اعتقد وهو على عتبة خريف عمره انه قادر بلهيب مشاعره الوجدانية المتصاعدة أن يخاطر بنفسه نحوها فكاتبها وحايلها وعانق بسطوره كلماتها وتمناها وتودد إليها في لهفة وأحاسيس جياشة وعاش بنفسه ولنفسه أجمل المشاعر التي جعلته يتمنى قربها والأنس بها في ظل رابطة وشيجة ولكنها للأسف صدمته فلم تعره آذانا مصغية بمقدار ماصوبت إليه سهام الإباء والصد والهجران بذريعة أنى لازلت على حبي لزوجي الأول ولكنه بإصرار وعزيمة صلبة فولاذية وحرارة أشواق نتصارع بداخله تأبى إلا الانقياد وربما الخضوع لرغبتها النسوية انه حاول تقريب وجهات النظر علها أن تعطه شيء من قبول الذات ألممتهنه فنظر في مرآة حياته وانعكاساتها وما الحيثيات التي جعلتها تتمرد ولا تعطيه ريقا مرضيا ؟ هل هو لكبر سنه وبلوغه النصاب العمري المتهالك الذي يمنعها من قبوله أو حتى أن تسايره حلمه وأمنيته فيها ؟ بل إن صاحبنا برغم إعراضها عنه وربما أعطته اشد الكلمات التي تجرح كرامته كرجل تجرح مشاعره وتجعله يجافيها أو يقاطعها أو يكرهها ولكنه يحاها يعشقها يرجو الأنس بها كلما ابتعدت كلما شاقته كلما حادته نعم حتى ولو كانت من طرف خفي وهى بعيدة عنه مضروب بينهما بسور وحجاب يفصلهما إلا انه يتمناها يرجوها تراوده في خياله في أحلامه حتى في أجمل لحظات هنائه وتجليه يراها أمام ناظريه كأنها هي هي قالت له انت عندي كاخى فأبى هذا الوصف الاستفزازي وقال لها على عجل أنت حبيبتي ولست أخا لك فشاقته وقاطعته وربما هددته لئن لم تعد عن غيك وضلالك فلربما كنت عندي ملعونا مطرودا من فردوسي الأعلى ومذموما إلا انه طلب إليها أن تتركه في خياله الوردى وخباله لقد أعلنت عليه الظهار وهى ابنة العقد الثالث وهو في قد بلغ العقد الرابع والنصف إلا انه قد ألهبه حبها قد أحس النشوة العاطفية وشيء وقر في صدره نحوها فاعترضت هي عليه قاطعا بعضهما عاما كاملا وظلا بعيدان وقتا طويلا وهو محزون يحس ألم الوحشة يحس من داخله بشيء غاليا فقده يحس بكونه يبحث عن شيء مفقود به حياته بعد مضى عام كامل وعندما واتته الفرصة السانحة على طبق من نور وفى مكان معلوم بعيد عن العيون اتصل بها يتوسل إليها طالبا عفوها وسماحها عما بدر منه في حقها وبأنه سيعود على النحو الذي يرضيها ولكنه كانت داخله كلمات محبوسة يتمنى لو فجرها وصارحها بها في هذا اللقاء الوحيد وما إن سمعها تعاتبه حتى خر من سمائه وبرجه العاجي مستسلما يتمنى لو قبلها لو خر على ركبتيه جاثيا بين يديها ولان الأوقات السعيدة سريعة الزوال وتمضى سريعا انتهت المكالمة التليفونية على عجل ولكن لا احد يعلم كم كانت تلك المكالمة قد وضعت حدا ونهاية فاصلة للخصومة التي كانت بينهما وكانت إحدى اللحظات الحاسمة التي أعادت إليه روحه وشعر بحياته من بعد موت عام كامل بعيدا عنها بملاطفتها وبراءتها لقد كانت تلك المكالمة سببا في فتح نوافذ الأمل من جديد في تواصلهما وأحس بمجرد عودته إلى بيته بأنه يسرع تجاه صفحات التواصل الاجتماعي يطالبها بعاجل قبول طلب صداقتها من جديد واخذ يحادثها وتحادثه ولكنها تتفاعل معه على حذر وبتحفظ شديد وهو الاربعينى الذي لم يتجاهلها ولم تنسه الأيام وجودها ولا خفة دمها ولا إنسانيتها ولا سمو روحها فهي حبيبة رغما عنها وستظل كذلك وهى بلسم حياته وهو الاربعينى الذي تعلق بصاحبة العقد الثالث من عمرها لم يهجر خاطره التفكير فيها وان كانت هي لم تبادله