**هل نعيش نحن العرب في عالم خاص أو عالم منعزل عن باقي الأمم أم أن هذه العزلة بداخل أنفسنا وبعقولنا فقط وانه لأمر غريب وعجيب ما نراه من الحكام العرب = فمن منا لايحلم بأن يكون صاحب سلطة أوجاه أو قيادي في أي مجال = إلا أننا نعلم أن تلك الأمور هي وقتية وليست أبدية = إلا أن الحكام العرب يرون عكس مانرى وما تقبله عقولنا = فكل من يعتلى المنصب منهم لا يؤمن بأن هذا المنصب هو تكليف له وأن عليه دور لابد أن يؤديه وأنه لا محالة عندما ينتهي دوره أو يفشل في أدائه يعود إلى الجماهير = فكل الحكام العرب الذين قفزوا على السلطة بطرق غير شرعيه يعيشون وهما كاذبا بأنهم أحق الناس بماهم فيه وأنه لابد يل لهم وأن بلادهم ستغرق وتتلاشى مع ذهابهم وكأن الشعوب لم تنجب غيرهم بالرغم من فشلهم الذريع في كل شئ وتدمير شعوبهم = فقد خرجت الشعوب ودوت أصواتها يسقط النظام والشعب يريد إسقاط النظام إلا أن الحكام العرب قد صموا أذانهم عن تلك الهتافات وأوهموا أنفسهم بأن هؤلاء دخلاء وعملاء وخونه وليسوا من أبناء الشعب = فأخذوا يقتلون أبناء شعوبهم واهمين بأنهم قادرون على إسكات ذلك البركان الذي تفجرفى الشعوب العربية والذي لا راد له الابإرادة الله . = وكأن الشعوب العربية تركة ورثها الحكام عن أبائهم لايجوز التفريط فيها بأي حال من الأحوال = فهاهو فرعون مصرالذي لم يخرج بطائره ولم يضرب ضربه واحده وعاش وهم البطولة و الذي جثم على صدورنا ثلاثون عاما وكان يريد أن يورث فينا نجله هذا الأرعن التافه إلا أن ثوره الشعب العارمة والانفجار الذي تولد نتيجة الكبت ثلاثون عاما حال بينه وبين ذلك الوهم. = وهذا هو مجنون ليبيا الذي قتل من أبناء شعبة قرابة خمسون ألف بعد أن وصفهم بالجرذان ومدمني المخدرات ويقرر أنه زعيم الثورة بعد أن ظل قابعا اثنان وأربعون عاما في خيبته (أقصد خيمته) وولى أبنائه جميع قيادات أفرع القوات الذين جلبهم من الخارج لحماية نفسه بدلا من حماية وطنه = إلا أن أبطال ليبيا ونسورها تمكنوا من تطهير الأرض وزلزلتها تحت قدميه حتى أصبح هو وأبنائه الجرذان يختبئون في الجحور. = ثم هاهو شاويش اليمن الذي بقى قرابة ثلاثة وثلاثون عاما ملكا متوجا على اليمن وكان يمهد لنجله إلا أن الشعب اليمنى قد أفاق من غفوته ووقف له حائلا بالمرصاد دون ذلك . = ثم هذا الأرنب الملقب بالأسد ولى العهد الوحيد الذي تمكن من التركة بعد رحيل والده إلا أنه كان امتدادا له له في خيانته لبلده وعروبته = فقد ترك أرضه المحتلة وكنا نظن أنه لا يملك السلاح لتحريرها إلا أننا فوجئنا بهذا السلاح يوجه لصدور أبناء الشعب السوري الذين يطالبون بتوفير عيشة كريمة لهم = وباقى زعماء العصابات الذين يحكمون الدول العربية أو يتحكمون بها وبمصير أبنائها تحت مسمى الملك أو السلطان أو الأمير أو الرئيس أو أي مسمى عليهم أن يفيقوا = فإن تلك الأوهام قد تحطمت على حائط أحلام الشعوب التي تحققت بعض منها على أرض الواقع في تونس ومصر وليبيا وشارفت على التحقق باليمن وسوريا والبقية تأتى فقد أصبح ما يصبوا إليه الحكام العرب وهما وما تحلم به الشعوب حقيقة.