"العروبة ليست جزءا من الحضارة المصرية إنما هي أصبحت جزءا من التركيبة المصرية المتنوعة بسبب الحقبة الناصرية ولكنها ليست مكونا أصيلا في الثقافة المصرية" هذا ما قاله الدكتور مصطفي الفقي المرشح المصري للجامعة العربية عن علاقة مصر بالعرب في مقال له عام 2008. واليوم وبعد ترشيحه علي المستوي الرسمي كأمين عام للجامعة العربية خلفا لعمرو موسي يظل السؤال مطروح هل مصطفي الفقي هو الشخص المناسب لشغل هذا المنصب ؟، هذا هو ما حاولنا الإجابة عليه في السطور القادمة. صبحي صالح القيادي الإخواني قال إن جماعة الإخوان المسلمين لم تعلن عن موقفها الرسمي من ترشيح مصر لمصطفي الفقي في منصب الأمين العام لجامعة الدول، فالجماعة تسعى لمصلحة مصر أولا ويهمها بقاء المنصب مصري كما كان، وإذا كان ترشيح الفقي هو الضمانة لبقاء المنصب فالجماعة موافقة بشدة، وفي هذه الحالة سوف نتغاضي عن أخطائه المحلية لحفظ المصلحة العامة، وهذا هو الدافع الوحيد المعلن لترشيحه لأنه شخص أمضي حياته في الدبلوماسية وله باع طويل وعلاقات وطيدة بالعالم العربي، وبالتالي هو الأمثل للإختيار، وأضاف أنه إذا كانت الدول العربية لن توافق على الفقي لابد أن نبحث عن بديل أخر ولكن بعد التأكد من رفض العرب له خاصة أن دولتين فقط رفضتا ترشيحه وهما السودان والإمارات لأسباب خاصة بهما، أما باقي الدول فلم تتحفظ عليه وهو مؤشر جيد. بينما يري الكاتب الصحفي أحمد الجمال رئيس لجنة الشئون العربية بالحزب العربي الناصري أن ترشيح مصطفي الفقي ليس ضمانة لبقاء المنصب في مصر كما يتخيل البعض، خاصة بعد رأيه المعلن في العروبة وحتي إن تغيرت الآن فهي موثقة في مقالات يعرفها الجميع، وأوضح أن الفقي دبلوماسي كفء وله كل الإحترام ولكنه لا يتمتع بالمواصفات التي يجب أن تتوافر في الأمين العام للجامعة العربية بداية من إمكانياته في إقناع أعضاء الجامعة به وأن يؤخذ المنصب بالإجماع وهذا أقل تقدير لمصر ومرشحها إذا كان علي المستوي المطلوب، إضافة إلى أن يثبت أنه ليس مجرد موظف لدي الحكام العرب وأنه لديه وجهة نظر وخطة لتفعيل دور الجامعة خاصة أن الجامعة ظلت طوال 12 عام التي تولى فيها عمرو موسي هي غطاء لأنظمة مستبدة عربية، وأضاف أن مصر ودبلوماسيتها لديها الكثير من الشخصيات الذين يمكن أن يأتوا إلي هذا المنصب. ويتقف معه الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس في أن البدائل المطروحة لمصطفي الفقي كثيرة ولكن لا يوجد شخص يبحث والكل وجد أن مصطفي الفقي يريد أن يصبح أمينا عاما فوافقوا علي رغبته، برغم أنه رفض هذا المنصب قبل 6 سنوات وقال أنا أستحق أكثر من مجرد منصب شرفي لدي العرب فلا يمكن الآن أن يعود ويقول أنا الشخص المناسب فأين مصداقيته؟، إضافة إلي أن مصطفي الفقي كما يعلم الجميع هو جزء من نظام مبارك وطالما امتدح مبارك وإبنه وأحمد عز وصفوت الشريف وفتحي سرور إضافة إلي واقعة التزوير الشهيرة في انتخابات 2005 والتي لم يمتثل فيها لكلمة القضاء الذي قال إن الإنتخابات تم تزويرها لصالحه فكيف سيرعي مصالح الشعوب العربية إذا لم يراعي مصالح أهالي دائرته ووجد في خدمتهم عبئا ثقيلا وعبر عن ذلك في مقال نشره عندما عينه مبارك في مجلس الشوري فكل هذه الأسئلة تبحث عن إجابات شافية، فلماذا مصطفي الفقي؟ ولماذا الإصرار عليه؟، وكيف يمكن لثورة 25يناير التي طالبت بعودة دور مصر علي المستوي العربي أن يكون هذا هو نتاجها؟