قال فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف: إن قول الإمام علي بن أبي طالب –رضي الله عنه: “دَعُونِي وَالْتَمِسُوا غَيْرِي .. وَإِنْ تَرَكْتُمُونِي فَأَنَا كَأَحَدِكُمْ وَلَعَلِّي أَسْمَعُكُمْ وَأَطْوَعُكُمْ لِمَنْ وَلَّيْتُمُوهُ أَمْرَكُمْ وَ أَنَا لَكُمْ وَزِيراً خَيْرٌ لَكُمْ مِنِّي أَمِيراً ” يدل على أنه –رضي الله عنه- لم يطلب الإمامة السياسية أبدا ولم تكن في ذهنه بل كان ينفر منه، وهذا كان بعد مقتل عثمان – رضي الله عنه- حيث كانت الساحة خالية أمامه ليتولى إمامة المسلمين، ومعنى كلامه: اتركوني وابحثوا عن غيري فالخير أن أكون فيكم ناصحا آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر من أن أكون لكم أميرا أتولى الإمامة السياسية، ومن ذلك قوله لعبد الله بن عباس –رضي الله عنه- عندما دخل عليه فوجده يخصف نعله فعجب ابن عباس من أن يخصف أمير المؤمنين نعله بنفسه، فقال لابن عباس: “ما قيمة هذه؟”- مشيراً إلى نعله – قال: لا قيمة لها، فقال سيدنا علي: “والله لهي أحب إليّ من إمرتكم – هذه النعل أحب إلي من الإمارة- إلا أن أقيم حقاً أو أدفع باطلاً”، وقوله: ” إني لم أرد الناس حتى أرادوني ، ولم أبايعهم حتى بايعوني” ، وقوله: “والله ما كانت لي في الخلافة رغبة، ولا في الولاية إربة ولكنكم دعوتموني إليها وحملتموني عليها” ، فهذه الأقوال مروية في كتب الشيعة بل وفي أهم مصادر تراثهم، ولا يوجد في هذه الروايات ما يدل على أن النبي –صلى الله عليه وسلم- نص على إمامة سيدنا علي –رضي الله عنه. وتابع فضيلته في حديثه اليومي، الذي يذاع في هذا الشهر المبارك على الفضائية المصرية قبيل الإفطار: لا يعقل أن يظل سيدنا علي صامتا فترة خلافة أبي بكر وعمر وعثمان -رضي الله عنهم- وهي مدة 25 سنة ثم يدب خلاف بينه وبين معاوية بسبب نظرية الإمامة، فهذا كلام ينقض بعضه بعضا، ومن هنا جاءت اعتراضات كثير من الشيعة على هذه النظرية، داعيا شباب أهل السنة أن يعرفوا وزن هذه النظرية من ناحية النقل ومن ناحية العقل ومن ناحية التراث الشيعي نفسه. وأوضح فضيلة الإمام الأكبر أن السيد على الأمين أحد فضلاء الشيعة لا يرى أن الإمامة من أصول الدين وكثيرون منهم لا يرون ذلك، وقد استدل ” الأمين” بنصوص مفادها أن نظرية الإمامة ليست محل اتفاق بين علماء الشيعة الإمامية، مؤكدا في كتابه “أعيان الشيعة” أن الإمامة ليست من أصول الدين كما يقول أهل السنة: إنها من الفروع وليست من أصول الدين، كما أكد في هذا الكتاب أن إمامة شخص بعينه ليست من أصول الإسلام وأن الشيعة لم يتفق جميعهم على أن الإمامة من أصول الدين؛حتى الذين يقولون إن الإمامة من أصول الدين يجرون أحكام الإسلام على من ينكر ذلك، وبالتالي يلزمهم أنها فرع من فروع الدين وليست أصلا من أصوله.