أوضح فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية أن رابطة الزواج هي رابطة قوية ومتينة ، وقد وُصفت بأوصاف عديدة في القرآن الكريم لعل من أجلِّها وصف الله تعالى لها بالميثاق الغليظ . مؤكدًا أن المقصد الأسمى من الزواج هو توفير السكن والمودة وتحقيق الوئام وحصول التوافق في العلاقة الزوجية بين الزوجين ؛ وقد أرسى الشرع الشريف للأسرة الأسس المتينة والآداب الحكيمة الضابطة لهذه العلاقة ذات الميثاق الغليظ ؛ حتى تكون بمراعاتها موضع سكينة واطمئنان ، ومحل هدوء وسعادة للزوجين ؛ كما قال الله تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ [الروم: 21] . وأضاف مفتي الجمهورية خلال برنامجه الأسبوعي "مع المفتي" المُذاع على "قناة الناس": أن الزوجين في أشد الحاجة إلى التبصير بنعمة الوئام التي من المفترض أن تسري بينهما ، وبطبيعة الحال يحتاج الزوجان إلى ذكاء في الفهم والتعامل فيما بينهما حتى تتحصن العلاقة الزوجية من الهزات والعواصف ؛ وخاصة في السنوات الخمس الأولى من الزواج والتي تُعرف بالسنوات الخطرة بسبب خوض الطرفين مرحلة جديدة من مراحل حياتهما . وقال فضيلته فيما يتعلق بمسألة اشتراط الكفاءة والتناسب بين الزوجين : " أن الفقه الإسلامي لديه سعة ورحابة في تلك المسألة ، ولكن الأفضل الاحتكام للعرف فهو مصدر وركن ركين ؛ فلا بد من النظر إليه وأخذه في الاعتبار ما لم يتصادم مع الشرع الحنيف". وشدد فضيلة المفتي : على ضرورة التفاهم والتوافق بين الزوجين ، والإلمام بمتطلبات ومسئولية كلٍّ منهما ، مع بذل الوضوح والصراحة والوفاء في التعاملات الزوجية حتى تنجو هذه الأسرة الوليدة من الخلافات الزوجية ومن ثمَّ الابتعاد عن التوتر والقلق بينهما الذي يهدد استقرار الأسرة بشكل عام . ولفت مفتي الجمهورية النظر لما يتعلق باهتمام الشرع بالاختيار الجيد للطرف الأخر : إلى أن الشرع الحنيف قد حرص على هذا الأمر كل الحرص لأجل تحقيق المقاصد الشرعية للعقد ؛ حيث أَوْلَى مسألة اختيار كل من الخاطِبَيْن للآخر عناية خاصة ، فأمر بالبحث عن أخلاق كلٍّ منهما والمبادئ المستقرة في أسرتيهما ؛ حيث إن الأساس في تكوين الأسرة هو حُسْن الاختيار وهو الضمان الحقيقي للنجاح في الحياة الزوجية ، كما تدل التجربة الإنسانية على ذلك . وبين فضيلة المفتي : أن عقد الزواج يترتب عليه علاقات محرمية تمنع زواج أحد الزوجين من أشخاص من أسرة الطرف الآخر ، وهذا من شأنه الالْتِئَام الأسري بين الأسرتين ليكون طوق نجاة لهذه الأسرة الصغيرة ، وكأن هذه العلاقات المحرمية تحيط الزواج بسياج ضد الانهيار والانقسام . وأردف فضيلته قائلًا: "وينبغي أن يتشارك الزوجان في بناء الأسرة في صفاء نفس ومحبة ومودة مع محاولة إصلاح ما يظهر من عيوب وسترها وحفظها ، والصبر على ذلك حفاظًا على الأسرة ورباط الزواج ما دام في حدود الطاقة والاحتمال ، مع ضرورة التفاف كلا الزوجين حول أنفسهما بسلامة ونقاء قلب وحسن ظن كل طرف تجاه الآخر والتشارك في تحمل أعباء الحياة ومراعاة كل طرف لظروف الآخر . وناشد فضيلة المفتي : الشباب المقبلين على الزواج وذويهم عدم المغالاة أو المبالغة في تجهيزات بيت الزوجية حتى لا يحدث إرهاق لهما ، ولا لأسرتيهما ، وعليهما الاهتمام بالمطلوب وخاصة في بداية حياتهما الزوجية حتى تكون الحياة أيسر وأسعد . وأختتم فضيلته حواره قائلاً : أنصح الزوج الشاب بأن يعي المسئولية التي ستلقى على عاتقه ، وليكن في حرص شديد على نجاح وسعادة هذه الأسرة ، كما أنصح الزوجة الشابة بأن تكون صابرة على زوجها ، وأن ترعاه وترعى أسرتها رعاية صالحة ، لتكون هذه الأسرة نواة قوية لمجتمع مزدهر .