. اما بعد يوم الخامس والعشرون من شهر يناير الماضي شعرت انه ربما ستتغير الاحوال وساشعر بالفخر يوما شعرت ان طعم الحرية قد اقترب مني واني بدات اشم رائحة الحرية والديمقراطية والعدالة .. شعرت انه ربما اكون محظوظا اكثر من الاجيال التي مضت ممن لم يعاصرو هذا الحكم .. وتمر الايام وانا ارى قلبي ينفجر كل يوم وتنهيداتي تذداد وكان الروح ستخرج مني بحثا عن الحرية التي تشم رائحتها وتشعر بقربها . وكل يوم المكاسب تزداد وقد علمت اننا قهرنا رجال الأمن المتغطرسين علمت اني لن ارضخ يوما لاوامرهم المستفذة علمت اني سانال حقوقي منهم رغم عنهم .وتمر الايام والاحساس يزداد واشعر بالاقتراب واخاف ان ابتعد للحظة عن شاشات التلفاذ فانا ارقب كل صغيرة وكبيرة اخاف ان تمر لحظة فارقة ولا اشعر بها إلى ان رأيت بعيني النظام الفاسد المستبد الظالم الغير كريم . يسقط اوراق الشجر في فصل الخريف اشعر بانهيار اهراماتهم المبنية على الغش والخداع . إلى ان جائت اللحظة التي تمناها كل مصر وكل عربي وكل انسان حر في العالم بسقوط راس الهرم بعناده وفساده ونظامه واعلانه السقوط بعد ضغوط من القوات المسلحة التي عهدناها دائما من الشعب وللشعب . شعرت في هذه اللحظات بما تحمله الاغاني الوطنية وما معناها علمت ما قيمة النشيد الوطني .. رايت دموعي تزرف رغما عني مع كل اغنية وطنية مع كل فرحة في هذا الوطن .. عيوني تدمع عندما اسمع اراء الناس في شعب مصر وثورتهم وحريتهم وكم اثبتنا للعالم اننا متحضرون ومؤهلون للديمقراطية بشكل لا يسبق له مثيل .. واعجاب الناس ببلدي ووصفها بالقاهرة والمنتصرة دائما على كل من يحاول ان ينزل بها الى القاع لابد ان تكون مصر عالية في السماء فهي ام الدنيا وقلب العرب النابض وقلب الاسلام والمسلمين . ما اروع العروبة حين تبتسم في لحظة واحدة ما اروع المسلمين حينما يتكاتفو مع اروع واشجع المصريين حينما يتجمعو على كلمة واحدة علمت انه لا طائفية في وطني فقد اثبتت الثورة ان المصريين نسيج واحد ولا تفرقهم اي طائفية دينية ولا سياسية ولا عقائدية .. ما اجملك يا وطني ما اجملك يا بلادي .. عشتي يا وطني وعاشت حريتك . وعشت دوما اقبل ترابك يا مصر بدر عبدون