ولد في حي باكوس بالإسكندرية فى 20 ابريل 1912 هو محمود حسين ابراهيم الشريف كانت أسرته تعده منذ طفولته ليكون من رجال الدين ولذلك أرسلوه للكُتاب الذي تلقى علومه الأولى فيه وحفظ بعض أجزاء القرآن الكريم . ثم انتقل إلى مدرسة ( حجر النواتية ) تعلق بالرياضة البدنية قبل حبه للموسيقا ، والتحق بنادي ( بيانكي) بالأسكندرية وتعلم المصارعة واستطاع أن يصل فيها الى مستوى عال من الأداء حتى انه اشترك في بعض المسابقات الدولية في وزن الريشة وحقق فيها الفوز أكثر من مرة تحول الى الموسيقا ، فقد كان أخوه اسماعيل يعمل عازفا لآلة ( الترومبون )في الفرقة التي كانت تقيم الحفلات في قصر الأمير (عمر طوسون) في حي باكوس بالأسكندرية ،وكان شقيقه يصحبه معه للأستماع لهذه الفرقة التي كانت تعزف المؤلفات العالمية في تلك الحفلات ، فتعلق بالموسيقا وبدأ اخوه تعليمه المبادئ الأولى لها، ولكنه كان مولعا بآلة العود ، وتصادف أن التقى بأثنين من عازفي العود المقيمين بالأسكندرية أحدهما كان هاو للموسيقا ويدعى (محمد بك فخري)وله مؤلفات موسيقية ومكانه مرموقة في الأسكندرية ، والثاني هو عازف العود الشهير (جورج طاتيوس) وهو شقيق عازف الكمان المعروف (يعقوب طاتيوس)الذي عمل مع الموسيقار محمد عبد الوهاب في معظم حفلاته وتسجيلاته .وأراد الشريف أن يتعلم أصول الغناء فتعرف على اثنين من المطربين في الأسكندرية هما الشيخ علي الحارس وعنه حفظ الأدوار والموشحات القديمه،والثاني هوالشيخ (فؤاد محفوظ وتعلم على يديه قواعد وأسس الموسيقى العربية .وبذلك أصبح مؤهلا للعمل كمحترف في مجال الموسيقا والغناء ،فاتجه للعمل بالإذاعات الأهلية مغنيا ً ،ثم التحق ببعض الفرق المتجولة التي كانت تحيي الحفلات في المدن والقرى المجاورة للأسكندرية ،و من تلك الفرق نذكر فرقة (أحمد المسيري - ابراهيم جكلا - جميل سكر -فوزي منيب وغيرهما كثير)حيث كان يغني ألحان الشيخ سيد درويش ، وفي نفس الوقت كان يستمع من تلك الفرق للألحان المسرحية لكل من (داوود حسني - كامل الخلعي- وسلامه حجازي- وسيد درويش عام 1937 وقد ضاقت الإسكندرية بفنه وطموحاته صارح صديقه الفنان السكندرى محمد عفيفى الذى بدأ يسجل ألحانه لإذاعة القاهرة برغبته فى الاستقرار نهائيا بالعاصمة ، واتفق الاثنان على ترك الإسكندرية كما تركها من قبل العمالقة سلامة حجازى وكامل الخلعى وسيد درويش ، لكن محمد عفيفى لم يستطع إقناع والدته وهو عائلها الوحيد بالسفر معه ، فسافر الشريف الى القاهرة ، واتجه الى معهد فؤاد الأول للموسيقا العربية ليدرس به ، فجلس أمام اللجنه وعزف على العود وغنى ،وطلبت منه اللجنه أن يغني وهو واقف فرفض واحتد ثم انصرف ، بدأ محمود الشريف التلحين في عام 1927 في الأسكندرية ،في الأذاعات الأهلية، وقد احتضنته الأذاعه المصرية الرسمية التي كانت قد افتتحت في (31 مايو 1934) ووجد فيها الشريف التشجيع من بعض روادها في ذلك الوقت أمثال الأذاعي الكبير(محمد