ناصر حافظ تعتبر فوانيس شهر رمضان بأشكالها المختلفة من معالم الشهر الكريم ومظاهره المحببة إلى الصغار والكبار على حد سواء، و تعني كلمة فانوس كما ذكر «الفيروز أبادي» مؤلف القاموس المحيط «النمام» وترجع تسميته بهذا الاسم إلى أنه يظهر حامله وسط الظلام. تفنن الصانع الشعبى في إعداد الفانوس في أشكال شتى وأنماط متعددة لكل منها اسم معين، منها أبو شرف - أبو عرق - أبو لموز - أبو حشوة وغيرها. وعن أصل الفانوس هناك العديد من القصص منها: أن الخليفة الفاطمي كان يخرج إلى الشوارع ليلة الرؤية ليستطلع هلال شهر رمضان، وكان الأطفال يخرجون معه ليضيئوا له الطريق. وهناك قصة أخرى عن أحد الخلفاء الفاطميين أنه أراد أن يضئ شوارع القاهرة طوال ليالي شهر رمضان، فأمر كل شيوخ المساجد بتعليق فوانيس يتم إضاءتها عن طريق شموع توضع بداخلها. وتروى قصة ثالثة أنه خلال العصر الفاطمي، لم يكن يُسمح للنساء بترك بيوتهن إلا في شهر رمضان وكان يسبقهن غلام يحمل فانوساً لتنبيه الرجال بوجود امرأة في الطريق لكي يبتعدوا. تعتبر صناعة الفوانيس من الصناعة القديمة نسبيا، حيث استخدم في صدر الإسلام للإضاءة ليلاً، ومع بداية العصر الفاطمي أخذت صناعة الفوانيس مساراً حرفياً وإبداعيا، حيث ظهرت طائفة من الحرفيين في صناعة الفوانيس بأشكالها المتعددة وتزيينها وزخرفتها، وقد ارتبطت صناعة الفانوس في القاهرة الفاطميه بأحياء الدرب الأحمر وبركة الفيل حيث اشتهر من الحرفيين في صناعة الفوانيس ب «السمكري البلدي». هناك أنواع عديدة للفوانيس القديمة ، منها فوانيس الشمع التي تتميز بألوانها الجذابة والمصنوعة من الزجاج في صورة نوافذ متلاصقة في إطار من الألومنيوم والنحاس وعليها رسومات مزخرفة وباب لإدخال الشمعة التي تستقر على قاعدة معدة لذلك ويتم إضاءتها فتعكس ألوان الزجاج المزخرف . ويأتي الاهتمام بفانوس شهر رمضان كأحد أهم العادات الموجودة في مصر والتي انتقلت إلى بعض الدول العربية والخليجية ، حيث تحرص أغلب الأسر الخليجية على شراء الفانوس بألوانه الكثيرة والجذابة لأطفالها، ويرجع البعض ذلك أ لى الجاليات المصرية في الدول العربية التي جلبت معها تلك العادة الموروثة ومارستها بحرية كاملة #من_قلب_قاهرة_المعز