وزير التموين: السيطرة على الفساد سواء في الدعم العيني أو النقدي شغلنا الشاغل    خريف 2024.. تقلبات جوية ودرجات حرارة غير مسبوقة هل تتغير أنماط الطقس في 2024؟    تعرف على شروط مسابقة التأليف بمهرجان الرواد المسرحي    وزير الاستثمار والتجارة الخارجية يلتقي ممثلي عدد من الشركات الفرنسية المهتمة بالاستثمار في مصر    غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت    إبراهيم عيسى: السودانيين زي ما بيتخانقوا في الخرطوم بيتخانقوا في فيصل    بايدن يواصل تعزيز قيود اللجوء لمواجهة الانتقادات الخاصة بالحدود    طوني خليفة: لبنان مقسم لعدة فرق.. ومن يحميها هو الذي يتفق على رأسها    "أوتشا": العوائق الإسرائيلية تعرقل استعداداتنا لموسم الأمطار بغزة    استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة آخرين جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مبنى سكني في غزة    القضية الفلسطينية..حسن نصرالله دفع حياته ثمنًا لها وبن زايد سخر طاقاته لتصفيتها وبن سلمان لا تعنيه    عادل عبد الرحمن: تعيين الأهلي محمد رمضان مديرا رياضيا «ليس قرارا انفعاليا»    نجم الأهلي يتخذ قرارًا مفاجئًا بالرحيل (تفاصيل)    مدرب الزمالك: احتفال ربيعة وعمر كمال حفزنا أكثر للفوز على الأهلى    رونالدو: هدفي في الريان له طعم مختلف..«يوم عيد ميلاد والدي»    توفيق السيد: محمد فاروق هو الأحق برئاسة لجنة الحكام    خالد عبد الفتاح يطلب الرحيل عن الأهلي وكولر يناقش القرار مع لجنة الكرة    160 جنيهًا تراجع مفاجئ.. أسعار الذهب اليوم الإثنين 1 أكتوبر 2024 في مصر «بيع وشراء»    دخلت بها ولم أرى أثر.. نص تحقيقات النيابة العامة في مقتل عروس أسيوط علي يد عريسها    ما حقيقة إلغاء منهج الفيزياء وتغيير منهج الأحياء لطلاب تانية ثانوية؟.. مصدر بالتعليم يجيب    وكيل تضامن الشيوخ: كفاءة برامج الدعم النقدي المباشر للمواطنين أثبتت كفاءة أعلى    "المهاجر إلى الغد.. السيد حافظ خمسون عامًا من التجريب في المسرح والرواية" كتاب جديد ل أحمد الشريف    مد فترة تسجيل الطلاب الوافدين بجامعة الأزهر حتى مساء الأربعاء القادم    أستاذ دراسات إيرانية: المجتمع الإيراني راض عن اغتيال حسن نصر الله لأن جزءا كبيرا من دخل البلاد كان يوجه لحزب الله    السيطرة علي حريق شب في شقة بالمطرية    أماكن سقوط الأمطار غدا على 14 محافظة.. هل تصل إلى القاهرة؟    محمد الشامي: لم أحصل على مستحقاتي من الإسماعيلي    الموافقة على تشغيل خدمة إصدار شهادات القيد الإلكتروني يوم السبت بالإسماعيلية    برج الميزان.. حظك اليوم الثلاثاء 1 أكتوبر: تواصل مع الزملاء في العمل    برج العقرب.. حظك اليوم الثلاثاء 1 أكتوبر: احرص على دراسة الأمور جيدا    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 1 أكتوبر: واجه التحديات الجديدة    «وحشتوني».. محمد محسن يشوّق جمهوره لحفله بمهرجان الموسيقى العربية    «هيئة