أصدرت محكمه جنايات القاهره الدائره 19 شمال قرارها بمنع 33 متهما بينهم 8 أساتذه جامعيين وطبيبين وأطقم تمريض من التصرف فى أموالهم وكل ممتلكاتهم العقاريه والمنقوله والسائله والاسهم والسندات ،،،، وذلك فى القضيه رقم 518 لسنه 2016 حصر أموال عامه عليا ،،، وذلك لإتهامهم فى تشكيل شبكه دوليه للإتجار فى الأعضاء خبر هزنا جميعا وكأنه زلزال يقتلعنا من جذورنا ،،،، وكعادتنا دائما إشتعلت صفحات التواصل الإجتماعى لتشيير الخبر ومعه ماتيسر من عبارات الإستهجان والتهكم ،،،، وراح بعض المستعملين لهذه الصفحات بصب وابل من الشتائم والسباب على الاطباء على وجه العموم الذين أصابهم الجشع وإستهانوا بأرواح المرضى وأعضائهم وبالرغم من حزنى العميق وإستهجانى لما حدث ،،،، إلا إنى تساءلت كيف تحول ملائكه الرحمه إلى زبانيه جهنم ؟؟؟؟؟ نحن نذهب إلى الطبيب فنستأمنه على حياتنا ونضع بين يديه كل ما يخص حالتنا الصحيه سواء كانت عضويه أو نفسيه ،،،، إيمانا منا أننا فى أيد أمينه ،،،، فى يد ملاك الرحمه الذى أقسم قسم أبقراط ،،، وفوق ذلك كله إيمانه أن الله وضعه فى هذه المهنه الساميه لتخفيف آلام البشر ولكن تعالوا بنا ننظر الى هؤلاء الأطباء كبشر مثلنا يُخطئ ويُصيب ،،، وصحيح أنهم كبشر فيهم المستقيم وفيهم المنحرف مثلهم مثل كل الناس ،،،، ولكن الأطباء كانوا دائما يلتزمون فى مهنتهم بالقواعد المهنيه ومن يتعداها لم يكن يتعداها عن تعمد ولكن يتعداها إما عن إهمال أو خطأ مهنى وارد مثل كل البشر ،،،، أما أن يتعمد إرتكاب جريمه بهذه البشاعه لقاء المال ويُكون تشكيل عصابى فهذا الجديد فى هذا الزمن الردئ ولكن لننظر نظره الى حال الأطباء بكل حياديه ،،،، لم يعد الطبيب كالسابق خاصه صِغار الأطباء الطالب الذى يريد الدخول الى أحد كليات القطاع الطبي يحرم نفسه من متع الحياه كل سنوات الدراسه فى سبيل التفوق والدخول الى إحدى هذه الكليات سواء طب أو طب أسنان أو صيدله ،،، ناهيك عن المصاريف التى يتحملها الأهل من دروس ومذكرات وشده أعصاب وتفرغ كامل له حتى يصل الى المجموع الذى يؤهله للدخول الى إحدى كليات القمه وكأنه يدخل الجنه الموعوده فيُفاجأ بسنوات دراسه طويله ومرهقه وامتحانات قاسيه ،،، سنوات من الجهد المتواصل والجري وراء المذكرات والمراجع ومجموعات الدروس وامتحانات الشفوى المرهقه الى أبعد حد والتى يتحكم فيها بعض الأساتذه حسب مِزاجهم الشخصى دون معيار محدد يحدد أُسس التقييم ثم يتخرج وهو يحلُم بالجنه الموعوده وأن التخرج هو ( آخر الأحزان ) كما يقولون ،،، فيُفاجأ بالمفاجأه الكبرى سواء تخرج معيدا بالجامعه أي عضو هيئه تدريس أم طبيبا عاديا،،،، أنه لن تقوم له قائمه إلا بعد دراسه التخصص أى الماجستير ،،، سنوات أخرى من الدراسه الطويله والتعب والارهاق بين الجزء الأول والثانى من الماجستير،،،،ثم يُفاجأ أنه لابد وأن يحصل على الدكتوراه حتى يستطيع أن ينافس زملاؤه ،،، أو يسعى للحصول على الزماله أو يدرس فى الخارج إذا كان هذا الأمر متيسرا له ماديا وتمر الأيام والسنون وهو لا يستطيع أن يُنفق على أسره من المرتب الصغير الذى يتقاضاه كطبيب أو معيد فى الجامعه فيُقال له تستطيع أن تفتح عياده ،،،، وهنا يتلقى المُفاجأه الكبرى !!!!!! الأعداد المتزايده من الأطباء الذين تخرجوا من الكليات الخاصه وهم لايتميزون بكفاءه أطباء الكليات الحكوميه ولكنهم يتميزون بكفاءه التسويق !!!! أى واللهِ التسويق ،،، أصبحوا مثل النجوم خبره أقل وكفاءه أقل القليل ،،،، ولكن تسويق وديكورات تُوهم المريض أنه فى بوتيك وليس عياده ،،،،، والإعلانات التى تتصدر الشوارع على مختلف الأشكال لدرجه أن طبيبا وضع صورته على الإعلان وكأنه نجم سينما أو مطرب ،،،،، ماذا يهمنا من صورتك فى يافطه فى الشارع ؟؟؟ مايهمنا هو كفاءتك ومؤهلاتك ياسياده الطبيب ،،،،، ولدرجه أن أحد الآباء وهو يقدم لإبنه فى إحدى الجامعات الخاصه قال لى : أنه يريد أن (يدكتر إبنه بفلوسه) دون النظر الى قدرات هذا الإبن وماإذا كان يصلح لدراسه صعبه مثل هذه الدراسه أم لا !!!!!! ؟؟؟؟ وبعد ذلك كله نحاسب الطبيب على الأحلام ؟؟ نحاسبه على أنه تفوق ودرس وحرم نفسه سِنين طويله من الراحه وراحه البال فى سبيل هدف يسعى لتحقيقه ،،،،، وأخذ الحياه بجديه حتى يصل الى مايُريد ،،،،، وهو مكانه إجتماعيه + مستوى معيشى معين يضمن له معيشه راقيه هو وأسرته التى يريد تكوينها فيفاجأ بأنه قضى سنين عمره يقبض على سراب ،،،،،، فيتخرج ليقبض مرتب صغير لا يضمن له مستوي معيشى معقول فمابالك بتكوين أسره ،،،،، وإن إستطاع أن يفتح عياده بمساعده أسرته يجد المنافسه قويه لكثره الأعداد فلا يجنى مايستطيع أن يجعله يعيش فى المستوي الذى تمناه وحلم به وتتفاقم المشكله إذا كان من أسره متوسطه أو فقيره إقتطعت من قوتها لسنوات طويله من أجل أن ترى الحلم متجسد فى إبن لها أوبنت ،،،،، فيتخرج ليكتشفوا جميعا المأساه ،،،، وأنه لا يستطيع أن يعوض عائلته عن سنين المعاناه معه ،،،، بل يُصبح عاله عليها لأن المرتب لايكفى ولا يستطيع أن يفتح عياده لأن هذه الأسره البسيطه لا تستطيع بعد كل هذا العناء أن تتحمل تكاليف العياده إرحموا هؤلاء الشباب الذين أحسوا بالقهر وكأنهم يتقدمون إلى الوراء وليس إلى الأمام ،،،، فبعد سنوات التفوق والمعاناه والدراسه الطويله والحرمان من كل شئ لا يجدوا إلا سراباً حافظوا على ملائكه الرحمه حتى لا يتحولوا إلى زبانيه جهنم ،،،، وحتى لا يُصبحوا شوكهً فى ظهورنا أو قنبله موقوته تنفجر فى وجوههنا فى أي وقت وخاصه وأن هؤلاء لم يتعودوا على الكلام الكثير ،،، ولا توجد عندهم رفاهيه الشكوى فقد أنهكهم العمل المضنى فى المستشفيات دون مقابل ،،،، وكأننا نستحل جهدهم وتعرضهم للأمراض دون مقابل عدوى أو دون كشف دورى عليهم أو نظام تأمينى صحى يحافظ عليهم وعلى حياتهم ،،،، أو تحديد لساعات عمل آدميه لهم ،،، بعضهم يتساقط تعبا من ساعات العمل المرهقه دون نهايه ومن عدد المرضى دون تحديد ،،،، وكثير منهم يُعانى من أمراض الضغط والسكر نتيجه لضغط عصبى من ساعات عمل شاقه وغير معقوله بعيده كل البعد عن المعايير المعقوله لتحمل البشر زهره شبابنا وعلماؤنا يهاجرون تاركين لنا البلد التى تتجاهلهم وتتجاهل مشاكلهم وتظلمهم ،،، ثم نسمع أخيرا عن تحول ضعاف النفوس منهم إلى مجرمين فى جريمه من أبشع جرائم البشر ويحضرنى هنا شخصيه الدكتور أيمن ،،، الدكتور الشاب فى مسلسل إسم مؤقت التى تعايره أمه أنها صرفت عليه دم قلبها ليصبح دكتور قد الدنيا ،،، وانه يجب أن يتحرك ليصرف عليها هى وأخوته ،،،،، فيرد الدكتور الشاب فى قله حيله وضيق وحيره أنه سيذهب لكى يشتغل رقاصه !!!!!؟؟؟ فى لحظه من لحظات الانهيار إرحموهم وحسنوا أحوالهم ،،،،، يرحمكم من فى السماء مصر أشرقت أمل عبد الله