صمت قلمى قليلا فى ظل هذه الاحداث التى تسيل فيها الدماء فخشيت ان يظلم قلمى من ترك حياتنا ورحل ،فهذه وقفة ضمير لا يعرفها عبيد السلطان، ولكنى قررت الكتابة بعد ان قابلتها، لم اكن اتخيل ان هذا اللقاء كان من الممكن ان يحدث، فمجرد التفكير فى حدوثه ليس هو الاصعب انما الاصعب بحق اين المكان ومتى الزمان ؟! انها هاله قتيلة المنصورة وعندما قابلتها سألتها : لماذا ذهبتى الى هناك؟ لماذا من الاصل خرجتى فى مظاهرة تطالبين فيها بعودة رئيس انتهى امره واصبح فى عداد الماضى؟ هل كنتى تريدين افساد العرس الديمقراطى؟ ألم تعلمى ان هناك استفتاء قادم على الدستور وبالدستور العجلة ستدور؟ ألم تعلمى بأن هناك عرس للانتخابات البرلمانية سيقام بعد اشهر؟ هل اردتى بدمائك افساد كل هذا؟ لماذا دخلتى هذا الشارع المعروف عنه مسبقا انه وكر للبلطجة والبلطجية ؟ دمائك ليست لها قيمة فأنتى من قتلتى نفسك عندما قررتى الخروج!، خلاصة القول "ايه اللى وداكى هناك؟!"، رأيتها مندهشة من كلماتى واستقرأت من نظرتها ماذا تريد ان تسأل : كيف تقول ذلك وانت عندما تحدثت عن صرخات جيكا اثناء خروج روحه وانها ستهز عرش من يحكم او من سيحكم مصر حتى يآتى القصاص ساويت حينها بين صرخاته وصرخات اسلام طفل دمنهور صاحب الجذور الاخوانية؟، تأكدت من سؤالها انها تدرك ان ما قلته بعيد عن قناعاتى، واجبت على نظرتها الحائرة : انى لست محايدا ولكن هناك بداخلى مشاعر من الانسانيه وبقايا ضمير تفوق مئات المرات مرسى وانصاره، ويكسر قلمى اذا ناديتك بكلمة "قتيلة" فلم يكن بديع يوما مرشدى حتى يسطر قلمى تلك الكلمات، فيا ايتها الشهيدة اسمعينى: عندما كتبتى حروفك التى قلتى فيها "نحن عشاق للشهاده اكثر من الحياة فلا تتحدونا فالشهادة اسمى امانينا" واسأل المولى عزوجل ان تكونى الآن فى زمرة الشهداء ولكن دعينى اسألك :عندما اخترتى طريقك هل اخترتى الرفيق قبل الطريق ؟!. انتى الآن ترى الحقيقه كامله من وراء حجاب فهل تيقنتى ان الاخوان ارادوا سرقة حلم 25 يناير الذى طالما حلمتى وحلمنا به؟ خدعوكى بوهم التمسك بالشرعية والديمقراطية وهم من اعلنوا ان فى حالة نجاح شفيق سيحولون البلاد الى بركة دماء، فكيف يستقيم هذا مع ذاك ؟ كيف يدعون التمسك بالديمقراطية والصندوق ويعلنوا الاعتراض على نتيجة كان ممكن للصندوق ان يأتى بها ؟ ذلك الصندوق الذى يصدعون ادمغتنا به الآن وقد اثبتت الايام فيما بعد عندما كنا نحن ومازلنا ضده اجتمعوا هم مع شفيق سرا لتقسيم الغنائم فى حاله نجاحه ،والحقيقة ان الامر لا هو ديمقراطية ولا هى شرعية صندوق انما الامر عندهم "اما يحكموها هم" او "اما خرابها وتدميرها" فالوطن عندهم لا يساوى علم الجماعة، هل رأيتى تصرفات من كنتى تساندى وجهة نظرهم وان الدماء عندهم هى اهون الاشياء ؟ هل رأيتى كيف قبل رحيلك مزقوا جسد من كانت كل جريمتها ان سيارتها حملت كلمه "تمرد" ؟ هل رأيتى كيف مزقوا جسد طفل برئ فى المنصورة كل جريمته انه هتف لقواتنا المسلحة واظنه انه كان لا يعى حتى معنى هتافه ولكنهم قتلوا براءته ليسكتوا لسانه ؟هل رأيتى كيف وصل الامر ان قيادتهم تدس بينهم من يقتلهم ؟ فهل رأيتى كيف ان احدهم تقدم ووجه رصاصته فى رأس من كان امامه حتى تتاجر قيادته بدمائه ويزداد الصراخ والنحيب الظاهرى اما الاعماق تريد وتتمنى مزيدا ومزيدا من الدماء حتى تربح تجارتهم؟ وبئس تلك التجارة! هل قرأتى جيدا فى تاريخ جماعة قتلت الخازندار لانه حكم على احد اعضائها فى احد القضايا، قتلت النقراشى لأنه اتخذ قرار حلها ؟ هل تتذكرين ما فعله رسولنا العظيم فى صلح الحديبية فقد وافق على كتابة اسمه "محمد بن عبد الله" مجردا بدون رسول لان كفار قريش الطرف الاخر فى الصلح كانوا لا يعترفون به رسولا ووافق على تجريده من لقبه الذى حصل عليه بأمر آلهى حقنا للدماء بينما مرسى رفض تجريده من لقب رئيس منحناه نحن اياه وفضل ان تجرى بحور الدماء بين ثنايا الوطن ؟! هل رأيتى ماذا حدث فى احداث طريق النصر ؟ لماذا طلب قيادات منصة رابعة العدويه من المتظاهرين التوجه الى كوبرى اكتوبر دون تحديد سبب منطقى للذهاب الى هناك ؟ هل كان فى انتظار المتظاهرين قناصة تعلم القيادات بوجودهم وتابعين لها وارادت القيادات التضحية "بكم انسان " وارسالهم الى الجنه بمنطق ان قتلاهم فى الجنه وقتلى غيرهم فى النار؟ ارسلوهم الى الصدام مع الشرطة حتى تستخدم الشرطة القوه المفرطة غير المبررة وتقتل بعضهم وخلال الاحداث تقوم قناصاتهم بدورها لتزيد اعداد الشهداء فهل كان ثمن كل هذه الدماء صرف نظر العالم عن الملايين التى خرجت يوم الجمعه 26 يوليو؟ لماذا لم يذهبوا بمن مات الى اقرب مستشفى خاص او عام وفضلوا الذهاب بهم الى المستشفى الميدانى الذى لا يمتلك آليات اسعاف حالات خطرة ؟ هل لاهتمامهم بتصوير الجثث اكثر من حياتها قبل ان تصبح جثث ؟ انا شخصيا ايتها الشهيدة لا استبعد على هولاء الاقزام فعل اى شئ، ولكن لقائى معكى هو لقاء المستحيل، لقاء ما بعد الرحيل، ولكنى كم اود ان تعودى الى الحياة الآن لكى اسمع اجاباتك عن كل هذا، وهل بعد كل هذا لو عدتى إلينا هل ستخرجين فى نفس المظاهرة مؤيدة نفس الافكار؟ ولكنك بكل آسف لن تعودى لتسمعينا الاجابة التى اشعر بأنها ستكون بالنفى ، هل ضحوا بكى بنفس المبدأ الذى تعاملوا به مع من مات فى احداث طريق النصر وذهبوا بكى الى شارع ملئ بالبلطجيه حتى يحدث صدام ويقتلك من كان يسير بجوارك ؟ سؤالى هذا ليس استنادا على الاخبار التى تناثرت ان تقرير الطب الشرعى الخاص بكى قد اكد ان الرصاصة جاءتك من الخلف ومن مسافه قريبة جدا لانى لا املك اى ثقه فى الطب الشرعى الذى هاجمته عندما تلاعب بنا فى تقريره عن الجندى فكيف استند الى تقريره الآن، ولكنى استند الى قناعاتى بأن تلك الجماعة على اتم الاستعداد لفعل شئ من اجل مصالحها ! حتى لو كان طريق مصلحتها مفروش بدماء ابنائها وبناتها ،نحن نريد تحقيق مستقل يكشف لنا كل الاحداث وتأكدى ان صرختك ستهز عرش اى حاكم لم يسعى الى القصاص. ولكن قبل التحقيق لابد ان يغيب عن المشهد فورا وزير داخلية يداه ملطخة بدماء المصريين وجاء من الاساس لهدف واحد ألا وهو قمع المتظاهرين الذين كانوا سيخرجون فى 25 يناير 2013 وموقفه الذى اتخذه فى 30 يونيو لم يكن سيتخذه الا بعد تأكده من غرق السفينه التى كان يقودها مرسى واجبره على ذلك الموقف البطولى الذى اتخذته الجمعية العمومية لضباط الشرطة بأنهم سيحموا المتظاهرين ،ولنكن صرحاء مع النفس ،فالشرطة التى قتلت كريستى عند الاتحادية لم تتخذ هذا الموقف الا بعد استشهاد ابوشقره فى سيناء وقبلها كانت فى خدمة نظام الاخوان ،فلابد من تطهير الداخلية وان يتولى امرها احد شرفائها، هناك بالفعل امور تحدث ليس هناك اى مبرر لها غير ان متخذها هو ضد الملايين التى خرجت فى 30 يونيو فكيف يتم تعيين وزيرا للطيران تصالح من قبل فى قضايا فساد ؟ كيف يتم تعيين الدميرى وزيرا للنقل ؟ فهل يستقيم ان يقيل مبارك وزير بسبب حادثة قطار راح ضحيتها مئات المصريين ونآتى به نحن بعد ثورة فى نفس المنصب ؟ بالفعل ياله من عار !، ولكن حديث العاهرة عن الشرف يتساوى مع حديث عبيد السلطة عن انتقاد تشكيل الحكومة فهم دافعوا باستماته عن قنديل وحكومته التى كانت بها نفس الاخطاء واكثر ، فحديث العاهرة عن الشرف يتساوى الان مع حديث عبيد السلطة عن السلمية وكأن ما يحدث فى رابعة العدوية لا تراه اعين العالم اجمع من حمل سلاح الى منجنيق الى حوائط خرسانية ، هل ترضون الآن بتطبيق قانون صبحى صالح للتظاهر الذى كان يعده فى مجلس الشورى ليطبق عليكم فى وكر رابعة للارهاب أليس تطبيقه عليكم هو قمة العدل فقد كنتم تريدوه لغيركم ؟اعتقد ان قمة الرجولة ان تتحمل ما كنت تريده لغيرك بدلا من ان تصرخ وتبكى وترفع اللافتات بالانجليزية لتخاطب العالم الخارجى، حديث العاهرة عن الشرف يتساوى مع حديثهم عن انتقاد الداخلية الآن التى ساندوها مدة عام كامل بكل قوة ،عقدوا صفقات الغاز وعندما استنشقوها صرخوا ،عقدوا صفقات الرصاص ليوجه الى صدور غيرهم وعندما دارت الايام وتم توجيه لصدروهم صرخوا، بعد استنشاق الغاز والاكتواء بنار وزير داخليه انتم من عينتموه ودافعتم عنه وآتيتم به لقمع المتظاهرين فهل شعرتم كم كنتم ومازلتم عبيدا للسلطان؟ وللحديث بقية ما دام فى العمر بقية .