قال سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية : "قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون * وكذب به قومك وهو الحق قل لست عليكم بوكيل * لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون *" صدق الله العظيم الأنعام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما إنها كائنه ولم يأت تأويلها بعد. وقال أيضا :"أول هلاك الناس فارس ثم العرب على إثرهم" وفى حديث آخر قال : "لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليبعثن الله عليكم العجم فليضربن رقابكم وليأكلن فيئكم وليكونن أسدا لا يفرون " ألا ترى معى عزيزى القارئ أن هذه الأحاديث الصادقة عن الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه هى وصف دقيق لما تعيشه الأمة العربية من ذل وانكسار الآن . لقد تم غزو العراق وتدميره وهو الآن فى طريقه الى التقسيم.. كما تم احتلال أفغانستان واحراقه ولم يتبقى من أرض فارس القديمة سوى ايران والتى قد اقتربت نهايتها كما ذكرنا فى مقالنا السابق وبذلك يتحقق الجزء الأول من حديث المصطفى عليه السلام أول هلاك الناس فارس... وعندها يحين الدور على العرب . ولكن لماذا توعد الله على لسان رسوله الكريم بإهلاك العرب ؟؟ ان الإجابة نجدها فى حديثه عليه السلام لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر... فهل ملوك وأمراء الاسلام وحكام العرب أمروا بمعروف أونهوا عن منكر ؟؟ يقول تعالى : "يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردونكم بعد ايمانكم كافرين "(آل عمران) فمابال ملوك وأمراء البترول يضعون ثروات بلادهم فى خدمة أعدائهم !!!!!!!!!!! ولماذا تناسوا تعاليم قرآنهم وأحاديث نبيهم وعبدوا مالا يحق لهم أن يعبدوه وسجدوا لمن لا يحق لهم أن يسجدوا له.. أإله مع الله ؟ أم أنه الخوف الذى غشى حكامنا فأصبحوا أذلاء لأعدائهم من أجل حماية مناصبهم وكراسيهم . لقد أصبح حكام العالم الإسلامى يخافون أمريكا ولا يخافون الله خالقهم ...وباتوا يؤمنون بأن الحفاظ على كراسيهم أصبح بيد أمريكا ...ونسيوا أو تناسوا أن النصر من عند الله .. ولأجل ذلك سوف يذلهم الله فى عقر دارهم ويصب جام غضبه عليهم وعلى شعوبهم ..فها هى الأحداث تتوالى فى معظم دول العالم العربى المسلم وهانحن نرى ابن آكلة الأكباد السفيانى يقتل أبناء سوريا الحبيبة بدون ذنب جنوه مثلما فعلها سابقا أبوه ولم يجد من يردعه . لقد كانت تلك مقدمة لا بد منها لتكون مدخلا للحديث عن أحوال مصر المحروسة والتى نراها مازالت تلملم أحزانها بعد مرور أكثر من عام على ثورتها التى تفاءل بها الناس وقد كانوا يأملون بالتغيير الى الأفضل... ولكننا للأسف الشديد اكتشفنا أننا نعيش فى وهم كبير تتقاذفنا الرياح والأعاصير وقد امتلأت قلوبنا بالحسرات ونحن نرى المهاترات فى الإعلام وعلى الشاشات وأصبح السفهاء والرويبضة يتطلعون الى المنصب الكبير ووجدنا طبالا يدعى الصغير يريد أن يتبوأ هذا المنصب الخطير.ألهذا الجد هانت مصر على أبناءها!!!!!!!!!!! تعالوا نقرأ سويا ما جاء فى نبوءة أشعيا النبى عن مصر والتى نراها تتحقق أمام أعيننا لنرى مصيرها الذى كتبه الله عليها . " أهيج مصريين على مصريين" "تهراق روح مصر داخلها وأفنى مشورتها " أغلق على المصريين فى يد مولى قاس فيتسلط عليهم " "يخزى الذين يعملون الكتان الممشط والذين يحيكون الأنسجة البيضاء " "كل العاملين بالأجرة مكتئبى النفوس" حكماء مشيرى فرعون مشورتهم بهيميه " "أضل مصر وجوه أسباطها " "مزج الرب من وسطها روح غى فأضلوا مصر فى كل عملها كترنح السكران فى قيئه " أظن عزيزى القارئ أن كل ماسبق قد رأيناه بأم أعيننا فى السنوات القليلة الماضية وأن التخبط الذى نعيشه الآن هو تفسير واضح كل الوضوح لمقولة "مزج الرب من وسطها روح غى فأضلوا مصر فى كل عملها كترنح السكران فى قيئه " أما ما سوف يحدث بعد ذلك فهو الآتى : "فى ذلك اليوم تكون مصر كالنساء فترتعد وترتجف " "وتكون يهودا رعبا لمصر . كل من تذكرها يرتعب ." " فى ذلك اليوم يكون فى أرض مصر خمس مدن تتكلم بلغة كنعان " هذا هو مستقبل مصر فى السنوات القليلة القادمة كما جاء فى نبوءة أشعيا النبى. أما عن نهاية الأحزان ونهاية الإحتلال الاسرائيلى للأراضى المصرية فلن يدوم