غيبوبة : - كانت تعاني من مرض خبيث ، يأكل بجسدها وينهك قواها ، يمحو بسمتها ويقتل ضحكتها ، لم يلتفت إليها أولادها ، فزاد عليها المرض ، واحتاجت لعملية استئصال لهذا الورم الخبيث ، لكن لم تجد الطبيب والجرًاح المناسب لهذه العملية الخطيرة ، حتي ظهر شاب عاونه آخر عاونه ثالث ، وقاموا بإجراء أكبر وأخطر عملية استئصال في العالم ، وعاد الأمل يراود أذهان أولادها ولكن فجأة ... اختفي أثر المخدر واستفاقت مذعورة من منظر جرحها ودماءها المتناثرة حاولوا تخفيف ألمها وتطييب جرها ولكن للأسف كانت مجرد مسكنات تريحها ساعة ، وتزيد ألمها كل ساعة وزاد الألم وظل يزيد حطي ذهبت في غيبوبة.... - الآن يحاول أولادها استفاقتها ، ولكنهم تنازعوا فيما بينهم علي طريقة استفاقتها ، غير مدركين بأن عيون أعداهم تراقبهم عن كثب منتظرة اللحظة المتحينة لقطع أسلاك الأجهزة الإكلينيكية التي تعيش عليها والدتهم ، مستغلة هذا التنازع لتصل إلي هذه اللحظة لقتلها ومحو أثرها ... هل علمتم عمن تحكي هذه القصة ؟؟!! إنها ليست بامرأة بائسة تعاني مآسي الحياة إنها ((مصر)) نعم مصر التي قامت بتا أعظم ثورة في التاريخ مستئصلة جذور الفساد والقهر والديكتاتورية ، أعظم وأخطر الأمراض التي يمكن أن تصيب الأمة العربية - للأسف لم يكتمل شفائها بسبب تنازع الأطباء القائمين علي علاجها ما بين ((مؤيد ومعارض \ إخواني وسلفي وصوفي ومسيحي \ ليبرالي وعلماني واشتراكي)) ونسوا جميعا أنهم في هذه الغرفة ، في غرفة واحدة لمريضة واحدة ، ومفروض أنهم جميعا هنا لرعايتها وإنعاش قلبها وإعادتها للحياة باسمة نسوا كل هذا وتذكروا فقط كيف يثبت كل واحد منهم أنه صاحب الرأي الصحيح في طريقة استفاقتها ... فكانت النتيجة تجربة عقاقير غير مضمونة النتائج ، ومسكنات تريح ساعة لكنها لا تشفي ... عيون الصقر : - في وسط هذا كله كانت أمريكا تراقب عن كثب ما يحدث مقتربة خطوة كلما زاد تنازع أولاد مصر ، متجرئة بلسانها وتهديداتها .. منذ أول يوم في الثورة المصرية التي بدأت يوم 25 يناير 2011 كان رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية (باراك أوباما) أو وزيرة الخارجية (هيلاري كلينتون) ، كان أحدهما يلقي بيانا يعبر فيه عن رأيه في هذه الثورة أو توجيه طلبات وكأنها أوامر تخص الشأن الداخلي المصري وكان آخر هذه المطالبات هي الإفراج عن الموظفين الأمريكيين في قضية تمويل المنظمات الحقوقية ، والتهديد في مقايل ذلك بقطع المعونة الاقتصادية منها والعسكرية والتي بدأت بالفعل ودخلت حيز التنفيذ .... سياسة التتار : - (اللهو الخفي) كما يسميه الإعلام ، وهو حقا ليس بخفي بل ظاهر ظهور الشمس ، ولكن دعونا نجاري المسميات الحالية لحين ظهور مسمي آخر .. هذا اللهو الخفي فعل التتار عند دخولهم بغداد فبينما كان فريق من التتار يعمل علي قتل المسلمين وسفك الدماء ، اتجه فريق آخر من التتار لعمل إجرامي لآخر ألا وهو تدمير وإحراق مكتبة بغداد العظيمة وهذه جريمة متكررة في التاريخ ، فلقد فعلها الصليبيون النصارى في الأندلس بمكتبة قرطبة ، وفعلوها في الأندلس مرة أخري بمكتبة غرناطة ، ومرة ثالثة ورابعة وعاشرة في مكتبات طليلطلة وأشبيلية وبلنسية وسرقسطة وفلسطين وغزة والقدس ولقد أعاد حرق المجمع العلمي إلي الأذهان هذه الحوادث فهي كارثة لن يعوضها أي شئ وهذا ع حد قول الدكتور \ محمود المناوي عضو المجمع والأستاذ بجامعة القاهرة وهذا بالطبع كأفعال التتار كما في حرق مكتبة الإسكندرية في العصر اليوناني الروماني ، وتدمير مكتبة بغداد بعد سقوطها علي يد هولاكو ، وتدمير وسرقة متحف بغداد الوطني أثناء الغزو الأمريكي للعرق ، وحرق المجمع العلمي الذي أسسه علماء الحملة الفرنسية في مصر..... وإلي جانب هذا الحدث الجلل نجد أمورا لا تقل عنها أهمية استكمالا لحرب الحضارات ، فالمعروف أنه لكبي تسقط دولة فيجب أن تمحو حضارتها أولا حطي ينخر السوس في قلبها وينتشر الجهل والتخلف فيسهل السيطرة عليها أضف إلي ذلك قتل العديد من علماء مصر في ظروف غامضة تظهر وكأنها حوادث قدرية ولكني أري أنها حوادث مدبرة وكان آخر هذه الحوادث مقتل الدكتور إبراهيم الفقي رائد التنمية البشرية في مصر والعالم العربي مخترع علم (ديناميكية التكيف العصبي) ومؤلف علم (قوة الطاقة البشرية) المسجلين عالميا .. وما هذا إلا 1 علي 1000 مما يحدث في مصر من سلبها علمائها وكتابها ووثائقها ومخطوطاتها ، بل وحضارتها أجمع .... فأفيقوا أيها المصريين ، وعندها أؤكد لكم أنكم ستستطيعون استفاقة مصر من غيبوبتها ......