الدواء» تعلن ضخ كميات من أدوية الضغط والسكر والقلب والأورام بالصيدليات    فعاليات الاحتفال بمرور عشر سنوات على تأسيس أندية السكان بالعريش    "مستقبل وطن" يستعرض ملامح مشروع قانون الإجراءات الجنائية    كيفية التحقق من صحة القلب    للمرة الخامسة.. جامعة سوهاج تستعد للمشاركة في تصنيف «جرين ميتركس» الدولي    قبول طلاب الثانوية الأزهرية في جامعة العريش    القاهرة الإخبارية: 4 شهداء في قصف للاحتلال على شقة سكنية شرق غزة    أمين الفتوى يوضح حكم التجسس على الزوج الخائن    الأربعاء.. مجلس الشيوخ يفتتح دور انعقاده الخامس من الفصل التشريعي الأول    مؤمن زكريا يتهم أصحاب واقعة السحر المفبرك بالتشهير ونشر أخبار كاذبة لابتزازه    محافظ المنوفية: تنظيم قافلة طبية مجانية بقرية كفر الحلواصى فى أشمون    مؤشرات انفراجة جديدة في أزمة الأدوية في السوق المحلي .. «هيئة الدواء» توضح    التحقيق مع خفير تحرش بطالبة جامعية في الشروق    حدث في 8ساعات| الرئيس السيسى يلتقى طلاب الأكاديمية العسكرية.. وحقيقة إجراء تعديلات جديدة في هيكلة الثانوية    مباشر أبطال آسيا - النصر (0)-(0) الريان.. انطلاق المباراة    رمضان عبدالمعز ينتقد شراء محمول جديد كل سنة: دى مش أخلاق أمة محمد    وكيل تعليم الفيوم تستقبل رئيس الإدارة المركزية للمعلمين بالوزارة    5 نصائح بسيطة للوقاية من الشخير    هل الإسراف يضيع النعم؟.. عضو بالأزهر العالمي للفتوى تجيب (فيديو)    20 مليار جنيه دعمًا لمصانع البناء.. وتوفير المازوت الإثنين.. الوزير: لجنة لدراسة توطين صناعة خلايا الطاقة الشمسية    المتحف المصرى الكبير أيقونة السياحة المصرية للعالم    نائب محافظ الدقهلية يبحث إنشاء قاعدة بيانات موحدة للجمعيات الأهلية    5 ملفات.. تفاصيل اجتماع نائب وزير الصحة مع نقابة "العلوم الصحية"    إنفوجراف.. آراء أئمة المذاهب فى جزاء الساحر ما بين الكفر والقتل    مصرع شخص صدمته سيارة أثناء عبوره للطريق بمدينة نصر    «بيت الزكاة والصدقات» يبدأ صرف إعانة شهر أكتوبر للمستحقين غدًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماذا تخسر مصر لو تخلصت من دواعش الأرهاب ؟
نشر في شباب مصر يوم 01 - 10 - 2014

فى عناوين الصحف المصرية : ( بعد الهجوم على صحيح البخاري.. الأزهر والأوقاف: سفاهات يجب مواجهتها بقانون يجرم حديث الجهلاء في الدين ). دواعش الأزهر لا تكفيهم ترسانة القوانين التى تحميهم من النقاش والتى تجعل دينهم السلفى السّنى الحنبلى الوهابى الاخوانى الداعشى مُصانا مقدسا يحرُم مناقشته . لا يكتفون بقانون إزدراء الأديان والحسبة وشتى القوانين سيئة السُّمعة المطاطة ، هم يريدون قانونا جديدا إضافيا يتبتل فى محراب تقديس البخارى ويجعل من يقرؤه قراءة نقدية جاهلا مجرما مستحقا للعقاب . صدور هذا القانون سيثلج قلوب الدواعش ويجعلهم يرجعون الى سُباتهم العقلى العميق ويضمن لهم رواتبهم ومكافآتهم ومكانتهم دون أدنى إزعاج .
