والله لسه بدرى علينا , ان نعيش الديمقراطية , مازال الطريق شائكا وطويلا , يحتاج الي جهد وعرق وفهم كامل لها ولادواتها وكيفية تطبيقها . بالرغم من أن الثورة لم تكتمل ولم يكتب لها عناصر النجاح , واستشهاد بعض خيرة شباب مصر من رجال ربما هم اولاد سفاح , ومصابي وجرحي سوف تلازم عاهاتهم حياتهم وضاعت بعض اطرافهم هباء , رغم الامل الكبير الذى انعقد من المجتمع المصرى علي تلك الثورة الا ان السراب والاحلام تبخرت دون وجود اى قطرة ماء , تروى ظمأ المقهورين والمظلومين والمعدومين دون استثناء . وبعد عقود من الدكتاتورية الحاكمة والاستبداد والتي ترسخت في كل عقولنا جميعا دون استثناء سواء التيار الديني او التيار الليبرالي وجدنا انفسنا وبداخل كل منا ديكتاتور ومستبد صغير بدا جنينا ثم بدأ يتطور وينمو ويكبر في ظل ثورة وفرت لهم دون غيرهم وقفزوا عليها في غيبة من وعي الاخرين بل وعلي جثثهم وانهار دمائهم لتحقيق حلم اخر بعيد عن حلم غالبية الشعب والشباب . قال حسني مبارك انا ام الفوضي – هو نفس المنطق الحاصل الان بين جميع التيارات التي تريد ان تحكم باسم الديمقراطية البريئة منهم , يريدون وكما نريد نحن ايضا الاحتكام الي صناديق الاقتراع – لكن ما ياحدث بينهما ما هو الا نتاج عفن وا ساليب قذرة ودنيئة وخسيسة في مخالفة قانون اللجنة العليا للانتخابات . فالكل بدأ البحث عن الميكافيليه التي تتعارض والقيم الاسلامية ولكن لا مانع من استخدامها في حرب الانتخابات , فبدأت الحرب الشرسة بين التيارات الاسلاميه المتشددة والوسطية والمعتدله – حرب ضروس استخدمت فيها كل انواع الاسلحه بين التشوية والاغتيال وتمزيق الدعاية والكذب علي الشعب وعدم مصارحته في مبالغ الحمله الانتخابيه ومن اين جاءت . نعود الي ماقله حسني مبارك مخيرا الشعب بينه وبين الفوضي – وتلك الفوضي المصطنعه سواء من بعض اعوانه , او من بعض اصحاب المصالح والنفوذ التي سوف تقلص ثورة 25 يناير نفوذهم – ام الان هي نفس الاشكالية فنحن دون أن ندرى نتآمر على أنفسنا، فتحولنا إلى شراذم ضد بعض (ثوريين وفلول، مسلمين ومسيحيين أو نصارى كما يقول السلفيون، تحريريين وعباسيين إخوان وسلفيين، إسلاميين وليبراليين). هكذا نجد ان كل فصيل سياسي يخرج علينا ليقول انا وليس الاخر – انا الدين والجنه والايمان , والاخر هو الكفر والزندقه والنار , وفصيل يحث الشعب علي الناس علي اختيارة هو وليس الاخر علي خلفية الدولة المدنية افضل من دولة مرجعيه دينية –حيث انهم لا يطالبون بغطاء للسلك العريان ولا المطالبة باغطية لصدور الفراخ واوراكهم . وفصيل ثالث يستصرخنا ويحثنا ويناشدنا علي الانحياز له لانه هو الوسط المعتدل الذى حارب الانظمة الفاسدة طوال 80 عاما لاقي فيها الاذى والاعتقالات والتشرد واصبح عليه ان يجني ثمار هذا العذاب والذى لم نعرف اصله هل كان من اجل علاء دين الله ام كان ذلك تم ثمنا لتطلعهم السياسي والدموى . الكل دون اسثتناء يقول انا وليس الاخر , الكل يخون الكل , الكل يحذر من الكل , الكل يستنجد بالاخرين من الكل , الكل اصبح يتاجر بالكل , الكل اصبح باحثا عن الانا والذات والمقعد دون ان نرى برامج حقيقية تنمويه للنهوض بالمجتمع – واصبحنا اختيارتنا ناتجة سواء للانحياز الي الدين الذى تم استغلاله في هذه المرحله سواء بالتخويف منه او بالترغيب فيه . الانا تريد ان تسحق الكل من اجل اهداف اخرى اخر منتهاها هو خدمة المواطن المصرى , ليسحق الكل وليذهبوا الي غير رجعه ويتمنون الا تقوم لهم قائمه , المهم ان اقول انا وليس الاخر ., فهل هناك فرق بينهم وبين من قال انا او الفوضي. اكل سواء والهدف الكرسي . سامي عبد الجيد احمد فرج