فتحي) وكذلك الرائد (محمد محمود شعبان - بابا شارو)الذي كان زميل دراسة للشريف، وكانت أولى ألحانه (بتسأليني بحبك ليه ) للمطرب الكبير محمد عبد المطلب ،ومن بعده لحن - ودع هواك - وأنا مالي وأنا مالي فكانت تلك الألحان السبب الرئيسي في شهرة الشريف كملحن لفت اليه الأنظار، عمل محمود الشريف في فرقة بديعه مصابني كملحن ومغني ،وقد بدأ يخط لنفسه اللون الشعبي بتميز حيث لم يكن هذا اللون مطروقا من الملحنين في ذلك الوقت فتميز فيه وأبدع أجمل الغنائيات التي شكلت وجدان الشعب حتى أجيال قادمه .كما أبدع الشريف لونا غنائيا لم يكن معروفا من قبل وهو الصور الغنائية أو البرامج الغنائية في الأذاعة وبرع الشريف في هذا اللون الذي كان يحاول من خلاله سد الفراغ الذي تركه انهيار وتقلص المسرح الغنائي ، فلحن أكثر من أربعين برنامجا غنائيا كان أولها- روما تحترق - وروميو وجوليت - وبالوما - قِسَم - وعذراء الربيع - الراعي الأسمر .. وغيرها ولا يمكن نسيان وطنياته الرائعه مثل .. وطني وصبايا وأحلامي الذي غنته الفنانه نجاة الصغيرة والمطرب عبد الرؤف اسماعيل وطبعا نشيدالله أكبر.عام 1946 أعلن زواج محمود الشريف بام كلثوم ، وأزعج هذا النبأ الكثيرين ممن داروا فى فلك أم كلثوم ، فلم يستمر إلا أياما معدودة وانتهى بفرمان ملكى فصل بينهما بأمر من الملك فاروق الأول! وكانت علاقته بها قد بدأت عندما تم اختيارها نقيبة للموسيقيين وكان فى ذلك الوقت سكرتير عام النقابة ، وكانت النقابة فى ذلك الحين تجمعا شهد أسماء كبيرة مثل محمد عبد الوهاب قدم المئات من الألحان الأصيلة كما قدم للسينما ألحانا رائعة ، وبلغت ألحانه المئات من النوادر من الموسيقى وكان لنجاح محمود الشريف ان تهافت عليه منتجو ومخرجو السينما حتى أصبح أهم وأشهر ملحن لأفلام الأربعينات والخمسينات . أشهر ألحانه على الإطلاق هو نشيد الله أكبر الذى أطلقه فى مصر أيام حرب السويس 1956 وساهم كثيرا فى تعبئة الشعوب العربية أثناء الحرب وبعدها ويعد من اقوى الأناشيد الوطنية وذاع فى جميع البلاد العربية واتخذته بعضها نشيد قوميا لها ، وكان يحظى دائما بالجوائز الأولى فى المهرجانات الفنية ، وأظلت ظلال النشيد على حرب 1973 حين اتخذه المقاتلون شعارا لهم أثناء عبور قناة السويس كان أحد أسباب الكثيرين من المطربين ونقلهم إلى النجومية... من أمثال :محمد عبد المطلب والذى غنى الحان عديله فى وقت من الاوقات ومن تلك النوادر افوت على حيكم – انا وانت فى الهوى – بتسالينى بحبك ليه – يا سايق الغليون – رمضان جانا – السبت فات والحد فات – ودع هواك – ياهل المحبه – يا بايعنى وانا شارى – يابو العيون السود \ وتغنت المطربه القديمه نادره امين حبيبى قلبى بيحبه من نظم عبد العزيز سلام و خلاص مابحبكشى لعصمت عبد الكريم – والناس ظلمونى وظالمينك لمحمد على الهلاوى \ وتغنت الفنانه شاديه من الحان الموسيقار محمود الشريف ومن بين تلك الاعمال ابيض ياوردى – اه يالمونى – حبه