2 المشكلة ليست فقط فى مناصبهم ورواتبهم التى يأكلونها بالسُّحت . المشكلة أعمق من هذا إنه صراع وجود . إما أن يظلوا موجودين على الساحة يحمون دين داعش يدمرون به مصر ، وإما أن تتخلص منهم مصر لتبقى . ليس فى هذا مبالغة ، بل هو توصيف بسيط ومُفجع أيضا . فى مصر تسيطر عقيدتان متناقضتان : عقيدة الجهاد السلفية السًنية الحنبلية الوهابية الاخوانية الداعشية ، تربى ويتربى عليها
الشباب ( المسلمون ) خلال الأربعين عاما الماضية ، وبها يسيطر الدواعش على الأزهر و المساجد و الأوقاف و التعليم والاعلام، ويعتنقها معظم (المسلمين )، وقد صرّح أحد كبار السلفيين بأن مسلمى مصر ( سلفيون ) أى داعشيو الدين والثقافة . دين الجهاد السلفى أنتج أخيرا داعش فى العراق والشام ( دولة الاسلام فى العراق والشام ). وإن لم تتخلص مصر من دواعش الأزهر ويحدث إصلاح عاجل سيظهر تنظيم
( دولة الاسلام فى مصر والسودان ) :
( دامس لتطفىء آخر شعاع نور) يصدر من مصر .
دين ( داعش ) أو ( دامس ) سيتوجه بسيوفه ليقطع رءوس الأقباط المصريين بالذات . لماذا ؟ لأن الأقباط لقمة سهلة ، إذ أنهم يعتنقون عقيدة مُناقضة للجهاد السلفى ، وهى عقيدة الاستشهاد ، اى أن يستسلم القبطى للذبح ليموت شهيدا بلا مقاومة . الجهادى الداعشى الدامسى يقطع الرءوس لينكح الحور العين ، أما الاستشهادى القبطى فهو يقدم رقبته طوعا أملا فى أن يلتحق بالملكوت . شعب واحد ، الأغلبية فيه يفرض دينها الداعشى الدامسى الإخوانى الوهابى الحنبلى السنى السلفى ذبح الأقلية التى تتوق للتضحية وتستسلم لها . مصر بهذا على حافة بركان ، أو هى فى صراع وجود . لكى تبقى مصر لا بد من التخلص من ثقافة داعش ، ولا بد من التخلص من دواعش الأزهر . وهنا نتساءل : : ماذا تخسر مصر لو تخلصت من دواعش الأزهر ؟
ثانيا : دواعش الأزهر موظفون فى خدمة الدولة المصرية وليس لتدمير الدولة المصرية:
1 الأزهر مؤسسة مدنية تُعنى بالشأن الاسلامى . مؤسسة مدنية وليس كهنوتية. المؤسسة المدنية هى التى تقوم الدولة بإنشائها وتعيين رؤسائها وترقيتهم و تعطيهم رواتبهم ويخضعون لقانون الدولة ، أى موظفون عليهم تنفيذ واجبهم الوظيفى المشكلة أن دواعش الأزهر هم من ( أهل الثقة) يتم إختيارهم ( امنيا ) ، مؤهلاتهم أن يكونوا تحت السيطرة وفاسدين بما يكفى لارهابهم وفضحهم وإسكاتهم لو جرءوا على نقد المستبد ، الأهم أنهم لا بد أن يتفوقوا فى الرقص أمام مواكب الحاكم المستبد . لا يمكن أن ترشح اجهزة الأمن مفكرا مسلما متميزا فى بحثه غارقا فى القراءة والكتابة والبحث ، لأنه ليس لديه وقت للرقص أمام الحكام ، وهو معتزّ بنفسه بحيث لا يليق به أن يسعى لنفاق السلطة ، أو أن يزاحم الآخرين على أبوابها . بالتالى تتسع دائرة المنافسة لتستوعب الصفوف المتراصّة من الجهلة الأفّاقين ، ويفوز فيها الأكثر جهلا وفسادا ونفاقا . فإذا طولبوا بالاجتهاد طبقا لما تفرضه عليهم وظيفتهم عجزوا ، ولجأوا الى أسيادهم يستجيرون بهم ليعاقبوا من يتجرأ على الاجتهاد ويُظهر عجزهم . وهذا ما فعله دواعش الأزهر مع أهل القرآن .
