طارق عبدالمجيد كامل يعتبر التعليم عصب وأساس تقدم ورقي أي أمة ولم ترتق الحضارات القديمة إلا بالتعليم وكان سقراط وأفلاطون وأرسطو رموزاً للعلم والتعليم في الحضارات القديمة كذلك اهتمت الحضارة الفرعونية بالتعليم وجعلت من يتعلم في أعلى منزلة وكان المعلمون يمثلون الطبقة الوسطى من المجتمع وبسبب اهتمامهم بالعلم فقد سادوا العالم في زمانهم وبقيت آثارهم تشهد بعلمهم حتى يومنا هذا،كذلك جاء الإسلام لتدعيم قيم العلم فكانت أولىَ سوره نزولاً تبدأ بكلمة (أقرأ) يقول تعالى في سورة العلق { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ{1} خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ{2} اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ{3} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ{4} عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ{5} }وكانت ثاني سور القرآن نزولاً تبدأ بما يدل على الكتابة وأداتها يقول الله تعالى في سورة القلم (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ) وفي ذلك عبرة لنا أن القراءة والكتابة أول ما نزلت به سور القرآن الكريم؛لحثنا على الأخذ بالعلم والتعليم،ولا ننسى موقف رسول الله (صلى الله عليه وسلم)من أسرى بدر عندما أطلق سراح من علًم عشرة طلاب من أبناء المسلمين فجعل(صلى الله عليه وسلم)من يعلم الطلاب تعود له حريته ولا يسترق وهو مبدأ إسلامي اتبعهته الحضارة الإسلامية من توقير واحترام للمعلم وجعل هيبته في أعلى مكانة. ونلاحظ أن البعض ينقص من هيبة المعلم نرى ذلك من زيارات لبعض القيادات من المحليات كرؤساء القرى والأحياء ومجالس المدن وبعض نواب المحافظيين فنراهم لا يراعون تقاليد المؤسسات التربوية من استئذان قبل دخول الصف الدراسي وطرق الباب؛لأن المعلم هو صاحب الصف ويمثل قيمة كبيرة أمام طلابه وقد تتصرف بعض هذه القيادات بأسلوب غير تربوي كنهر المعلم وتوبيخه أمام طلابه وهو ما يسبب للمعلم إحراجاً كبيراً أمام طلابه الذين ينظرون إلى تلك المواقف ويتعلمون منها ويطبقونها في حياتهم وتترك آثاراً في نفوسهم. وقد انتقلت عدوى إهانة المعلم لبعض أولياء الأمور فأصبحنا نسمع عن العديد من حوادث اعتداء أولياء الأمور على المعلمين داخل المدارس وهو مؤشر ينذر بتدمير العملية التعليمية إذا لم نوقفه فالمعلم في صفه أمام طلابه له هيبته واحترامه مثل القاضي في قاعة جلسته والموظف في مكتبه بل هو أشد منهم لأنه يعلم الأجيال وجميع المواقف التي تحدث داخل المؤسسة التربوية هي مواقف تربوية بالدرجة الأولى. طارق عبدالمجيد كامل