أكد الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء أن مصر تمر بمرحلة فاصلة في تاريخها سترسم مستقبل الأجيال المقبلة، مشيدا بحرص شركاءنا في الاتحاد الأفروأسيوي للتامين والعديد من الأصدقاء من دول العالم علي الحضور للقاهرة في ظل هذه الظروف التي تشهدها مصر للمشاركة في أعمال المؤتمر الثاني والعشرين للاتحاد والذي شهد مولده بالقاهرة عام 1964. وقال أن صناعة التامين تلعب دور حيوي في دعم جهود التنمية في قارتي أسيا وإفريقيا، وأيضا ضمان استمرار تطوير وتنمية الأسواق وتمكينها من مسايرة المتغيرات الراهنة والتطورات الاقتصادية التي يشهدها العالم حاليا وفي ظل الأحداث التي شهدتها القارتين الأفريقية والأسيوية سواء الإضرابات السياسية أو الكوارث الطبيعية فقد بات علي قطاع التامين زيادة نشاطه والقيام بدور اكبر لمساندة الاقتصاديات والأعمال في المنطقة ومساعدتها علي التغلب علي تلك الصعوبات والتحديات، مشيرا إلي أن تاريخ المنطقة يوضح أن الفرص الزاخرة بها اكبر بكثير من التحديات التي تواجهنا. جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها الدكتور حازم الببلاوي نائب رئيس الوزراء للشئون الاقتصادية ووزير المالية نيابة عن رئيس الوزراء في افتتاح فعاليات المؤتمر الثاني والعشرون للاتحاد الأفروأسيوي للتامين وإعادة التامين الاثنين والذي يعقد تحت شعار "دور صناعة التأمين كمحفز للتنمية وازدهار الاقتصاد فى الدول الأفروأسيوية "، ويشارك في أعماله وفود رسمية ورؤساء شركات تامين وإعادة تأمين من 52 دولة افريقية وأسيوية أعضاء الاتحاد الأفروأسيوي. وأضاف أن الاتحاد الأفروأسيوي الذي يجمع بين قارتي إفريقيا واسيا يعتبر نموذجاً يحتذى به في التعاون بين دول المنطقة حيث نجح في تطوير وتحديث تلك الصناعة الهامة لإعادة التأمين لخدمة اقتصاديات دول القارتين. وقال إن مؤتمر الاتحاد الأفرو أسيوي يهدف إلى التنسيق على المستوى الإقليمى من خلال تأسيس آليات التعاون بين أسواق التأمين وإعادة التأمين بالدول الأفريقية والأسيوية والوقوف على التحديات التي تواجه صناعة التأمين في هذه الدول واقتراح أفضل السبل للانطلاق بها إلى مستقبل أفضل . مشيرا إلي ثقته في قدرة المشاركين في المؤتمر علي تعظيم أداء هذه الصناعة الهامة وتطويرها وزيادة معدلات النمو فى الأقساط و الإستثمارات، لما تمثله من أهمية للحفاظ على الثروة القومية لدول المنطقة وأيضا كأحد أدوات جذب المدخرات الوطنية ، وأحد مصادر تمويل خطط التنمية بالدول من خلال المساهمة في تمويل العديد من المشروعات الاقتصادية الرئيسية كما أنها وسيلة لتدعيم النظم القومية للتأمين الاجتماعي بالدولة. وأضاف أن العالم وهو يستقبل مطلع عام -2011-آملا الخروج من تبعات الأزمة المالية العالمية إلى مرحلة جديدة يستعيد فيها الاقتصاد استقراره ويسترجع نسق نموه فوجئ بموجة من الثورات والانتفاضات الشعبية التي إجتاحت بعض بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بدءاً بتونس إلى مصر ثم ليبيا وسوريا واليمن ، ولا شك أن لهذه الأحداث آثارها على الواقع الإجتماعي والإقتصادي لبلدانها وعلى آفاقه المستقبلية فانعكاساتها المباشرة والحالية أكيدة سواء على المستوى المالي بالنظر لحجم الخسائر التي تكبدها في