كثيراً ما تتلاعب بينا الاقدر وتفرض علينا في بعض الأوقات اموراً غريبة وشائكة فقد يفرض احياناً ان يكون المجروح طبيباً وان يكون المظلوم متسامحاً وان يكون الفقير كريماً اقدار تتلاعب بينا وادوار مرسومة بعناية وبحنكة درامية رهيبة التمرد عليها بيكون محال لاننا لا نملك شي اتخلقنا بكينونة معينة في نطاق محدود من الالزمان والامكان وذو طبيعة وقوانين مفروضة لا نملك شي سوي اختيار محدود وان كان اختيار بسيط غير انه سر وجودنا مخلوقين للعبادة فقط بتوجية واوامر إلهية محددة لا نملك إلا العبادة التي هي جوهر وجودنا علي الحياة ولكن اخدتنا أنفسنا سرقتنا الدنيا ونسينا الغاية فتوهم لنا اننا قادرون على تغير الأقدار نطحنا السماء هزمنا الجبال ضربنا عمق البر والبحر توهمنا اننا قادرون ولكننا في الحقيقة عاجزون تائهون بين بحر التمني وسرداب الأحلام فاتفة الاشياء واصغرها تفتك بنا فتاكا تبيد منا امم وحضارات زعمنا ولسنا في شي اعتقدنا ولا نملك شي فمهما بلغنا من وهم التملك والقدرة فأننا راحلوان ومهما توصلنا من علم وعلوم لازلنا عاجزون تائهون نسبح في بحر الحياة ولن نصل لمبتغاه دون الرجوع لسر الوجود