عرفتها قوية صلبة، تمتلئ عيناها بتحدٍ غريب ، فى مقتبل العمر، ربما فى وسط العشرين ، وقفتها داخل (الكشك الخشبى) الذى تبيع فيه الشاى والسندوتشات للسائقين الذين يتخذون من الساحة الأمامية (للكشك) موقفا لسياراتهم ، تغمرهم بالضحكات والسمر ، ومن خلال تعاملهم معها لاحظت انهم يقدرونها . كانت ..هى و الشجرة التى تحضن فروعها (الكشك) فتنشر الظلال كأنهما كيان واحد يجذب السائقين للمكان .. هكذا الحال فى كل يوم أثناء ذهابى وعودتى من العمل أراها ...وأسال نفسى :- - ماذا يدفع واحدة مثلها لذلك ؟ مادامت جميلة لمَ لم تتزوج وتلقى بعبء الحياة عنها ؟ ام هل تراها تعمل لكي تعول أولادها ؟ الكثير والكثير من الأسئلة تدور بذهنى ؛ ربما إشفاقا عليها ، أو إعجابا بها ؟! ولكن طبيعة عملي لا تسمح لي بأن أتقرب منها لأعرف الإجابة . وذات صباح كنت فى طريقى إلى العمل ، فوجدت (الكشك ) مغلقا على غير عادتها ؟ وهى حادثة غريبة لم تحدث من قبل ؟ قلت لنفسي : ربما تأخرت فى النوم ، زاد من عجبي أننى عندما عدت من العمل وجدت ( الكشك) مغلقا أيضا ؟ وفى اليوم التالى كان الحال كما هو ، ومرت عدة أيام و(الكشك) مغلق . وأثناء عودتى اليوم من العمل لم أستطع مقاومة فضولي الشديد والملح لأعرف السر. فذهبت إلى أحد السائقين وسألته عن (الكشك) ، فكانت إجابته غاية فى الغرابة ، قال : ألم تلحظ اختفاء الشجرة التى كانت خلف ( الكشك) ، تنادينا لظلالها من حرقة الشمس فى هذا الميدان الواسع ؟ نظرت إلى هناك وبالفعل كانت الشجرة مقطوعة . ---------------------------------------- هذة الروابط للأطلاع علي منشوراتي بجريدة شباب مصر :- http://www.shbabmisr.com/sys.asp?browser=view_article&ID=8401 http://www.shbabmisr.com/sys.asp?browser=view_article&ID=8858 http://www.shbabmisr.com/sys.asp?browser=view_article&ID=9105 http://www.shbabmisr.com/sys.asp?browser=view_article&ID=9358 http://www.shbabmisr.com/sys.asp?browser=view_article&ID=9788 http://www.shbabmisr.com/sys.asp?browser=view_article&ID=10153 http://www.shbabmisr.com/sys.asp?browser=view_article&ID=10349 http://www.shbabmisr.com/sys.asp?browser=view_article&ID=12902