للدكتور يحيى الجمل نائب رئيس الوزراء السابق أراء كثيرة حول انتخابات مجلس الشعب القادمة ، و ايضا البنود التى لابد من تعديلها فى وثيقة الدكتور على السلمى التى أثارت مشاكل كثيرة منذ الإعلان عنها ، عن هذه الأراء و غيرها كان لنا معه هذا الحوار . هل انت مع الوثيقة التى أعلنها الدكتور على السلمى ؟ لا طبعا هناك بنود كثيرة فى تلك الوثيقة لابد من تعديلها و الإعلان عن هذا التعديل فى أسرع وقت ممكن و تحديدا قبل يوم الجمعة القادم حرصا على مستقبل هذا البلد الذى أصبح فى مهب الريح و لا احد فى الدنيا يستطيع ان يتوقع ما يمكن ان يحدث فى الفترة القادمة . و ما هى البنود التى ترى كفقيه دستورى انه لابد من تعديلها ؟ أهمهما على الإطلاق البنود المرتبطة بميزانية القوات المسلحة و التى نصت الوثيقة على انها لابد ان تكون سرية . و لكن هذا ليس بجديد على القوات المسلحة ؟ لا جديد .. فالمفروض ان الجيش له ميزانيتين ، احداهما تفصيلية لا تعرض و الأخرى عامة تعرض على الشعب كله ، و لكن الأهم من ذلك ان الوثيقة الجديدة تسمح للجيش او المجلس العسكرى تحديدا بالتدخل فى العمل السياسى . هل انت مع الرأى الذى يقول ان الجيش لن يترك السلطة ؟ و الله انا على حسب ما رأيت منهم و مناقشاتى الكثيرة معهم أظن انهم صادقون فى وعدهم برغبتهم فى تسليم السلطة لحكم مدنى ، فضلا عن ظروف البلد لا تشجع أحد على البقاء . و هل تتوقع أن تتم الإنتخابات فى موعدها ؟ و الله انا اتمنى ذلك و ان كانت الأمور بشكل عام تبدو غير مطمئنة على الإطلاق ، و لكن فى كل الأحوال علينا ان نخوض التجربة و ننتظر نتائجها . الأغلبية العظمى أصبحت متخوفة من وصول الإخوان الى الحكم .. فهل ترى انهم يستطيعون ذلك ؟ لو الإخوان وصلوا الى الحكم و هذا فرض جدلى سيفقدوا أى أرضية لهم فى الشارع و انا أكاد أجزم انهم سيفشلون فشلا ذريعا فى حل أى مشكلة من المشكلات التى تعانى منها مصر حاليا ، لذلك لو حدث هذا فأنهم لن يستمروا لمدة عامين على الأكثر و هذا بالمناسبة ليس حالهم هم فقط و انما هو حال البرلمان ايضا و الرئيس القادم فحن امامنا ما لا يقل عن 4 أو 5 سنوات على الأقل حتى نستطيع ان نجمع قوانا " ونلم انفسنا " ونستطيع الاختيار السليم ، فضلا عن ان الشعب المصرى لم يعد فى جيب أحد و لا يمكن حكمه مرة أخرى تحت أى تيار سواء كان دينى أو بوليسى ، و لكن مشكلة بعض القوى السياسية انها متصورة انها تملك الحقيقة كاملة و هذا غير حقيقى فلا يوجد شخص او تيار الأن يملك الحقيقة وحده لأن الحقائق نفسها نسبية و لا تتضح إلا بالحوار و التفاهم المتبادل أما من يسير على نفس نهج النظام السابق و يريد ان يستأثر بكل شىء لنفسه و يقصى الناس جميعا عن أى مشاركة فلا يلوم إلا نفسه لأن هذا النظام لن يتكرر مرة أخرى . أفهم من ذلك انه من الصعب ان يسيطر تيارا واحدا على البرلمان القادم ؟ لا اظن و حتى الإخوان رغم كل ما يفعلونه من أجل الوصول للحكم او الحصول على أكبر عدد من المقاعد فى المجلس فإنهم لن يصلوا لأكثر من 30 % فقط ، خاصة ان الناس اصبحت أكثر وعياً و فهما لما يحاول الأخوان ترويجه من ان مصر كانت خاضعة طوال الثلاثين سنة الماضية لحكم علمانى و هذا طبعا غير حقيقى لأن ما كنا فيه كان حكماً بوليسياً استبدادياً وليس علمانياً كما يروجون له .