2 حسنا . الآن لم تعد مشكلة أهل القرآن ، بل مشكلة مصر نفسها ؛ هل تبقى وتنجو من حرب أهلية أم يكون مصيرها كالعراق وسوريا. ؟
ثالثا : لا يكفى التخلص من دواعش الأزهر ، بل لا بد من محاكمتهم
1 وصلت مصر بعد أربعين عاما من تحكم الجهلاء فى حياتها الدينية الى أن اصبحت مرشحة للإنهيار بمثل ما يحدث حولها . وهنا نتساءل : إذا كان دين داعش هو الذى يقوم الأزهر حاليا بتدريسه فى مناهجه وكلياته ، وهو الذى يناضل فى سبيل الحفاظ عليه مجمع البحوث الاسلامية ، وإذا كان شيوخ داعش فى الأزهر يرهبون من ينتقد دين داعش ، وهم المحرضون على الارهاب ، وتخرج على أيديهم الارهابيون فى الأزهر، وإذا كان شيوخ داعش فى الأزهر قد تنكروا لواجبهم القانونى الذى يفرضه عليهم قانون الأزهر وهو تجلية حقائق الاسلام ، بل يناضلون دفاعا عن دين داعش ، وإذا كان شيوخ داعش فى الأزهر يستخدمون قانون ( إزدراء الدين ) للدفاع عن دين داعش ، وإذا كان ضحايا شيوخ داعش فى الأزهر عشرات الألوف من القتلى من المصريين فقط ، من المسيحيين والشيعة وأهل القرآن و المفكرين والمبدعين والأدباء ، فإن السؤال هو لماذا لا يتم الآن وفورا محاكمة شيوخ داعش المتحكمين فى الأزهر؟ . والى متى تتحمل مصر خطايا شيوخ داعش فى الأزهر .؟ وإذا كان مستحيلا إصلاح الخطاب الدينى مناهج الأزهر فى مصر فى وجود شيوخ داعش فى الأزهر فلماذا الابقاء على موظفين فاشلين بلا جدال ، بل وممكن إتهامهم بخيانة الوطن والعمل على تدميره بما تتضاءل دونه جريمة الخيانة العظمى ؟
2 وبدون التخلص من شيوخ داعش فى الأزهر سيدخل المصريون والعرب والمسلمون فى حروب أهليه تحت شعار الاسلام يقوم بها الداعشيون فى مصر وخارجها وبتحريض من شيوخ داعش فى الأزهر . والسؤال التالى : هل شيوخ داعش فى الأزهر أقدس من الاسلام ؟ هل شيوخ داعش فى الأزهر أهم من سلامة مصر ؟ هل شيوخ داعش فى الأزهر أهم من دماء آلاف المصرين ؟ هل نضحى بمصر وجيشها ومكانتها وأهلها ليظل شيوخ داعش متحكمين فى الأزهر
3 نعود للسؤال الأساس ، نرجو التفكر فيه : ماذا تخسر مصر لو تخلصت من شيوخ داعش فى الأزهر؟
أولا : حتمية اصلاح الأزهر
1 الأزهر بوضعه الحالى هو جبل من البارود تحمله مصر على صدرها ويهبط بها من الحضيض الى أسفل سافلين ، مع إحتمال تفجر هذا الجبل البارودى ليدمر مصر ومن فيها وما فيها . لو تخلصت مصر من دواعش الأزهر الجهلة المتخلفين فسيتحول الأزهر الى قوة دافعة تصعد بمصر والمسلمين الى الأمان والرفعة والقوة والعزة .
2 مصر بعد تجريف إقتصادى وتخريب ونهب لثروتها أصبحت تستدين لتسدد فوائد ديون سابقة ، ويلجأ رئيسها الى اصلاحات اقتصادية عاجلة سهلة ( كالجباية وتخفيض الدعم ) وأمامه معارك صعبة فى استرداد ثروات مصر المهربة فى الداخل ومساحات الأراضى التى بيعت بثمن بخس فى الداخل . مصر وهى فى هذه المحنة تنفق آلاف الملايين على دواعش الأزهر و تدريس تراثهم ، والنتيجة أن يتعلم الشباب تعليما فاسدا يفرض عليهم الارهاب باسم الاسلام . أى تدفع مصر البلايين لافساد شبابها كى يدمروها . هذه مهزلة لا مثيل لها . لو تخلصت مصر من دواعش الأزهر وأسست إصلاحا فى الأزهر لوفرت البلايين ، بل وستضيف بلايين أخرى للميزانية
إدارة الأزهر .... ماذا تريد منى.؟
3 نحن لا نتكلم عن مشروع خيالى أو مشروع ( توشكاوى ) صعب وثقيل . هو حل يدخل فى دائرة الممكن والسهل ولا يحتاج إلّا إلى إرادة سياسية شجاعة ، نعتقد أنها موجودة لدى الرئيس عبد الفتاح السيسى . لا بد من إصلاح قانون قانون الأزهر ( 103 لعام 1961 ) ليؤكد على مدنية مؤسسة الأزهر ، وأن دوره هو تجلية حقائق الاسلام ( مع تحديد قرآنى لحقائق
الاسلام) وأنه يقف مدافعا عن القيم الاسلامية العليا
( الحرية والعدل والاحسان : التسامح ، والرحمة والسلام ، وكرامة بنى آدم ) كما أنه يقف فى مواجهة الظلم والاستبداد والبغى ، وضد إستخدام الاسلام فى السياسة .
