وأدم علينا احتلالها لأرضنا، فهي أرحم، وأهون شراً من أمريكا، وحلفاء أمريكا، إذ يكفي أن يقوم الجيش الإسرائيلي بأي مجزرة لتقوم الدنيا، ويكفي أن تقصف الطائرات الإسرائيلية أي نفق، أو مقر فلسطيني حتى يشار إليه بالبنان. ويكفي أن يعلن المعتقلون الفلسطينيون الإضراب حتى ترتجف إدارة السجون الإسرائيلية، ويتدخل الصليب الأحمر الذي يزور كل سجين فلسطيني لدى إسرائيل، ويتفقد أحواله. الاحتلال الإسرائيلي أرحم من الاحتلال الأمريكي، وخير شاهد على جرم أمريكا مئات ألاف القتلى، والجرحى، وعدد البيوت المدمرة، والأبرياء الذين يقصفون في أفغانستان، وباكستان، والعراق، ومن يراقب القصف الأمريكي لدولة اليمن، والصومال، والسودان، يقول: الحمد لله على هذا الاحتلال الإسرائيلي الخجول، والذي يصر على أن يكون مؤدباً قياساً بالإجرام الأمريكي، والوحشية التي باتت ترافق قوات الدول المتعددة الجنسيات. وندعو الله أن يبقى الاحتلال الإسرائيلي المباشر للضفة الغربية، والمحاصر لقطاع غزة، فهو أهون ألف مرة من البديل، ومن قوات متعددة الجنسيات، أو قوات أمريكية يشرف عليها الأمن الإسرائيلي، إن المطالبة بقوات أجنبية في الضفة لا تعني إلا القصف الأمريكي المباشر للفلسطينيين خدمة للأمن الإسرائيلي، ليظل الجندي الإسرائيلي يدعي نقاء الكف، ونزاهة البندقية قياساً بالوحش الأمريكي الذي فقد القيم، وتجرد من أخلاق المقاتل، وهو يقصف بطائراته التجمعات السكنية للمدنيين في أفغانستان، وهو يمارس الفاحشة مع المعتقلين في العراق، وهو يذبح الإنسانية باسم الديمقراطية، حتى صار المشردون والمنكوبون من الاحتلال الأمريكي للعراق بالملايين.. اللهم ابق لنا إسرائيل تحتلنا بشكل مباشر، كي لا يموت الأمل فينا بالقضاء عليها! اللهم لا تأت إلينا بقوات أمريكية أو متعددة الجنسيات تبعثر دمنا الفلسطيني على الدول، وتأذن بتلذذ الضابط الأمريكي في اغتصاب نساء فلسطين مثلما فعل بنساء العراق، ويتجرأ على فعل ما خجل عن فعله الجندي الإسرائيلي من تعذيب الأسرى بوحشية، واغتصابهم، وتقطيع الأطراف للتسلية، وجمع الأصابع البشرية، وقصف التجمعات السكنية. اللهم اطعم الاحتلال الإسرائيلي لكل عربي مشتهٍ للديمقراطية الأمريكية، وساعدها على غزو العراق، فالاحتلال الإسرائيلي أقل بأساً، رغم أنه يقتل الأطفال، ويذبح الرجال، ويغتصب الأرض، ويطرد أصحابها، ويشطبهم من الجغرافيا، ويلاحقهم عبر التاريخ.
