بمناسبة الذكرى الأولى لوفاة شقيقتي الغالية .. توأم روحي .. الحبيبة خديجة خطاب رحمها الله رحمة واسعة و بارك في أولادها و أحفادها . نسألكم الدعاء . ....... الآن يُمكنكَ الرحيل ْ ماذا سيُجْديكَ البقاءُ و قدْ مضى كلُّ الرفاقْ و بقِيتَ وحدَك في السفينة ِ تدفُع الأمواجُ دفتها إلى المجهولْ و الريحُ تلطمُ وجهَك المَكلومَ تقصِمُ ظهرَك المكدودَ بالهمِّ الثقيلْ .... فيم البقاءُ و نصفُ روحِكَ حين أدركَتْ الحقيقةَ غافلتْكَ و أطلَقَتْ للخُلدِ في لهف ٍ جناحيها لتحيا في حِمىٰ العرشِ الظليلْ ..... تركتك وحدَك تبتغي نفقًا لتبلُغَ آخرَ الدربِ الطويلْ ..... من أين أبدأ رحلةَ الباقي من العمر الثقيلْ من أين أبدأ و الضلوعُ تصدَّعت من فرطِ ما ارْتَجَّ الفؤادُ فزلزلَ الجسمَ النحيلْ ...... من أين أبدأ والدموعُ تمرَّدَت و تحجَّرَت و سألنني : ماذا يُفيدُ تدفُّقي ؟ لو كان مائي يُنبِتُ الصّّبَّارَ في الصَّدرِ الكليلْ لشققتُ في خديكَ أنهارًا تُخففُ جَذوةَ الصَّهْباءِ في القلبِ العليلْ ..... ماذا أقولُ لعالَم ٍ كانت له المعنى الجميلْ ؟ ماذا أقولُ لِنسمةِ الصُبحِ التي اعتادت تمرُّ ببابِها تُلقي السلامَ تصافحُ السَّمتَ النبيل ْ كي ترتويْ من رِقَّةِ الإحساسِ تحملها و تنثرُها على وجهِ الوجودْ يتفتَّح النوَّار ُ يُمْتَشَقُ الشجرْ و ترِقَّ أفئدَةُ الحجَرْ تَتَرَقْرَقُ الأنهار ُ تخْضَّرُّ المراعي و الحقولْ ..... يا لِلعصافيرِ التي كانت تُصَلّي الفَجر َ ، ثم - و قبل أن تغدو لتبدأ يومها - تأتي إلى شُبّاكِها تُصغِي إلى الصوتِ الخَشوع ِ يرددُ الآياتِ في ورعٍ لتقْبِسَ منه أنغامًا تَزِينُ الشّدوَ بالتقوى كي تسْتَميلَ بها القلوبَ مع العقولْ ترجو لو التَقَطتْ فرائِدَ من سَنًا تَهْمِي بها حَبّاتُ سِبْحَتِها كما تُسْتمْطَرُ الرُّطَبُ الجَنِيُّ من النخيلْ ..... أبكيكِ ياستَّ البناتِ و زينةَ السِّتَّاتِ يا نبع َالأمومة ِ يا ملاكا قلبُهُ شلالُ حبٍ لا يزولْ ..... يا رحمةَ اللهِ أظلّي والدًا لما ولدتِ و جاء يطبع قبلةً فوق الجبين و رأى تباشيرَ الأمومةِ و الحنانِ تَشِع ُّمن عينيكِ قال : رأيتُ أمي أمي خديجةُ بابتسامتِها الحنونِ و عطفِها و صفاء روحٍ نوره يأبى الأفول ..... شبَّتْ خديجةُ و هْيَ تحملُ بين جنبيها فؤادًا وارفًا بالحبِّ ريَّانَ احتوىٰ بالدفءِ و التحنانِ كلَّ الأهلِ و الأحبابِ و الأغرابِ في وُد ٍو إيثارٍ محالٌ أن يكون َله مثيلْ ...... كانت إذا أقبلتَ مكروبًا عليها تَبْلعُ الآلامَ تنهضُ تستفيقُ من الهمومِ لتسمعَكْ تُخفي مدامعَها لتمسحَ بابتسامتِها النديَّةِ أدْمُعَكْ ماقيمةُ الدنيا و كانت منذ ساعاتٍ معكْ لكنها قد آثَرتْ أن تهجر َالعُشَّ الجميلْ ..... هل تستطيع ُ بأن تعيشَ بنصفِ روحٍ وهْيَ كانت نصفَ روحِكَ كل َّعمركَ مهجتَك ْ ما عدتَ تدري أو تُحسُّ بأي معنىً للبقاءِ و ما وجدتَ إلى خروجٍ من سبيلْ فادعُ الإلهَ لها نعيما دائما في صحبة الهادي الرسول بجوار فاطمةَ البتول