نتيجة للأزمة التي أعقبت عملية إيلات الأسبوع الماضي بين مصر وإسرائيل، والتي أدت لخروج التظاهرات في القاهرة المنددة بإسرائيل، والمطالبة بضرورة إلغاء اتفاقية السلام بين البلدين، والمطالبة بطرد السفير الاسرائيلي من القاهرة، وإنزال علم إسرائيل عن السفارة الاسرائيلية، ورفع العلم المصري، توجهت صحيفة "هآرتس" إلى الرئيس الامريكي الأسبق، جيمي كارتر، والذي ساهم في التوصل إلى اتفاقية السلام، وجرى التوقيع عليها في ظل ولايته. وقد نشرت الصحيفة اليوم الجمعة، اللقاء الطويل مع جيمي كارتر، والذي تطرق من خلاله إلى الأزمة الحالية التي تمر فيه اتفاقيات كامب ديفيد، واعتبر أن هذه الأزمة نتاج للأزمة في الموضوع الفلسطيني، واستمرار الصراع، والذي يعكس نفسه بشكل كبير على العلاقات المصرية الاسرائيلية، معتبرا أن المسؤولية الكاملة تقع على القيادة الاسرائيلية، وكذلك الإدارات الامريكية المتعاقبة، للتنصل من الجزء المتعلق بالموضوع الفلسطيني الذي شملته اتفاقيات كامب ديفيد. وأضاف كارتر أن عمليات الاستيطان الواسعة التي نفذتها الحكومات الاسرائيلية على الأراضي التي احتلت عام 67، في ظل غض الطرف أو الموافقة من الإدارات الامريكية على ذلك، ساهم إلى حد كبير في تهرب القيادة الاسرائيلية من الشق المتعلق بالموضوع الفلسطيني، وهذا ما يهدد اليوم اتفاقية السلام الموقعة عام 1979 في كامب ديفيد، بين مصر وإسرائيل، معتبرا إنهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي على أساس إقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 67، سوف يساهم في إنهاء أزمة العلاقات مع مصر. وقد أشار كارتر إلى أنه بالإمكان تجاوز الازمة والحفاظ على هذه الاتفاقيات، لأن إلغاءها سوف يساهم في خلق مزيد من الأزمات في الشرق الاوسط، معتبرا أن المسؤولية تقع على القيادة الاسرائيلية وكذلك الادارة الامريكية في حل الموضوع الفلسطيني، وفقا لما ورد في هذه الاتفاقيات. يشار أن جيمي كارتر شارك عام 1996 في الرقابة على الانتخابات الفلسطينية لأول مجلس تشريعي، ضمن طواقم الأممالمتحدة، كذلك التقى مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، في العاصمة السورية دمشق، بعد العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة نهاية عام 2008.