طويلا اللهم الا بضع سنوات . بعد ذلك يقول النبى أشعيا : "ولأنهم يصرخون الى الرب بسبب المضايقين فيرسل لهم مخلصا ومحاميا وينقذهم " " ويضرب الرب مصر ضاربا فشافيا فيرجعون الى الرب فيستجيب لهم ويشفيهم " معنى ذلك أن الله قد غضب على مصر وشعبها وأن من يشاق الله ورسله له الخزى والعذاب فى الدنيا والآخرة. فإذا نظرنا الى أحوال مصر فى العقود الأخيرة وجدنا مصر قد بعدت عن الله وعن شرائعه وارتمت فى أحضان زعيم الإلحاد فى العالم وهو الإتحاد السوفييتى. وكان العقاب هزيمة 67 ولكنها بعد ذلك وانتصارها عام 73 ارتمت فى أحضان الشيطان الأكبر أمريكا العاهرة ولم نستمع الى تحذير الله لنا بقوله تعالى : "ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ماتبين لهم الحق " وقوله تعالى : "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذى جاءك من العلم ما لك من الله من ولى ولا نصير " (البقرة) ولقد اتبعنا أهواءهم ليس نحن فقط كمصريين ولكن كل العرب والآن أصبحنا جميعا ما لنا من الله من ولى ولا نصير. وعندما نبحث فى التراث الإسلامى عن ما قيل من نبوءات آخر الزمان نجد أن مصر قد ذكرت فى أكثر من حديث عن أمير المؤمنين على رضى الله عنه قال : "لأبنين بمصر منبرا , ولأنقضن دمشق حجرا حجرا ,لأخرجن اليهود من كل كور العرب ,ولأسوقن العرب بعصاى هذه " يقول راوى الحديث وهو عبايةالأسدى : قلت: يا أمير المؤمنين كأنك تخبر أنك تحيا بعدما تموت؟ فقال هيهات يا عباية ذهبت غير مذهب . يفعله رجل منى , أى المهدى عليه السلام. اذا عندما نقرأهذا الحديث لأمير المؤمنين نفهم منه أن خلاص مصر من الاحتلال اليهودى ودول الغرب الصليبى سيكون على يد المهدى عليه السلام. وكلمة لأبنين بمصر منبرا لدليل واضح أن مصر ستكون مركز القيادة والاعلام فى حكم المهدى ونقطة الإنطلاق لفتح كل دول أوربا وإقامة الإمبراطورية الإسلامية الثانية .(انظر كتاب "ظهور المهدى ونهاية اسرائيل"الصادر بالاسكندرية يناير 2004 ) لأنه فى حديث آخر لأمير المؤمنين على رضى الله عنه يؤكد أن فتح مصر سيكون على يد المهدى بقوله : "ثم يسيرون الى مصر فيصعد منبره فيخطب فى الناس ,فتستبشر الأرض بالعدل , وتعطى السماء قطرها , والشجر ثمرها ,والأرض نباتها , وتتزين لأهلها ,وتأمن الوحوش حتى ترتعى فى طريق الأرض كالأنعام, وتقذف فى قلوب المؤمنين العلم, فلا يحتاج مؤمن الى ما عند أخيه من العلم . فيومئذ تأويل الآية (يغن الله كل من سعته ). هل جاء نبأ عن الرئيس القادم لمصر فى النبوءات ؟؟؟ نعم فى أكثر من موضع ففى قول أشعيا النبى : " وأغلق على المصريين فى يد مولى قاس فيتسلط عليهم" أعتقد أن هذا المولى القاسى هو الرئيس القادم لمصر مهما يكن انتماؤه سواء لحركة الإخوان أو السلفيين أو الليبراليين أو العسكريين ... لأنه سوف يفرض على شعب مصر فرضا ويكون توليه على غير رغبتهم وفى عهده سوف يزداد الفقر والبطالة وتكثر الفتن والقلاقل . وسوف تعم الفوضى كل أرجاء مصر فيثور عليه الناس ويحاولون اسقاطه فيفر هاربا مستنجدا بدول المحور الصليبى... أمريكا وحلف الناتو ...ويسمح بدخولهم الى مصر لإعادته الى الحكم وعلى يديه تجتاح البلاد حروبا أهلية وتقسم مصر الى دويلات. عن أبى ذر رضى الله عنه قال عن مصر : "ليخرجن من مصر الأمن ,قال خارجه(صحابى ناقل الحديث): قلت لأبى ذر : فلا إمام جامع حين يخرج. قال لا ,بل تقطعت أقرانها " وهذا الحاكم يعرف فى كتب السيرة باسم "أخنس مصر " والمعروف أن ظهور "أخنس مصر " مرتبط بظهور السفيانى فى سوريا . عن عمار بن ياسر –رضوان الله عليه-قال: "ويخرج أهل المغرب (الغرب) الى مصر فإذا دخلوا فتلك إمارة السفيانى. والمعلوم أن ظهور السفيانى معاصر لظهور المهدى. فهل يعرف الذين يتكالبون على منصب رئيس مصر ما ينتظرهم ؟ وهل يعلمون ما المصير المرتقب على أيديهم التى سوف تتلطخ بدماء المصريين فى حروبهم الأهلية وانقساماتهم العرقية والطائفية . بسم الله الرحمن الرحيم "وإن من قرية الا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا كان ذلك فى الكتاب مسطورا" صدق الله العظيم للعلم: هذه السطور مقتطفات من كتابى الصادر بالاسكندرية عام 2006 تحت اسم "بوش كذاب هذا الزمان " قراءات فى نبوءات العهد القديم رفعت محفوظ-الاسكندرية