ثانيا : حتميات مترتبة على اصلاح الأزهر
ويترتب على إصلاح قانون الأزهر حزمة من الاصلاح هى :
1 حتمية إصلاح التشريع المصرى خصوصا قانون العقوبات لكى يتمشى مع العدل والحرية السياسية والدينية للجميع التى ينادى بها قانون الازهر .
2 حتمية إصلاح المناهج إصلاحا جذريا من واقع أن الاسلام صالح لكل زمان ومكان ولا يصح نفيه الى عصور السلف حيث ساد التخلف والاستبداد والاستعباد والظلم .
3 حتمية إلغاء كليات ( اصول الدين ) فى القاهرة وفى الأقاليم . ومثيلتها ( كلية الدراسات الاسلامية ) وقسم الشريعة فى كليات الشريعة والقانون لتكون كليات للقانون فقط . تلك الكليات تقف فى عداء صريح لله جل وعلا ورسوله ودينه . هى تدرّس إفتراءات وخرافات وأكاذيب تراثية أسهمت فى تأخر المسلمين منذ العصر العباسى الثانى وحتى الآن ، لم تكن صالحة لعصرها فكيف بها لعصرنا الذى تتوالى فيه المخترعات والمكتشفات بمتوالية عددية . البديل هو تحويل هذه الكليات الى معاهد عليا للحاسبات وتكنولوجيا المعلومات وتصنيع أحدث ما تصل اليه المخترعات الحديثة كما يحدث فى الهند واسرائيل . عوضا عن تلك الكليات يتم تدريس مواد بديلة وجديدة فى قسم التاريخ الاسلامى والحضارة الاسلامية بجامعة الأزهر تجعل ذلك القسم متميزا عن أقسام التاريخ بالجامعات الأخرى . هناك جانب ضخم من التاريخ الاسلامى مسكوت عنه ، وجدير أن يقوم بتدريسه قسم التاريخ الاسلامى والحضارة الاسلامية بجامعة الأزهر ، وهو التأريخ الاجتماعى والفكرى والدينى للمسلمين، ويشمل هذا ضمن موضوعات أخرى تاريخ العلوم فيه ( الطبيعية و اللسانية والعقلية الفلسفية وما يسمى بالحديث والفقه والتفسير ..الخ) والملل والنحل والفرق القديمة المندثرة تماما او بدرجات مختلفة ( المرجئة، الخوارج،المعتزلة ) والتى لا تزال موجودة كالتصوف والتشيع و السنة . التأريخ هنا يتركز على التأريخ لها ولأئمتها ومؤثرات عصرهم وانعكاسها عليهم ، باعتبارتلك المؤلفات والمذاهب والملل والنحل مُنتجا بشريا أفرزتها عوامل سياسية و إجتماعية وخلفيات ثقافية ماضوية تمّ بعثها وإعادة إنتاجها بأسماء وأشكال ومصطلحات ( إسلامية ) . بهذا يمكن إصلاح خطيئة ما يسمى بكليات اصول الدين والشريعة .
4- إلغاء مجمع البحوث الاسلامية فى الأزهر و المجلس الأعلى للشئون الاسلامية فى الأوقاف ، وإلحاق دار الإفتاء بالأزهر، وإقتصار دور الأزهر على ماجاء فى قانونه الأساس بعد التعديل المشار اليه .
