تعتمد صحة طفلك بعد الولادة على نوعية الغذاء الذي يتناوله , ومن المعلوم أن أفضل غذاء هو حليب الأم , هذا ما أثبتته جميع الأبحاث الطبية ووافقته منظمة الصحة العالمية وكبار الباحثين الاطباء , حيث يشكل حليب الأم الغذاء الكامل للرضيع خلال الأشهر الستة الأولى فيمنحه كل مايحتاجه من عناصر غذائية , ويبني مناعته ويقوي بنية جسمه ولكن في بعض الحالات الطبية الخاصة قد تكون فيها الرضاعة الطبيعية سببا في انتقال العدوى من الأم إلى طفلها الرضيع بطريقة غير مباشرة , من أبرزها : إصابة الأم بداء الدرن ( عدوى السل النشط ) هل تريدين معرفة كيف أن الرضاعة الطبيعية قد تكون سببا في نقل العدوى إلى طفلك ؟ وهل يؤثر علاجك على صحة طفلك الرضيع ؟ الخبر السّار هنا أن حليب الأم لا ينقل عدوى السل بذاته , وإنما تنتقل العدوى عن طريق السعال أو العطس بواسطة رذاذ اللعاب وقطيرات المخاط التنفسي كما تنتقل لأي شخص آخر ولكن هي أكثر حدوثا بين الأم وطفلها نظرا لطبيعة العلاقة بينهما , فمن الصعب على الأم ترك طفلها الرضيع دون حمله أو مداعبته أو تقبيله خاصة خلال الأشهر الأولى من حياته مما يزيد من فرصة انتقال العدوى إليه . ولكن في هذه الحالة يجب على الأم توخي الحذر في التعامل مع طفلها والامتناع عن إرضاعه مباشرة من الثدي حتى إتمام فترة علاجية لمدة أسبوعين على الأقل , ومن الممكن أن تستمر الأم بإرضاع طفلها خلال هذه الفترة ولكن بطريقة غير مباشرة عن طريق ضخ الحليب من الثدي ووضعه في زجاجة خاصة وإعطائه لأحد الأشخاص ليقوم بإرضاع الطفل عن طريقها , ولكن يجب على الأم غسل اليدين جيدا وتعقيمها قبل ذلك . كما يجب على الأم خلال فترة العلاج الأولى والتي تستمر لمدة شهرين , استخدام كمامة طبية عالية الكفاءة لتغطي فمها و أنفها أثناء عملية الإرضاع حتى لاينتقل أي رذاذ إلى الطفل من خلال التنفس أو السعال و العطس , مع التشديد على ضرورة الامتناع عن مداعبة أوملامسة طفلها في أول أسبوعين كما ذكرنا . أما عن تأثير العلاج على طفلك الرضيع , فليس هناك أيّ أضرار تترتب على استخدامها تحت استشارة ومتابعة الطبيب , كما يجب عليك معرفة أن تركيز هذه الأدوية في الحليب يكون بكميات ضئيلة لاتكفي لمنع حدوث المرض لدى طفلك . ماهي الأعراض التي تلامس التشخيص ؟ تتمثل الأعراض الشائعة للسل الرئوي النشيط في السعال مع البلغم والدم أحياناً وآلام الصدر والضعف وفقدان الوزن والحمى وإفراز العرق ليلاً. وقد يتم الكشف عن بكتريا السل عن طريق الفحص المجهري لعينات البلغم , فيجب على الأم والطفل مراجعة الطبيب فور ظهور هذه الأعراض على أحدهما . الوقاية خير من العلاج تعتمد الوقاية من السل بشكل رئيسي على تطعيم الرضع ضد الدرن عند الولادة وجزء من الوقاية يعتمد على الاهتمام بالنظافة العامة وتغطية الفم بالمناديل عند السعال لمنع تلوث يد المصاب أو حامل العدوى أثناء ذلك بشئ من الرذاذ الملئ بجراثيم السل والتخلص منها في المكان المخصص أما وقاية الطفل الرضيع الذي تعاني أمه من مرض السل يكون بالامتناع عن مداعبته و إرضاعه مباشرة من الثدي و استخدام الأم للكمامات الطبية كما ذكرنا سابقا الخطة العلاجية أولا تستمر الأم بإرضاع طفلها وذلك باتباع السبل الوقائية التي ذكرناها سابقا و البدء بأدوية الخط الأول وليس هناك أي مضاعفات تترتب على العلاج كحدوث تسمم للطفل أو غيرها . كما يجب على الأم التي تتعالج بالايزونيازيد (Isoniazid) أخذ فيتامين B6 كمكمل غذائي . و تتم معالجة مرض السل النشط والحساس للأدوية بدورة علاجية معيارية مدتها ستة أشهر مؤلفة من أربعة أدوية مضادة للمكروبات، تقدَّم للمريض مع المتابعة والإشراف من قبل الأطباء و عمال الصحة . أما إن كانت الأم حاملا عند اكتشاف الإصابة فينبغي أن تبدأ الدورة العلاجية أثناء فترة الحمل والولادة والرضاعة , مع ضرورة استشارة الطبيب فيما يتعلق بالعلاج المناسب للطفل عند ولادته .