رفض عدد من المثقفين والفنانين المعتصمين بمقر وزارة الثقافة ما قالوا إنه محاولات وزير الثقافة توزيع الاتهامات بالفساد على رموز مصر الأدبية والثقافية والفنية، مطالبين من كان يملك مستندات فساد بإعلانها بدلا من إطلاق الشائعات في بيوت الله على حد قولهم. وكان عدد من المثقفين والفنانين أعلنوا يوم الأربعاء الماضي الاعتصام داخل مبنى وزارة الثقافة المطالبة بإقالة الدكتور علاء عبد العزيز وزير الثقافة اعتراضا على سياساته الحالية. وقال المعتصمون، في بيان أصدرته جبهة الإبداع المصري مساء اليوم، أوردته وكالة أنباء الشرق الأوسط، إن ممارسات وزير الثقافة بمسجد رابعة العدوية اليوم إنها "تعد دليلا قاطعا على طبيعة الدور الذي يلعبه والفتنة التي يسعى لتأجيجها بين الشعب المصري ومثقفيه ومبدعيه مستخدما بيتا من بيوت الله المقدسة للإحتماء من سهام الغضب المتصاعد ضده والنظام الذي أفرزه". وكان وزير الثقاف قال فى كلمة ألقاها فى مسجد رابعة العدوية اليوم بمناسبة "اليوم العالمى للقدس "، "إننا لن نقبل أن يتم إقصاء أحد فى مصر وعلى الجميع أن يعلم أن مصر تسع الجميع دون وصاية من أحد.. أننا سنسعى لتحرير الثقافة مهما حدث"، مؤكدا إصراره على مواصلة مكافحة الفساد المستشري داخل الوزارة على حد قوله. وأكد المعتصمون أن ما سموه ب"الإستقواء بتنظيمات وجماعات الإسلام السياسي" لن ينجح في إرهاب عقول مصر التي تصدرت المشهد في أيام الثورة الأولى ولا زالت ترافع راية الوطن الحر والدين السمح والعقل المستنير. يذكر أن من بين المعتصمين الروائى بهاء طاهر والمخرج خالد يوسف والمنتج محمد العدل والشاعر سيد حجاب والفنان نبيل الحلفاوي والفنان محمود قابيل والفنان سامح الصريطي. وأشار المعتصمون إلى أن الاعتصام الذي أوشك على إنهاء يومه الثالث يؤكد أن القضية لم تعد مواجهة بين مثقفين ووزير وإنما تحولت إلى معركة تحرر بين عقول مصر وشعبها في القاهرة والأقاليم ونظام حكم يسعى لشق الصف الوطني تارة باستخدام الدين وأخرى بالتفريق بين القاهرة والأقاليم بما يمثل إزدراء للدين و تهديدا لاستقلال الوطن وهويته على حد قولهم. وأكدوا أن مستقبل مصر لن يكون فيه مكانا لطاغية أو مستبد فردا كان أو جماعة. وأثارت قرارات وزير الثقافة الجديد التي شملت إقالة عددا من قيادات الوزارة، منهم مديرو دار الأوبرا وقطاع الفنون التشكيلية والهيئة العامة للكتاب احتجاجات بين المثقفين، واستقالات أخرى لعدد من المرتبطين بالوزارة مثل سعيد توفيق رئيس المجلس الأعلى للثقافة، ورئيسة قطاع العلاقات الخارجية بالوزارة والشاعرين أحمد عبد المعطي حجازي وفاروق شوشة والكاتب بهاء طاهر.