لقد استطاعت المقاومة الفلسطينية بقيادة حماس أن تجلب استحقاقا سياسيا وعسكريا مشرفا للفلسطينيين وللقضية إنه استحقاق وفاء الاحرار حيث استطاعت حماس والفصائل المقاومة الأسرة للجندي الصهيوني جلعاد شاليط أن تقدم نوعا جديدا من المقاومة من خلال مفاوضات شرسة أدت في بدايتها الافراج عن 20 أسيرة مقابل شريط مصور لمدة دقيقة أثبتت من خلاله أن الجندي على قيد الحياة وبعد فترة من المفاوضات التي أثبتت أن ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة وافقت دولة الكيان ابرام صفقة كبيرة قال عنها وزراء الكيان أنها أجرأ قرار في تاريخ الدولة الصهيونية فوافق الكيان الافراج عن 1027 أسير وأسيرة على مرحلتين الأولى خلال أسبوع سيتم فيه الافراج عن 450 أسير من اصحاب المؤبدات والأحكام العالية والمرحلة الثانية بعد شهرين سيتم فيها الافراج عن 550 أسير نعم انه الاستحقاق الحقيقي الذي انتظره الشعب الفلسطيني وحتى الامة ككل استحقاق يصنع المجد ويحافظ على الثوابت ويرسم طريق الحرية ويتصدر مشهد الوفاء والبطولة والشموخ والعزة انه الاستحقاق الذي هز أركان الكيان وأعطى اشارة واضحة الى الجميع ان حماس ورغم وصولها سدة الحكم ورغم الحصار ورغم الالم والجراح ستبقى هي صانعة القرار وأثبتت للجميع أن المفاوضات الحقيقية هي التي تحافظ على الثوابت وعنصرها الاساسي القوة المستمدة من تأييد الجماهير والتفاف الشعب حول قيادته المجاهدة المقاومة القوية في قراراتها وسياستها ونظرتها للحل الامثل لاسترجاع التراب المسلوب والحق الضائع وهو الحل بالإسلام والمقاومة السبيل . الاستحقاق الذي ننتظره يا رئيس عباس ... انه استحقاق سياسي وعسكري قوي ومؤثر وساطع كسطوع الشمس لا يشويه شائب لأنه قائم على التمسك بالثوابت وعدم الاعتراف بالكيان وعدم التنازل عن الارض ولا حتى بذرة واحدة من تراب الارض الغالية , فمخطئ من ظن ان السبيل الوحيد لاسترجاع فلسطين هي المفاوضات العبثية ومخطئ من ظن ان حماس بعد وصولها سدة الحكم تخلت عن المقاومة وتنازلت عن الحقوق وتمتعت بالدنيا الزائلة وتركت الشعب يموت جوعا , وانها تنعمت بأموال المحاصرين لم ننتظر بعد 63 عام من احتلال فلسطين استحقاق نتنازل بموجبه عن فلسطين التاريخية انما ننتظر أن يعاد رأب الصدع والانقسام الفلسطيني لأن وحدتنا سبيل حريتنا و انتصارنا , فلنجعل يا سيادة الرئيس عباس من هذا الاستحقاق المشرف وفاء الاحرار بداية نرسمها سويا ونبني من خلالها مجدا يؤرخ في التاريخ من خلال الوحدة وبناء القوة وعدم الاعتراف بالكيان وعدم التنازل عن ذرة من الثوابت فإذا اردت أن تتفاوض مع الكيان فحينها لا نعارض ما دام ذلك مبني على القوة والحفاظ على التراب المسلوب جاء هذا الاستحقاق الحقيقي ليكمل مشهد الربيع العربي بعد الثورات مشهد خلا تماما من رؤوس تعفنت نتيجة الظلم والفساد وبيع الاراضي وقتل الشعوب جاء هذا الاستحقاق في ذكرى حرب أكتوبر ليكن شهر أكتوبر أتعس شهر عند الكيان تنكس فيه أعلام الهزيمة والضعف وتعلو فيه صيحات البكاء على استمرار الهزائم فبالأمس كانت هزيمة أكتوبر ولبنان وهزيمة الفرقان وهزيمة المفاوضات العبثية , وتحلق اليوم الأجنحة العسكرية في سماء الوطن بل في العالم اجمع تغرد بالانتصار وتزغرد للأحرار . الوفاء بالعهد وعدت حركة حماس وكتائب القسام الأسرى بان حريتهم ستأتي لا محالة في القريب العاجل وجعلت نصب عينها قضتهم الاولى وحاربت وقاتلت من أجل هذه القضية فاستطاعت القسام وألوية الناصر صلاح الدين وجيش الاسلام بتنفيذ عملية قال عنها قادة الكيان أنها من أكثر العمليات دقة ونوعية وقوة عملية الوهم المتبدد الذي بددت وهم الكيان أنه صاحب القوة في المنطقة وأن جيشه لا يهزم ولكن سرعان ما تبدد الوهم واسر الجندي جلعاد شاليط فحينها أطلقت حماس والفصائل الآسرة مفاوضات شرسة أدت الى ابرام صفقة مشرفة سميت وفاء الاحرار . أوفت حماس بالعهد الي قطعته على نفسها وحررت جزء من الاسرى البواسل ويبقى شعار المرحلة القادمة أقصانا اسرانا وحدتنا سبيل انتصارنا.