ظاهرة فريدة تتمتع بها قرية "كوردي" في ولاية جوا الهنديةالغربية؛ حيث لا يمكن رؤية القرية إلا لمدة شهر واحد في السنة، وخلال ال11 شهرًا المتبقية، تختفي تحت الماء. وعندما تنحسر المياه عنها يتجمع سكانها الأصليون، الذين استقروا الآن في قرى أخرى، للاحتفال ببيوتهم، أو ما تبقى منها، حسب ما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي". وتقع قرية "كوردي" بين تلّين، في منطقة جاتس الغربية، على نهر سالاوليم، وكانت ذات يوم قرية مزدهرة، حتى عام 1986. عندما تم بناء السد الأول في الولاية، ونتيجة لذلك غمرت القرية بالكامل بالمياه، ولكن في مايو (أيار) من كل عام تنحسر المياه لتكشف ما تبقى منها. أرض متصدعة، جذوع أشجار، وبقايا منازل... هذا ما تبقى من أرض كانت خصبة، وكان معظم سكان القرية، الذين بلغوا نحو 3 آلاف نسمة، يزرعونها حقولًا للأرز محاطة بأشجار جوز الهند والمانجو والجزر. كان سكان القرية من الهندوس والمسلمين والمسيحيين يعيشون معًا، وكان هناك معبد رئيسي، وعدة معابد أصغر، وكنيسة، ومسجد. وأخبرت السلطات السكان عند انتشار أنباء بناء السد الأول، أنه سيفيد منطقة جنوب جوا كلّها. ويقول جاجان كرديكار، البالغ من العمر 75 عامًا، قالوا لنا إنه "سيغرق قريتنا، لكن تضحياتنا ستكون من أجل الصالح الأكبر". كرديكار وغيره من السكان، وهم أكثر من 600 أسرة، أُجبروا على الانتقال إلى القرى المجاورة، لكنهم مُنحوا أرضًا وتعويضًا. ويتذكر إيناسيو رودريجز، أحد سكان القرية: "عندما أتينا إلى القرية الجديدة، لم يكن لدينا شيء على الإطلاق، وكان علينا البقاء في منازل مؤقتة حتى نتمكن من بناء منازلنا من نقطة الصفر... بالنسبة للبعض، لقد استغرق ذلك ما يقرب من 5 سنوات". ويقول كرديكار: "نظام الصنبور لم يصل إلى جميع قرى جنوب جوا، كما وعدونا، نحن لا نحصل على مياه الشرب من السد". وعندما تنحسر المياه في مايو (أيار) يزور سكان "كوردي" الأصليون وطنهم المفقود، فتتجمع الجالية المسيحية في صلاة سنوية، ويقيم الهندوس عيدًا خلال ذلك الشهر. وتقول فينيشا فرنانديز، عالمة اجتماع في جوا، إنه بالنسبة لشعب "كوردي" فلقد كانت هويتهم مبنية على أرضهم، لذلك فهم على صلة وثيقة ومباشرة بها، ولهذا السبب ربما يتذكرون ذلك دائمًا بشدة، ويواصلون العودة إليها.