5- إحالة كل من يبلغ الستين من الأزهريين الى المعاش بلا إستثناء حتى ( شيخ الأزهر )
6 أن يكون تعيين شيخ الأزهر بالترشيح والانتخاب من بين كل الأساتذة فى جامعة الأزهر المتقدمين للترشيح ، ومعظم أساتذة الأزهر يعملون فى الكليات العملية من طب وهندسة وتجارة وزراعة ..الخ . ولكنهم محرومون من المناصب القيادية التى يحتلها ويسيطر عليها الدواعش المتخلفون الأفاقون .
ثالثا : ليس لدى مصر ترف الوقت .
1 لا بد من التعجيل بالاصلاح اليوم قبل الغد . بتكوين لجنة للاصلاح القانونى وتفعيله . وإذا كان إصلاح المناهج فى التعليم الأزهر قبل الجامعى يتطلب وقتا فيمكن ضم هذا التعليم مؤقتا للتعليم العام الى أن تتم وضع مناهج قرآنية تستخلص القيم العليا الاسلامية فى السلام والجهاد والعدل والقسط والاحسان والرحمة ، والجانب الأخلاقى فى الدين الاسلامى وكيف كان عليه السلام رحمة للعالمين وليس لارهاب العالمين. أما عن الكليات التراثية ( أصول الدين وأخواتها فىلا بد من إلغائها فورا وتحويلها الى كليات عملية تكنولوجية ( أزهرية ).
2 تتم إحالة من يعترض على الاصلاح الى المعاش او الى المحاكمة ويوضع فى السجن . وطالما أن مصر فى صراع وجود فليذهب شيوخ داعش الى الجحيم .
رابعا : السجن للاصلاح والتعمير لا للهدم والتدمير
1 السجن عقوبة تخالف تشريع الاسلام لأن العقوبة فيه شخصية طبقا لمبدأ ( ألّا تزر وازرة وزر أخرى ) وكذلك الهداية شخصية ومن اهتدى فإنما يهتدى لنفسه . عقوبة السجن بوضعها الحالى مؤلمة وظالمة ومكلفة ويتحمل معاناتها أبرياء هم أهل الجانى ، زوجته وأولاده ومن يعولهم . كما أن السجون بوضعها الحالى مدارس لتفريخ الجريمة وليست من الاصلاح والتهذيب فى شىء . ثم معروف أن المشرّع المصرى أسس ما يعرف بالحبس الاحتياطى الذى تستخدمه السلطة عقابا للأبرياء تسجنهم فى هذه السجون مع المجرمين والقتلة ، ثم تطلق سراحهم . وقد أمضيت من حياتى فترتين فى سجن طرة وفى سجون أمن الدولة فى لاظوغلى ، وأعرف المعاناة التى يلقاها السجين حتى لو كان مجرما عريق الاجرام فكيف بالبرىء ؟ وليس من فراغ قول المثل المصرى ( يا ما فى السجن مظاليم )
2 معظم السجون المصرية فى أحضان القاهرة الكبرى والمدن الكبرى . وهذا يقع ضمن خطيئة كبرى للدولة المصرية وهى المركزية الخانقة . وبهذه المركزية يتركز 95 % من المصريين حول النيل تاركين الباقى ( سداح مداح ) فى الصحراء الشرقية والغربية وسينا وسواحل البحرين الأحمر والمتوسط وجنوب الصعيد وحول بحيرة ناصر . أقترح بيع السجون المصرية والاستعاضة عنها بسجون مفتوحة على الحدود المصرية السودانية الليبية و على الحدود المصرية السودانية على النيل والبحر الأحمر . وتكون هذه السجون المفتوحة تحت حراسة وحماية وحدات من القوات المسلحة ، ولأنها فى وسط الصحراء فالهرب منها يعنى الموت حتما . وتقام مزارع ومصانع يعمل فيها المساجين بأجر ويقيمون فيها مع أولادهم لو شاءوا فترة العقوبة . وعندما يمضى مدة عقوبته يُعاد الى بلده مع ما وفّر من اموال . بهذا نصلح المجرم ونعمّر أماكن مهملة فى مصر ، ونحمى حدود مصر من المتسللين ، ونزيد مساحة الخضرة وننشىء مجتمعات جديدة فى