كنا تلامذة الصف الثالث الإعدادي بمدرسة الشهيد الصيحي بدسوق نحب الأستاذ إبراهيم مدرس الرسم و كثيرا كما كنا نحب حصة الأستاذ عمران مدرس الموسيقى وزميل محمد عبد الوهاب كما قال لنا ، وكان فصلنا مجموعة من المواهب والأوائل تسعة وعشرون تلميذا منهم ما يقرب من عشر تلاميذ مواهب فذة فى الدراسة والفنون من أمثال حسين البنا ومصباح مصباح واحمد مطاوع وطه دراج وغيرهم إلا أننا فى الرسم كنا أكثر من ذلك ، بل كنت أنا أكثرهم تواضعا فى المواد الدراسية ولكن لشدة حبى للأستاذ إبراهيم وما يحكيه من القصص الخيالية التى كنا نقرأ عنها فى مجلات سندباد وعلى بابا وغيرها كقصص القداحة وعلى بابا والأربعين حرامي والشاطر حسن وكثير منها على مدار السنوات الدراسية الأربع نظام المرحلة الإعدادية فى ذلك الوقت ؛ فكان يطالبنا بأن يرسم كل منا لوحة فى كراسة الرسم والصورة التى أعجبته من الحكاية ، فيخرج من الفصل أكثر من عشرين لوحة فائقة الجمال ؛ كان أهمها بالطبع لوحة سرحان ، وطه دراج ، فقد كان أبوه الفلاح فنان بارع رسم حرب العدوان الثلاثي على جدران وسقوف الإدارة المدرسية ، وبطول فصول الدور الأرضي الذى كنا فيه 00 المهم ، أنه حكى لنا حكاية لا أذكر اسمها ولكنها تشبه كثيرا ما نحن فيه اليوم ، فالسياسيون كلما فشلوا وفاتهم التهام كعكة مصالحهم الأنانية الخاصة اتهموا خصومهم بالموالاة لأمريكا واتهموا واشنطن بتمويلهم كما حدث أن واتهموها بتمويل حملة الرئيس الدكتور محمد مرسى بمجرد ما أعلنت نتيجة نجاحه ، ثم عادوا باتهام واشنطن بتمويل معارضين للإطاعة بمرسى بمجرد ما وقع الانقلاب عليه وعزله 00 ، ثم يصرح البلتاجى بأن مطالبة أمريكا بالإفراج عن مرسى لتغطية دعمها للانقلاب ، فى حين أن حزب التجمع يصرح ممثله أن أمريكا لا تحترم المصريين حين تطالب بالإفراج عن مرسى 00 ثم تأتى وكالة رويترز كالأم الرءوم شفقة على مصر والمصريين فتنعى الانقسام السياسي فى مصر لأنه يفرق بين الأخ وأخيه 00 فيال العجب 00 ! وأسفاه على مصر والمصريين ، فأنا أقول لهم إنكم جميعا إخوان وجماعات وقوى سياسية هزلية ليس فيكم مؤيد ولا معارض حتى الشباب منكم ، فتتاجرون بأمن مصر واستقلالها مرة باسم الدين ومرة باسم مصر ، ومرة باسم الثورة ، فتهرولون على واشنطن وعلى السفارة الأمريكية تخطبون ودها ، فلا يدعى أحد منكم النزاهة والكرامة والشرف ، فأنتم أحط سياسيين عرفتهم مصر طيلة تاريخها الطويل تذكروننا بباشوات الغبرا وأحزاب الخيبة ممن كانوا قبل ثورة يوليو 1952 م حتى من رجال حزب الوفد فقد كانوا يتهافتون كالذباب على أعتاب السفير البريطاني ، فقد أجبر الملك رضخ لمطالب الإنجليز ، فكلف مصطفى النحاس رئيسا للوزراء بعد حصارهم للقصر بالقوة ، بل إن كثيرا من أمثالكم وصلوا لمبتغاهم ونالوا كراسى الوزارات بعضويتهم فى أندية مشبوهة كأندية اللوتارى والليونز التى كانت وربما مازالت تترأسها سوزان ثابت زوجة المخلوع فى ثورة مصر فى 25من يناير 2001م 00 ! لقد شبهتكم جميعا أيها السياسيون الأغبياء وموقف أمريكا منكم بما حدث مع بطل القصة وهو ترزي ترك دكانه لكساد مهنته ، فالناس أصبحت تشترى الجاهز ، فلا حاجة لها بالتفصيل ، فهرب إلى الغابة القريبة من القرية ونام من التعب تحت شجرة ، فما لبث أن استيقظ على صوت يشبه الرعد وغبار يعفر كل ما حوله حتى لا تكاد ترى شيئا لولا أن مصدر الصوت كان شيئا مخيفا مرعبا ، فقد رأى ما يشبه المارد الذى كان يسمع عنه من أهل قريته ممن رأوه ، فكان طويلا ومرعبا ، وإذا به بمارد ثان يقترب ويقترب ، فلما كانت فرائصه ترتجف رعبا إلا أنه كان سريع البديهة ، فالتقط حجارة كبيرة ملئ يده ووضع بعضا منها فى جرابه وصعد أعلى الشجرة يختبئ بين الأغصان ، فلا يرى 00 ! ولما اقترب الماردان الصديقان اللدودان جلسا ولعبا حتى تعبا فناما تحت ذات الشجرة التى يختبئ فيها الترزي ، وهنا أخرج الترزي حجرا من جيبه ووجهه على رأس مارد منهما 00 فاستيقظ فزعا ليبحث عن الفاعل ، فلم يجد إلا رفيقة ، فأيقظه وعنفه واتهمه بأنه هو من ضربه ، فلما أنكر ، استسلما وناما ، ولكن- الترزي بمكره ودهائه عاد وصوب حجرا آخر على رأس المارد الآخر ، فاستيقظ واتهم زميله بأنه هو من ضربه جزاء ما ظن أنه كان قد ضربه ، فلما أقسم له أنه بريئ تلفتا بحثا عن الفاعل ، ثم استسلما وناما 00 وهنا تصرف الترزي كما تفعل أمريكا فى لعبتها المعروفة والتى يلدغ منها الساسة فى مصر مئات المرات كما لدغ من سبقوهم من قبل من المحتل الإنجليزي ويلدغ الفلسطينيين من المحتل الإسرائيلي الغاصب 00 ! فماذا فعل الترزي الأمريكي بالساسة الأغبياء فى مصر ؟ لقد أمسك بحجريين كبيرين بكل يد واحدة ثم ضرب بهما فى وقت واحد رأسي الماردين ، فما كان إلا أن استيقظا رعبا وكل منهما يمسك بتلابيب زميله يتصارعان دون محاورة أو تفاهم ، بل أمسك كل منهما بجذع نخلة يضرب به صاحبة حتى سقط كل منهما فاقد الوعي ، فما كان من الترذي إلا أن ربطهما معا وجرهما إلى القرية ، ففرح أهل القرية الذين كانوا يعيشون فى رعب من مردة الغابة المجاورة ورفعوه يحيونه كما يحيا الأبطال المغاوير ، فقدموه على أنفسهم ، فاستتب له حكم القرية والسيطرة على سكانها السذج ، فقد توهموا أنه بقوته الجبارة قد خلصهم من الخوف وجلب لهم الأمن والأمان 00! ( والله غالب على أمره ) [email protected]