منذ قيام دولة اسرائيل ومصر تتعرض للمؤامرات والتهديدات لتحجيمها خصوصا بعد قيام ثورة يوليوعام 1952 فكانت حرب 56 ثم تلتها حرب 67 وأخيرا وليس آخرا حرب73 والتى كبلت مصر بالقيود والأصفاد وأبعدتها عن الدول العربية والإفريقية. وطوال حكم الرئيس المخلوع وعلى مدى ثلاث عقود من الزمان وصل الحال بمصر الى أسوأ حال سواء على المستوى الداخلى أو الخارجى رغم ماكان يصدر من الإدارة الأمريكية أو الإسرائيلية من قرارات مجحفة ضد الأمن القومى المصرى حتى أصبحنا محاطين بالأساطيل فى البحر وبالقواعد العسكرية على البر. ولقد وجدت الإمبريالية الأمريكية والكيان الصهيونى فى مبارك وأعوانه نعم الصديق المخلص لتنفيذ أجندتهم الذين يخططون لها منذ سنوات لتفعيل نبوءات التوراة بالنسبة لإسرائيل وتفعيل المؤامرة الكبرى بالنسبة للغرب المسيحى بإقامة الإمبراطورية الرومانية الثانية.; وإذا كانت الإمبراطورية الرومانية قد بدأت زحفها من الشمال الى الجنوب فإن الإمبراطورية الجديدة قد بدأت حيث انتهت الإمبراطورية الأولى من الجنوب. فلقد تم غزو أفغانستان وتلاها غزو العراق .. وسوف تكتمل الحلقة بضرب ايران قريبا.. وتم لهم إقامة القواعد العسكرية فى كل دول الجزيرة العربية كما تم محاصرة العالم الإسلامى بالأساطيل البحرية استعدادا للإنقضاض على الساحل الشمالى لأفريقيا حين تحين ساعة الصفر .. ولم يكتفوا بذلك بل نراهم الآن يثيرون الفوضى ويحاولون القضاء على الثورات التى قامت بالمنطقة العربية والتى تنشد الإصلاح والعدل ومحاربة الظلم والفساد والخروج من عباءة الهيمنه الأمريكية والإملاءات الإسرائيلية. وبالنسبة لمصر الحبيبة التى كانت درة الشرق والقوة الكبرى فى العالم العربى والتى ابتلاها الله بمن أضاع مجدها وكرامتها ومعه مئات السفهاء الذين نهبوا ثرواتها وأوصلوها الى حد المجاعة المرتقبة.. فلقد تنبأ عليها "أشعيا" النبى منذ أكثر من ألفى عام و عندما تقرأون ما تنبأ به سوف تجدون أن أشياء كثيرة قد تحققت فى الأعوام القليلة الماضية بل مازالت تتحق الآن وسوف تتحقق غدا.. فقد قال: "وحى من جهة مصر. هو ذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم الى مصر فترتجف أوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر داخلها* وأهيح مصريين على مصريين فيحاربون كل واحد أخاه وكل واحد صاحبه مدينة مدينة ومملكة مملكة*وأغلق على المصريين فى يد مولى قاس فيتسلط عليهم ملك عزيز* وتنشف المياه من البحر ويجف النهر وييبس*وتنتن الأنهار وتضعف وتجف سواقى مصر ويتلف القصب والأسل*والصيادون يئنون وكل الذين يلقون شصا فى النيل ينوحون والذين يبسطون شبكة على وجه المياه يحزنون*ويخزى الذين يعملون الكتان الممشط والذين يحبكون الأنسجة البيضاء*وتكون عمدها مسحوقة وكل العاملين بالأجرة مكتئبى النفوس* إن رؤساء صوعن أغبياء حكماء مشيرى فرعون مشورتهم بهيمية.* رؤساء صوعن صاروا أغبياء. رؤساء نوف انخدعوا وأضل مصر وجوه أسباطها *مزج الرب من وسطها روح غى فأضلوا مصر فى كل عملها كترنح السكران فى قيئه* وتكون يهودا رعب لمصر*" وأكتفى بهذا الجزء من النبوءة لأن الذى يليها أسوأ . وأظن القارئ قد وجد فى كلمات أشعيا النبى وصفا دقيقا للحزب الحاكم ورئيسه عزيز مصر الذى سلطه الله على شعب مصر وكيف فعل وجهاء مصر من رجال الأعمال وما عاثوه من فساد بمشوراتهم البهيمية والغبية وكيف أصبحت اسرائيل رعبا لمصر بسبب ضعفنا الذى لحق بنا على أيدى الخونة من رجال الأعمال والخونة من العملاء وكيف أوصلوا مصر لحرب أهلية وشيكة تدبر فى الخفاء فى دهاليز السياسة الأمريكية والأوربية والصهيونية لتحقبق حلمهم "من النيل الى الفرات أرضك يا إسرائيل". ربما يقول قائل مابالك تستشهد بالتوراة وقد نالها التحريف كما ذكر فى القرآن الكريم وردى على هذا التساؤل أن التحريف وتبديل الكلمات حدث بكل ما يخص التبشير بخاتم النبيين عليه الصلاة والسلام.. وما خطه الكتبة على مر العصور من سرد للأحداث .. وفى إعتقادى- والعلم عند الله- أن كلام الأنبياء لم يصبه تحريف إلا ما يخص النبوءات بقدوم محمد عليه الصلاة والسلام. ولكى يطمئن الجميع أننى آخذ من الكتب السماوية الثلاث مايطابق بعضها البعض من نبوءات...و أختم كلامى بما جاءفى كتاب الفتن لإبن حماد فى حديث عن أبى ذر رضوان الله عليه قال: ليخرجن من مصر الأمن , قال "خارجه"(أحد الصحابة) :قلت لأبى ذر :فلا إمام جامع حين يخرج. قال لا, بل تقطعت أقرانها" وفى حديث لأمير المؤمنين على بن أبى طالب عن علامات إقتراب ظهور المهدى قوله : "وغلبة الأقباط على أطراف مصر " ولقد أعطانا "إبن عربى" علامة وتوقيت خروج الأمن والأمان من مصر بقوله: "إن مصر أمنت من الخراب حتى تخرب البصرة" فهل يعى شعب مصر ما يحاك الآن للقضاء على ثورة المصريين من فلول داخلية وقوى شريرة أمريكية وغربية لتكرار ما حدث فى السودان أم سوف نستسلم للفوضى الإعلامية والمطالب الفردية والتجمعات الإئتلافيه والتكالب والتناحر من أجل إحراز المقاعد والمناصب وإسرائيل تتأهب بجواركم وأمريكا وأوربا خلفكم بقضها وقضيضها وقوات التدخل السريع جاهزة بأساطيلها.... عودوا الى ربكم يرحمكم الله عسى ربكم أن يرحمكم ويخفف مما قدّره عليكم. ونلتقى فى قراءة قادمة إنشاء الله لو كان فى العمر بقية رفعت محفوظ-الإسكندرية