منذ أن اعلن الرئيس محمد مرسى بعض القرارات ,التى كان مضمونها منحصر فى إعلان دستورى جديد والذى ترتب بناء عليه من تحصين الجمعية التأسيسية لكتابة الدستور رغم انسحاب أكثر من ثلث افرادها ، وتحصين مجلس الشورى من حكم الحل الذي كان ينتظره كون جاء عبر قانون انتخابي غير دستوري ، وإقالة النائب العام "عبد المجيد محمود " وتعيين المستشار "طلعت عبد الله" بدلا منه وتحصين جميع قرارات مرسي والقوانين التي اصدرها أو ينوي اصدارها في الفترة القادمة وهناك بعض من افتى بأن الاعلان الدستوري الجديد يتيح له أيضا إعادة مجلس الشعب بموجب القانون الذي اصدره سابقا رغم حكم المحكمة الدستورية ببطلانه. وقد تسببت هذه القرارات الجديدة , في اثارة غضب الرأي العام ودعت القوى الثورية والوطنية وعدد من الاحزاب المصرية إلى الاعتصام في ميدان التحرير و ميادين مصر, إلى أن يتم التراجع عن الاعلان الدستوري الاخير وإلغاء القرارات والتى تعارض مبدأ الفصل بين السلطات وضد دولة القانون التي قامت الثورة من اجلها. ومنذ ذلك اليوم العصيب والجميع فى احتدام وصراع دائما لا ينتهى حتى بين أبناء الاسرة الواحدة ونشق الشعب المصرى الى عدة أطراف مؤيد ومعارض وطرف ثالث لا هو بمؤيد ولا بمعارض وصار كل طرف يتهم الاخر بالخيانة والتدمير للبلاد وجعلوا من الساحة المصرية معسكرا للأعداء ولكن من جعله معسكرا للأعداء؟ وكان التقسيم بهذه الصورة المشينة للطرفين المؤيدين لما جاء في قرارات الرئيس محمد مرسي الاخيرة من الاخوان والتيار الاسلامي فقد اعتبرها ثورية وتعيد الامن والاستقرار إلى مصر وتقف في سبيل المخربين وعملاء الخارج كما يصفون معارضيهم والمعارضين يروا أن الرئيس محمد مرسي نصب نفسه حاكماً بأمر الله ، وكانت ردود الافعال من غالبية القوى الوطنية المصرية مشابهة لبعضها وكلها اجمعت على رفض القرارات واعتبرتها بمثابة الضربة القاضية التي اجهضت ثورة 25 يناير. ولكن بعد هذا الكم من الحرب الدروس التى دارت بينهم هل تذكروا أم نسوا يوما كان يملؤنا فيه الميادين يدا واحدة مسلم ومسيحى كديانة وإسلامى وليبرالى أو حتى علمانى كتيار فكرى هل كان اندلع ثورة يناير هدف للوصول الى السلطة أم رغبة حقيقة فى التغير الى ما هو أفضل بكثير على ما كان عليه الشعب المصرى من ظلم وطغيان وإهانة وامتهان . الشعب المصرى ثار وأزح الطواغيت من على عرشهم وزلزل كيانهم ولن يقدر عليه أحد بعد الان فقد عرف الطريق ولن يستعبد ثلاثون سنة مرة أخرى كما كان فى السابق ولكن ما ينقصنا هو الفهم وكيف اختلف مع الاخر واحترم رائه ولا أسفه واقلل منه كيف اكون صاحب رأى وأتقبل الرأى الاخر ولكن ما حدث على الساحة السياسية هو العبث ذاته كل فيصل يريد ان يكون الحق فى جنبه حتى وان كان على حساب الشباب ودمائهم كى يصلوا الى مأربهم وهو الكرسى وارى الطمع يملئ القلوب والعقول معا ولكن من الخاسر , الخاسر الوحيد فى كل هذا الشعب المصرى الذى لا يريد أن يكون من المليونيرات , ولكن يريد ان يعيش حياة كريمة مع الزاد حتى وأن كان قليل فقط لا غير من منكم يا من تتناحرون على السلطة فكر فى شعب مصر ؟ لن ندعكم تحول الساحة المصرية معسكرا للأعداء .