من منا لا يذنب ؟ من منا بدون معصية ؟ نحن خُلقنا بشر ولسنا ملائكة , فالملائكة ليست مخيرة بين الخير والشر , والطاعة والمعصية , بل هم مجبولون على طاعة الله عز وجل ولا يعصون الله طرفة عين , لكن الإنس والجن مخيرون بين الطاعة والمعصية , والله أوضح لنا الطريق , طريق الخير وطريق الشر , قال الله عز وجل :" وهديناه النجدين " طريق الخير وهو الجنة , وطريق الشر وهو النار لمن أصر على المعصية , ولم يتب منها , فالله يبسط يده ليلا ونهارا لمن يتوب ويلجأ اليه , ولا يرد سائل أبدا , ويقبل التوبة " كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ " والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ، ولجاء بقوم يذنبون ، فيستغفرون الله فيغفر لهم " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم . فمهما كان الذنب عظيما لا تقنط من رحمة الله إن الله يغفر الذوب جميعا , ونحن واجبنا ألا نقنط الناس من رحمة الله , ولا نُيأسهم , ولا نحكم على بعض , أن هذا سوف يدخل الجنة , وهذا سوف يدخل النار , بمجرد أن نرى شخصا يعمل كبيرة من الكبائر كفاحشة الزنا , أو القتل , أو ما شابه هذا مذنب عاصى سيدخل النار , أو شخص محافظ على صلاته ومظهرة الإسلامى , نحكم علية بالصلاح , وأنه من أهل الجنة , نحن لا نملك جنة ولا نار حتى نحكم على هذا أو تلك , نحن لا نملك حتى أرواحنا التى فى جنباتنا . يحكى لنا رسول الله عن رجل أذنب ذنبا عظيما فهو قتل 99 نفسا وأراد أن يتوب فلجأ إلى راهب يسأله , هل لى من توبة ؟ قًنطة الرجل من رحمة الله , قال له كيف تقتل 99 نفس ويقبل الله توبتك ؟ فقتله الرجل فأكمل به المائة , لأنه قتًطة من رحمة الله , فيلجأ لمن ؟ يذهب لمن ؟ وهو يريد التوبة , لا يريد أن يقتل , فيسأل عالم , يسأل رجل آخر لا ييأس , كره طريق الشر ويريد يد العون , يريد من يساعدة , فهذا الرجل يقول له : ومن يحول بينك وبين التوبة , ييسر له التوبة , مد يده وساعدة بكلمة , قال له : ولكن أخرج من هذا المكان , أخرج من هذة القرية , ودلة على قرية آخرى بها ناس صالحين , وهو فى الطريق يموت , فتختصم فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب , فيمن يقبض روحة , وتقبض روحة ملائكة الرحمة لقربة من الأرض الصالحة ولأنه جاء تائب . فأنت أيضا لا تقنط أحدا ربما كلمة تصلح من شأن شخص , وتعلىِ همته ,دُل على خير , فالدال على خير كفاعلة . ( كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا ، فسأل عن أعلم أهل الأرض ، فدُلَّ على راهب ، فأتاه فقال : إنه قتل تسعة وتسعين نفسا ، فهل له من توبة ، فقال : لا ، فقتله فكمل به مائة ، ثم سأل عن أعلم أهل الأرض ، فدُلَّ على رجل عالم ، فقال : إنه قتل مائة نفس ، فهل له من توبة، فقال : نعم ، ومن يحول بينه وبين التوبة ، انطلق إلى أرض كذا وكذا ، فإن بها أناسا يعبدون الله ، فاعبد الله معهم ، ولا ترجع إلى أرضك ، فإنها أرض سوء ، فانطلق حتى إذا نصَفَ الطريق أتاه الموت ، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ، فقالت ملائكة الرحمة : جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله ، وقالت ملائكة العذاب : إنه لم يعمل خيرا قط ، فأتاهم ملَكٌ في صورة آدمي ، فجعلوه بينهم ، فقال : قيسوا ما بين الأرضين ، فإلى أيتهما كان أدنى فهو له ، فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد ، فقبضته ملائكة الرحمة