سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الشرطة فوق الجميع ما المطلوب في مصر الآن ؟ .. الفوضى!! وهل يوجد فوضى أكثر من التي نعيشها على كل المستويات؟ الخراب!! وهل الحال الأمني والاقتصادي والانقسام السياسي والاجتماعي سيكون أسوأ من ذلك ؟
.. البلطجة !!حدث ولا حرج في كل المجالات والبلطجية لدينا تحولوا في بعض وسائل الإعلام لنجوم ال( توك شو) ولا حول ولا قوة إلا بالله! وفي ظل هذه الأوضاع المنفلتة تحول ميدان التحرير في غيبة أصحابه الحقيقيين من شباب 25 يناير إلى أرض بور سياسيا تعجز عن أيجاد حلول واقعية لأي مشكلة تعانى منها البلاد وأصبح التظاهر والاعتصام وإلقاء الأوامر هو الحل الأوحد لدى الفصائل السياسية المتقاتلة على قطعة من الكيكة السياسية والتي تستخدم الشباب كوقود لهذه المعركة الوهمية لان الواقع يقول انه لم يعد هناك كيكة ولا حتى (بقسماطة) ناشفة فمن سيتولى أمر هذه البلاد سيواجه مشكلة كبيرة عليه قضاء سنوات لحلها من كافة النواحي . ووسط كل هذا التشاحن والتناحر نجد أن أسوأ ما في المشهد هو الاحتكاكات القاسية بين المؤسسة الأمنية والمتظاهرين .. من المعتدى ومن المعتدى عليه ؟ هذا أمر متروك لجهات التحقيق لكن الملفت الإصرار المرعب على مدار الأيام السابقة على اقتحام مبنى وزارة الداخلية .. هل من يقوموا بهذه المحاولات ثائرين ؟ بالتأكيد لا بدليل أن شباب يناير الحقيقيين يقفون فوق السور العازل الذي أقامه الجيش في شارع محمد محمود لمنع أي محاولة للقفز فوق هذا السور للاحتكاك بالشرطة . أيضا لابد من السؤال عن الهدف من اقتحام الداخلية على وجه التحديد طالما هناك نيابة تحقق في أي تجاوزات قد تكون وقعت ؟ وهل يعلم الشباب والصبيا المقاتلين للوصول لأسوار الوزارة إنهم بذلك ينتقصون من سيادة دولتهم ويهزوا هيبة أعظم مؤسسات الدولة؟ اعرف أن الجميع سيتوقف أمام كلمة الشرطة أعظم مؤسسة في مصر ويقول إيه الكلام ده؟؟ إنها مؤسسة فاسدة كان فيها تجاوزات كثيرة وظلمت وطغت في الأرض .. والرد سهل وبسيط وهو هل يوجد في مصر على مدار الثلاثين عاما الماضية مؤسسة مدنية لم يطلها بل يسكنها ويعشش فيها الفساد المنظم والمقنن ؟ فلماذا أصبحنا جميعا شرفاء على رجال الداخلية ولماذا نحاول أن نمسح خطايانا في ثوب الشرطة ليظهر في أقذر صورة . في الشرطة ظلم .. بالتأكيد هذا صحيح لكن أريد أن اعرف مؤسسة واحدة في بلدنا لم يمارس الجميع فيها الظلم على بعضه ويتعدى فيها القوى على حق الضعيف. الشرطة مجرمة ويد النظام السابق الباطشة ياااه ..ماذا أذن عن الإعلام الذي ضلل الشعب كله ثلاثين عاما ومازالت ابرز رموزه السابقة تعيد تقديم نفسها باعتبارها كوادر ثورية وتتقاضى الملايين من رجال أعمال تلاحقهم تهم الفساد ؟ وماذا يمكن أن نقول عن السياسيين المعارضين الذين كانوا ومازالوا يأكلون على كل الموائد السياسية ويشعلوا الحرائق في البلد في كل اتجاه لتحقيق مصالحهم الخاصة على حساب أي شيء وكل شيء.. وفى النهاية تتصدر الشرطة الصورة كرمز لفساد النظام السابق ونتكاتف جميعا إعلاميا لتسخين الأجواء عليها وكأن اقتحام وزارة الداخلية ومديريات الأمن وأقسام الشرطة سيطهر الجميع من خطاياها . لماذا لا نتعامل بموضوعية ونقول أن رجال الشرطة الشرفاء فوق رؤؤسنا فهم حماة أمن الوطن وبدونهم لا أمن ولا استقرار ولا اقتصاد ولا سياحة، وأرجو ألا يتحدث أحد عن فكرة اللجان الشعبية التي تحولت بعد فترة من تكوينها أثناء حالة الانفلات الأمني التي مررنا بها منذ 28 يناير لبؤر بلطجة وفتونة وفرض إتاوات كذلك من غير المقبول القول أن الشعب قادر على حماية نفسه فهذا كلام مضحك بدليل حالة الانفلات الأخلاقي غير المسبوقة التي تجتاح الشارع المصري وأعمال السرقة والتعدي والاغتصاب والتجرؤ على هيبة الدولة في ظل وجود غير ايجابي من رجال الشرطة في الشارع بعد حملات المطاردة الإعلامية التي تلاحقهم ولا اعلم لحساب من تتم ؟؟ . أبناء التحرير الشرفاء وما أكثرهم لم يطالبوا يوما بإقصاء المؤسسة الشرطية عن المشهد في مصر لأنهم يريدون دولة قوية ومحترمة أما من يريدها مجرد عزبة لتحقيق مصالحه فلا يهمه شرطة ولا غيرها من مؤسسات الدولة . وليس معنى كلامي أن كل رجال الشرطة أبرياء وملائكة بل هناك متجاوزين للقانون ..وهناك متعسفين في التعامل مع الناس وبينهم طغاة وجبابرة على إخوانهم من أبناء الشعب لكن كثير منا هذا الرجل كل في مكانه .. فكثير منا يتجبر على بعضه بمنصبه أو بماله أو عزوته .. وبعضنا طغاة أحيانا فكم رئيس نكل بمرؤوس غلبان لا يملك من أمره شيء وكم رجل أعمال كان ومازال يسخر الاقتصاد المصري كله لزيادة ملايينه ويذهب البسطاء والفقراء للجحيم!! ومع ذلك نقر بالتصالح مع مصاصي دماء الشعب من رجال الأعمال ونرفض أن نتصالح مع حماة وطننا .. الشرطة هم أبنائنا وأخواتنا وأصدقائنا وزملائنا وما أسهل أن يقرروا أن يضربوا أو يعتصموا أو حتى يتركوا مقر الداخلية ومديريات الأمن لتنهب لكن تلك ستكون بداية القضاء على سيادة الدولة التي تتمثل في هذه المؤسسة وغيرها .. حيث سنجد من يحرضون على اقتحام مقرات التليفزيون والخارجية والبنك المركزي . لكل شيء دائما بداية فلا تساعدوا بدون قصد أو عن تعمد من قبل البعض أن تكون الداخلية وهز هيبتها هي الباب الملكي الذي يدخل منه دعاة الفوضى.. تصالحوا وتصافحوا وانتظروا نتائج التحقيقات في أحداث ميدان التحرير بقلب سخن وعقل بارد يدرك أن هناك دولة لابد أن تبقى متماسكة حتى لو تحاملنا وضحينا من أجلها بالكثير. الشرطة والتصالح الجاد معها على أساس حوار حقيقي أصبح فرض على شباب 25 يناير الشرفاء.. فالشرطة كمؤسسة ترمز في كل الأوقات لهيبة وقوة الدولة فلابد أن تكون فوق الجميع – مثلها في ذلك مثل كل مؤسسات الدولة السيادية- كقيمة ورمز وكيان لابد أن نتشبث بوجوده بكامل عافيته.. استفيقوا يا أبناء الوطن الواحد وتعاونوا على البر والتقوى وليس على الإثم والعدوان ليرحمنا الله. الهام رحيم