هل من متحرش يسمعني؟ لماذا تسمح لنفسك بانتهاك خصوصية غيرك، وتنبذ عن نفسك صفات الإنسانية؟ ثم تتجرد من رجولتك، فتنتزعها من روحك لتدسها تحت نعليك، فتمشي متبخترا، فخورا بكونك متحرشا. أليس للفتاة حق أن تلومك؟ لأنك تجردها من كرامتها، لتنتزعها فتقذفها تحت قدميك، لكي تكون هرماً تعلو عليه لأعلى المناصب في مهنتك... متحرش. لقد أجمع العديد بكون الفتاه هي السبب الرئيسي في زيادة نسبة التحرش بمصر، أيا كانت حتى ولو منتقبة، لكنهم أغفلوا أهم سبب وهو فقدان الوعي لدى المتحرشين. فالعديد من الشباب تتجه إلى ناصية شوارعهم، لتتلصص النظر على المارات، وربما تتطاول عليهن باللمس. ربما يلجأ الشباب لذلك بسبب التفكك الأسري، أو الفقر، أو الجهل. فلابد من توفير طاقة الشباب في عمل مفيد رياضة أو حرفة يدوية أو غيرها، حتى لا تتسنى لهم فرصة بانتهاك خصوصية الفتاة. ليس من حقنا إلقاء اللوم على الفتاه فقط بحجة أن ملابسها مثيرة، فهن نسبة قليلة ولا يجوز اعتبارها صفة سائدة. فإذا اعتبر الولد أن التحرش حق له يمارسه في بنات مصر. واحسرتاه على شباب ابتعد عن الدين فألقى بنفسه في التهلكه، فقد نسى قول الله تعالى: "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم". هذا أمر من الله تعالى لعباده المؤمنين أن يغضوا من أبصارهم عما حرم عليهم ، فلا ينظروا إلا إلى ما أباح لهم النظر إليه. فإذا ارتدت الفتاه ملابس يصفونها بالإثارة فهي حرية شخصية ولكن إذا تحرش بها أحدا فهو سفيه "أنت حر ما لم تضر". لابد من وسائل الإعلام تسليط الضوء على أسباب التحرش ولا تكتفِ فقط بالحدث. فإن التلفاز من أهم وسائل الإعلام التي يسهل على العامة متابعتها فقد تكون في المقاهي أو المحلات، كما أنها في معظم بيوتنا. فيجب عرض إرشادات بصورة مستمرة تؤكد على دور الذكر في حماية الأنثى بمختلف مراحل حياته سواء كان طفلاً أو صبياً أو شاباً أو رجلاً وأخيراً شيخاً. فأي مسنة هي جدته، وأي إمرأة هي أمه، وأي فتاة هي أخته، وأي طفلة هي ابنته. فكل الإناث عرضه، فلابد من الدفاع عنهن. كما يجب على الإعلام تدعيم حركات مكافحة التحرش مثل إمسك متحرش و غيرها. فبالرغم من قيامهم بدور مهم في مواجهة التحرش إلا أنه ما زال موجوداً. فلابد من تفعيل تلك الحركات من خلال تواجدهم الدوري في الشوارع وعرض أرقام تليفوناتهم في التلفاز حتى يسهل الإمساك بالمتحرش. يتمنى كل فاضل من الشعب المصري التخلص من ذلك الوباء المتسرب في عقول شبابهم، حتى تمشي كل فتاه في سكينة لا تخشى أن يقترب منها أحد. فهي لا تعلم إذا كان مكتوباً في بطاقة عقله الوظيفة... متحرش.