حبه يا حبيبى – حكايتى كانت وياك حكايه – يابنت بلدى – يا سارق من عينى النوم يانور عينيه واكتر – والمطربه سعاد مكاوي تنغمت من الحان الموسيقار محمود الشريف ومن هذه الاعمال لما رمتنا العين وله يا وله بقالك مده مسالتش – واسمر وجميل \ وتعاونت المطربه ناديه فهمى وتغنت باشهر الحانه ومنهم اه يا سلام ع الهوى – يهون عليك قلبى – العين ف العين كما لحن لكبار مطربي ومطربات عصره من أمثال : ليلى مراد والتى غنت اطلب عينيه واسئل عليه وامانه تنسى يوم ومن بعيد يا حبيبى باسلم -و فايزة أحمد غنت قول يا عزول وياليل كفايه حرام -\ ومحمد قنديل يا زين الاحبه وعلموا قلبى المحبه و3 سلامات وزى البحر غرامك –وغنت المطربه صباح شمس وقمرين وكل العيون حواليك لفتحى قوره – دى سكتى ودى سكتك لمامون الشناوى – حيره وغيره لامام الصفطاوى – وهبتك حياتى لاحمد منصور \ وتغنى المطرب عبد الغنى السيد اشهر الحانه التى تغنى به وزادت من شهرته البيض الاماره و بايعنى ولا شارينى لمحمد على احمد - انا وانت فى الهوى لمحمد محمود فهمى – ع الحلوه والمره لسيد مرسى – وله يا وله لابو السعود الابيارى \ والمطربه احلام تغنت باشهر اغنياتها على الساحه ومن تلك البدائع يا عطارين دلونى الصبر فين اراضييه – المهد المنصان – وقف الخطاب سنتين ع الباب – يا حمام البر رفرف – وياحنينه يا عين وغنت برلنتلى حسن غاب عنى ليه ياترى لابو السعود الابيارى – مين اللى يسعد لابراهيم رجب وغنت رجاء عبده من الحان الموسيقار مكتوب لى ايه فى هواه لمامون الشناوى و نجاة الصغيرة غنت اوصفولى الحب وعطشان يااسمرانى محبه - وعبد الحليم حافظ – غنى حلو وكداب و يا سيدى امرك -\ وغنت سعاد محمد هاتوا الورق والقلم لمامون الشناوى وياناسى ايامنا من نظم اسماعيل الحبروك \ وغنت هدى سلطان غنت سلمت عليه وفاتوا الحلوين وحياة عينيك و-محمد رشدي غنى العيون السود – و محمد العزبي غنى الناس اللى زى الورد للنجيلى ياسين -\ وغنت المنولوجيست سعاد احمد ايه ح يفيدك من نظم الشاعر السكندرى عبد المنعم خوجه \ وغنت المطربه شهر زاد اجمل الحان الموسيقار محمود الشريف احب اسمك و لو كنت غالى عليه –حبيته انا حبيته لاسماعيل الحبروك– بعت لك جوابين من نظم اسماعيل حسن –دلونى يا عاشقيين \ وشريفة فاضل وفهد بلان وعصمت عبد العليم وكارم محمود وعائشه حسن وفايده كامل و محرم فؤاد ونازك وليلى حلمى و شافيه احمد والثلاثى النغم والمرح وغيرهم . كما لحن معظم المونولوجات التي أداها محمود شكوكو ومحمد الجنيدى وثريا حلمي وإسماعيل يس - تم تكريمه من قبل الدولة فى مصر فى أكثر من مناسبة ، كانت المرة الأولى فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر ثم فى عهد الرئيس أنور السادات ، وفى عام 1989 نال جائزة الدولة التقديرية وتوفى فى 29 يوليو عام 1990 عن 78 عاما ، تاركا رصيدا فنيا هائلا \ المؤرخ والباحث فى التراث الفنى وللتواصل 0106802177 [email protected]