الأرواح والممتلكات وكذلك على مستوى الإنتاج والنمو الإقتصادي بجانب تداعياتها على قطاعات كاملة من النشاط الإقتصادي كالسياحة والنقل والاستثمار الخارجي والأسواق المالية. وأشار رئيس مجلس الوزراء إلي أن قطاع التأمين المصري لم يكن بمنأى عن هذه التداعيات ، ففى ضوء الأحداث التى مرت بها مصر منذ 25 يناير 2011 وحتى الآن وما نجم عنها من خسائر وأضرار في الأرواح والممتلكات، فقد أكد قطاع التأمين المصرى على دوره الحيوي في دعم ومساندة اقتصاديات الدولة وأهدافها في ظل التحديات التي تواجهنا اليوم وغدا وإقرار السياسات اللازمة للوفاء بتلك الأهداف . من جانبه أكد عبد الرءوف قطب رئيس الاتحاد المصري للتامين _والذي تولي رئاسة الاتحاد الأفرو أسيوي لمدة العامين المقبلين_ انه برغم الظروف التي تمر بها بعض الدول العربية والتي أعقبت ثورات الربيع العربي ، فإننا نشهد اليوم بدء فعاليات المؤتمر الثاني والعشرين للاتحاد الأفروأسيوي للتامين وإعادة التامين بدعم قوي من لدول الأعضاء بالاتحاد والذي يعكسه كثافة الحضور والذي زاد عددهم علي ال 700 شخصية. وأضاف أن توقيت عقد المؤتمر كان حاسما في ضوء ما شهده عام 2011 من أحداث سياسية واقتصادية واجتماعية، حيث شهد العديد من الكوارث الطبيعية الشديدة والأزمات الاقتصادية والثورات التي اجتاحت بعض أنحاء العالم العربي، ،مشيرا إلي أن فعاليات المؤتمر لا تهدف فقط إلي النواحي التعليمية والثقافية ولكن الهدف الاسمي الذي ننشده هو إيجاد فرصة جيدة لتبادل الأعمال والخبرات ووجهات النظر حول القضايا الراهنة التي تواجه أسواق التامين وإعادة التامين في دول الاتحاد. من جانبه قدم همام بدر سكرتير عام الاتحاد الأفرو أسيوي مبادرة جديدة باسم الاتحاد الأفرو أسيوي والذي يضم 238 شركة من 52 دولة ،لتعزيز التعاون بين الاتحاد والتنظيمات الإقليمية بقطاع التامين مثل الاتحاد العام العربي للتامين والمنظمة الإفريقية للتامين ومؤتمر المحيط الهادي للتامين ، مشيرا إلي أن هناك مجالات عديدة لتعزيز التعاون بين دول الاتحاد الأفرو أسيوي وتلك التنظيمات الإقليمية لتعزيز جهود التنمية الاقتصادية لدول المنطقة. وقال انه يجب إنشاء هيئات مهنية جديدة لزيادة ورفع كفاءة عملية تبادل الخبرات، مشيرا إلي إمكانية التعاون في مجالات الخبرات الاكتوارية والخبرات التأمينية في مجالات التعويضات وتقدير الخسائر. من جانبه أكد هاشم هارون الرئيس التنفيذي لاتحاد التامين الماليزي والرئيس السابق للاتحاد الأفرو أسيوي أن صناعة التامين تلعب دور هام في زيادة معدلات نمو الناتج المحلي الإجمالي في بلدانها ، حيث بلغ معدل مساهمة أقساط التامين في الناتج المحلي في منطقة آسيا إلي نحو 5.5% مقابل اقل من 3% في إفريقيا و7.2% في دول الاتحاد الأوروبي وأمريكا. وأشار إلي أن هذه الأرقام تشير إلي الفرص المتاحة لنمو قطاع التامين في دول الاتحاد للمساهمة في زيادة الاستثمارات ومعدلات نمو الاقتصاد بما يساعد علي تولد المزيد من فرص العمل. وقال إن الاتحاد الأفرو أسيوي أنشئ عام 1964 كي يكون عاملا محفزا علي التنمية والازدهار الاقتصادي لمنطقة آسيا وإفريقيا ، ونحن نثق انه كما حقق نجاحا في الماضي في هذه المهمة يمكنه مواصلة مسيرته أيضا في المستقبل وتحقيق المزيد من النجاح.