عندما تلامس اسارير المرء اخلاق الاخرين حزنا ، عندما تكون خارج دائرة مليئة بمن تحزن عليهم ، عندما ترى اطرافك تعطب وانت عاجز عن بترها . هذا هو حال المرء عندما يجد من حوله من احبائه قد اعماهم التعصب ، سأتحدث عن حالنا بعد الثورة التى اتت للقضاء على حكم فتره بغيضة على قلوبنا ، حتى تذهب الظلمة بعيدا الى الابد ، وتبدأ حياة جديدة تغلفها المحبة ويسود فيها الصدق ، وتحكمها العدل ، تكون الحرية فيها هى لونها وطعمها ، حياة تعلو فيها القيم ، وترتفع فيها الاخلاق ، لقد حلمنا جميعا بتلك الحياة وانتظرنا كثيرا وكثيرا ، حتى خطونا خطوة أولى نحوها توجت باختيار كل واحد منا لحاكمه ، رغم اعتراضى على الكثير من الاساليب التى توجت ذلك الحاكم علينا اعتراضى على كل الاطراف ، فكم كنت اتمنى ان تكون نتيجة امتحانات بلا غش بلا ارهاب للممتحن ، بلا تحريف للاجابات ، كنت اتمنى ان يكون قوامها الصدق ، لكن النتيجة عبرت عن عدم التفافنا وراء اتجاه واحد ، بل خلقت تباينا جميلا يوحى بعظمة ذلك الشعب ونفى قاطع لما اتهموا به من جهل وتخلف . ابدأ فى موضعى بنهاية المقدمه فهذا الشعب الجاهل كما نعته المرشد ، هو الذى تعاطف معهم فى اكثر من ثمانى مناسبات ديمقراطية خلال عام ونصف توجوا بها ليصبحوا فى الصفوف الاماميه ، سواء بحق أو بدون ، فقد اصبحوا واقع ملموس وحتمى لا مفر منه ، هذا الشعب الجاهل الذى يقوده الاعلام هو الذى تجاهل اصوات الاعلام الذى راهن فى كل مناسبة على فشلكم ، وانتم كذبتم ، ورغم ذلك اختاركم ، هذا هو الجهل بعينه ، وليس عيب ان يكون جاهل سياسيا فأنتم منهم وهم خلفكم ، جهلة يقودون جهلة كما تقولون . حاربنا فى ثورتنا الاقصاء خفاءا ، اتيتم به علنا ، ودافعتم عنه دفاعا مستميتا ، رفعتم الدفاع عن افكاركم الى منزلة الجهاد بالقول والجسد والدماء حتى ان تطلب الأمر ، نعتم المختلف معكم بالسفهاء ومن خلفكم بالاتقياء ، لقد عشنا سنين معكم خلفكم وامامكم وبينكم ، بماذا جعلتمونا نتعاطف معكم حتى اصبحتم تحكمونا ، بالتجارة بالدين وأنكم دعاة اخلاق ومبادىء ، بحملاة المقاطعة باسم الدين ، بمظاهرات رفض للاحداث فى فلسطين ، بخطب فى الاعياد والمناسبات .... الخ من الافعال التى كانت تحت مسمى الدين الذى انتم منه فى منأى . هذا هو الجهل ان اردتم ان تلقبونا به ، فرغم وقوفنا الى جانبكم ، بعد ان اعميتومنا عن القدرة على التفريق بين الحق والباطل ، ماذا فعلتم انتم الاكثر تنظيما سابقا والان ومستقبلا ، يشهد الجميع بذلك ، لن انسى منذ سنين وانا طالب فى الجامعه وكانت هناك دعوة لتظاهرة تأييد لاخواننا فى القدس ، وكان الأمر بأن تكون فى جميع الجامعات فى نفس التوقيت بالثانية ، نعم اشهد ويشهد لكم الجميع بالتنظيم ، ولكن اشهد لكم أيضا بالطاعة العمياء وكأننا خراف تقودها عصا . تأمر وتنهى دون اخذ رأى أو حتى اطلاق الحريات ، وأبسطها حرية الاختيار . أطلقتم الاشاعات بدون أدلة ولا براهين ، وصفتم الأخر بأبشع الأوصاف حتى تكسبوا تعاطف الناس ( هلى هذا من الاسلام فى شىء) ، لا طاعة لحاكم ولا لقاضى ....لشرع ولا لقانون .... ( هلى هذا من الاسلام فى شىء ) .... طالبتم الجميع بالكشف عن اموالهم واعلاء مبدأ الشفافية ، واخفيتموها انتم لقد عشنا سنين تطالبون فيها بتوزيع السلطات بأن يكون للرئيس دور والمجالس النيابية دور ، والحكومة دور ، للقضاة دور .... الخ من السلطات ، وبعد ان تيقنتم من تمكنكم من كل هذه السلطات خونتم من ليس معكم وطالبتم بها كاملة ، خونتم من يكشف وينقد وينقل الخبر ، من يكتب ويقدم ويذيع وينشر ، كل هؤلاء خونه فقط لانهم يعارضون ، اين هو مجتمع الحريات الذى نادينا وناديتم به ، اصبح الآن جميع الاعلاميين خونة ، ولا بد من اقصائهم ، الأن لابد من تطهير الاعلام ، الى الجهلة الذين لا يعلمون من هو الاعلامى وما هو دوره سواء كان صحفى أو كاتب او مذيع اطالبهم بأن يبحثوا عن مبادىء تلك المهنة الشريفة ، وان يتيقنوا ان دورهم هو القاء الضوء ، فاذا اصاب له اجر ، واذا اخطأ له اجر الاجتهاد . اما تكفير من يعارضنى ، فهذا ما دعا الجميع اليه قبل الانتخابات وانت نفيتم هذا ، خلقتم الشماعة قبل ان تعملوا ، شماعة تعلقوا عليها الفشل ، الان تحرمون التظاهرات لانكم من تقودون ، وتحللونها عندما تقادون . لقد حزنت كثيرا من الحال الذى وصلنا اليه فى مجتمعنا المصرى ، فكل من يعارض يتعرض لحملات تشويه وتجريح وتخوين فظيعة منظمه من التنظيم الاكثر حرفية فى مصر ، فمن تريدون القضاء عليه ، خلال ساعات تتحرك بمبدأ الطاعة العمياء الألسنة والاقلام ، تطويع التكنولوجيا نظرا لسرعتها فى الانتشار ، بدون حق وبدون ادلة ، كنت اتمنى ان يتعلم الحاكم من اخطاء حاكمه عندما كان محكوما ، وعندما يريد ان يرمى الناس بالباطل يأتى بدليل وافى وكافى ، يشفع له تلك التهجمات على كل شىء . لقد اصبح كل من حولى يخونون ويسبون ويلعنون ويرمون الناس فى اعراضهم ... الخ كل هذا من اجل ماذا ، من اجل دنيا ..... يا رب اغفر لكل من نشر واشاع خبر وكان باطلا . " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين " صدق الله العظيم الآن اريد من كل لسان يتطاول ولا يعمل بتلك الاية ان يقول لى هذا الفلان اخطا فى شىء وهذا هو الدليل ، فهذا هو عنوان المصداقية . اللهم الطف بنا ، فالمعطيات لا توحى بخير .