45عاما مرت على حرب أكتوبر المجيدة التى استردت فيها الأمة عزتها وكرامتها بعد نكسة 67ونحن مازلنا نعيش نشوة الانتصار العظيم على جيش إسرائيل الذى وصف بأنه لايقهر .. تمكن أبناء مصر الأبطال وفى خلال 6 ساعات أن يقهروه ويذلوا كبرياءه وعنجهيته الزائفة إلى الدرجة التى جعلت رئيسة وزراء العدو جولدا مائير تبكى وتستنجد بواشنطن : أنقذوا إسرائيل .. إسرائيل تحترق فأعطى أوامره للبنتاجون بتزويد تل أبيب بما تحتاجه من عتاد لإنقاذها من هزيمة مروعة و من خلال جسر جوى رأينا مدرعات تهبط إلى مطار العريش لأول مرة وعليها أطقم أمريكان تنزل أرض المعركة .. لكن فى هذه اللحظات كانت القوات المسلحة المصرية قد فرضت واقعا جديدا على الأرض وتقدمت إلى خطوط المضايق وسيطرت عليها بالكامل ولولا تدخل الجيش الأمريكي لأعلنت مائير الهزيمة والقبول بأي شروط تفرضها مصر .. وأظن أن جنرالات إسرائيل اليوم يعترفون بالهزيمة وأن قواتهم فى سيناء تكبدت خسائر جسيمة فى الأرواح والمعدات مازالوا يبكون دما عليها .. لقد كان السادات عظيما وشجاعا حينما اتخذ قرار الحرب ضد هذا العدو المتغطرس والمستفز خاصة فى فترة ال 6 سنوات التى أعقبت هزيمة 67 والتى أبلت فيها قواتنا المسلحة بلاء حسنا وهو مايعرف بمرحلة الصمود والتصدى ثم أعقبتها حرب الاستنزاف التى تكبد فيها العدو خسائر فادحة فى الأرواح والعتاد لدرجة أن العدو صنف قائد سلاح الطيران الجسور الفريق مدكور أبو العز آنذاك من شدة الخسائر التى لحقت بهم من سلاح الجو المصرى بأنه مجرم حرب وهددوا بضرب قريته بدمياط من شدة غيظهم..هذه الحرب لاتقل ضراوة عن ملحمة أكتوبر الخالدة والتى سطر فيها أبناء العسكرية المصرية أروع صفحات البطولة .. إن هذه المعارك أثبتت جاهزية القوات المسلحة لخوض حرب شرسة وشاملة ضد العدو الصهيوني للثأر من الهزيمة واسترداد الأرض .. وفى أثناء حرب الاستنزاف والتى كانت تدريبا قويا على حتمية خوض الحرب الشاملة جرانيت 1 استشهد الفريق عبدالمنعم رياض رئيس هيئة أركان حرب القوات المسلحة وهو يتفقد الجبهة الأمامية المواجهة للعدو بالإسماعيلية .. إذن بطولات الجيش المصرى العظيم تستحق من كل مصرى أن يفخر بجيشه وبقواته التى عبرت القناة فى ظروف صعبة ومعركة غير متكافئة واقتلعت أمامها الساتر الرملى ودكت خطوط الجنرال بارليف الثلاثة التى كان يتباهى بها قائلا: ستكون مقبرة المصريين إذا مافكروا فى عبور قناة السويس والدخول إلى سيناء ، 45عاما مضت على هذه الحرب لكن حلاوة النصر ستظل فى قلوب المصريين لأنها فى الحقيقة غيرت مسار المنطقة ومحت عار الهزيمة للأبد .. وأعادت التوازن للمنطقة من جديد وأصبح الجيش المصرى هو الذى يفرض إرادته على الجميع بفضل انتشاره السريع وتدريباته القوية وآخرها استضافته 25جيشا من أقوى جيوش العالم شاركوا على أرض المحروسة فى مناورات النجم الساطع 9 منهم شاركوا فى التدريب على العمليات القتالية و16 بصفة مراقب .. ولم تكن لتحدث هذه التدريبات القوية مع جيش مصر لولا إدراك هذه الدول لأهمية ودور مصر وجيشها فى فرض الاستقرار بالمنطقة التى تموج الآن بالصراعات والحروب الأهلية منذ زوابع الخريف العربى .. ويصنف الجيش المصرى اليوم من بين أفضل 10جيوش على مستوى العالم متقدما على جيش إسرائيل ولولا نصر أكتوبر ماتحقق له هذا التميز وهذا التفوق .. واليوم يخوض جيشنا الوطنى الشريف حربا لاتقل ضراوة عن حرب أكتوبر يواجه فيها أشباحا وخفافيش من الخونة والمأجورين الإرهابيين تمولهم دول بعينها بالمال والسلاح وتزودهم أجهزة استخبارات بالمعلومات فى محاولة خبيثة لتركيع مصر والقضاء على جيشها الكبير صمام أمان المنطقة .. "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين" إن حرب أكتوبر فرضت واقعا جديدا لم يكن موجودا قبل اندلاعها وعلى الذين يحاولون النيل من جيشنا المفدى أقول لهم : لن تفلح محاولاتكم الخبيثة أبدا لأن الشعب والجيش إيد واحدة ، ولن تنجح حرب الشائعات التى تأتى من هنا أو هناك ، ولن تفلح حروب الجيل الرابع ولا الخامس مع المصريين ، ولن يستطيع الإخوان ولاحتى أدهم 100مرة أن ينفذوا داخل هذا الجيش الوطني المتلاحم الذى لاتستطيع أن تفرق فيه بين مسلم او مسيحى .. الكل يذوب فى حب الوطن الذى أصبح له بعد السادس من أكتوبر 1973درع وسيف ..تحية لقواتنا المسلحة الباسلة وللشهداء الأبرار، وكل عام ومصر فى تقدم وازدهار .. والمجد والنصر لجيش مصر جمال قرين