الصحراء ، ونخفف من التكدس السكانى فى القاهرة والدلتا ، ونضع مفهوما جديدا عمليا فى ( الهجرة للداخل ) لأنه من المنتظر أن تتوسع نلك المجتمعات بوصول المرافق لها ، وتتأسس حولها مجتمعات جديدة ، يؤسسها الشباب الذين أمضوا الخدمة فى الجيش فى تلك المناطق ، وغيرهم من الشباب المحروم من العمل والسكن ، و تتأسس فيها معسكرات لرعاية وتربية أطفال الشوارع لتحويلهم الى عناصر منتجة نافعة . وبدلا من الإذلال الذى يلقاه المصرى عاملا فى البلاد العربية يستطيع أن يهاجر داخل بلده ويكتشف ما فيها من روعة وجمال وثروة . ثم لا نحتاج الى تمويل لأن بيع السجون المصرية فى المدن المصرية سيتيح البناء والتجهيز فوق أراض لا ثمن لها . نبيع أرضا بأعلى الأسعار ونعمّر أرضا لا ثمن لها .
3 هذا الاقتراح وثيق الصلة بالتخلص من دواعش الأزهر واصلاح الأزهر . هذه السجون المفتوحة هى العقاب الشرعى لهم . عقوبتهم ( النفى ) ، وتلك الأماكن البعيدة هى الأنسب لنفيهم ، يعيشون فيها فى ( حرية ) يرتلون البخارى ويتمتعون بمؤلفات ابن تيمية وابن عبد الوهاب .
4 يقول الله جل وعلا : (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنْ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) المائدة هذه العقوبة الهائلة الفظيعة تنطبق فى عصرنا على الارهابيين الذين يقتلون الأبرياء عشوائيا ، ومنهم القاعدة وإرهابيو الاخوان وجماعات الجهاد والنصرة وبيت المقدس وداعش العراق والشام . هم بما يرتكبون من مجازر وإغتصاب وسلب ونهب وطرد للآمنين يحاربون الله جل وعلا ورسوله ، فالله جل وعلا أرسل رسوله رحمة للعالمين وأنزل الاسلام دينا للسلام وجعل تشريع القتال للدفاع فقط ، وهؤلاء الارهابيون يرتكبون كل تلك الجرائم وينسبونها الى شريعة الاسلام ، يرتكبون الموبقات وهم يهتفون ( الله أكبر ) فوصموا الاسلام بأبشع التهم ، أى أنهم فعلا يحاربون الله جل وعلا ورسوله الكريم ويسعون فى الأرض فسادا . جزاؤهم يتنوع حسب جريمة الفرد منهم . الذى يقتل ويغتصب ويسلب المال عقابه القتل والصلب . الذى يقتل فقط عقابه القتل ، الذى ينهب و يغتصب فعقابه التقطيع من خلاف . ولكن هناك من لا يقع بيده فى هذه الجرائم ولكن يقوم بالدعوة والتحريض ويزعم ان هذه الجرائم هى شريعة الاسلام حربا منه لله جل وعلا ولرسوله الكريم . هذا جزاؤه النفى بعيدا ليسلم الناس من شرّه .
5 لذا لا بد من التخلص من دواعش الأزهر ونفيهم الى مكان بعيد ليأمن الناس من شرورهم . بهذا تكسب مصر أمنها ووجودها وتستعيد هيبتها ومكانتها .
ختاما
1 ظل الأمير الفرعونى ( مؤمن آل فرعون ) يدعو قومه للهداية والاصلاح دون جدوى . فى النهاية قال لهم : ( فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) غافر.). وفى الأغلب فإن فرعون وهو يصارع الغرق ومعه جنده تذكر مقالة ذلك الأمير المؤمن الناصح : ( َفسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44)).
2 فى النهاية أقول لحُكّام مصر: ( فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) )
ودائما : صدق الله العظيم ..ولو كره الداعشيون .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.