نظم العشرات من المتظاهرين وقفة احتجاجية اليوم عقب صلاة الجمعة بميدان التحرير للمطالبة بمدنية الدولة واستكمال بقية أهداف الثورة. وفى الإطار نفسه فقد عاد مشهد الاعتصام إلى الجزيرة الوسطى بميدان التحرير حيث بدأ عدد من شباب الثورة المستقلين وأهالى المصابين والشهداء اعتصاما مفتوحا بالميدان دون أن تشارك فيه القوى أو الإئتلافات السياسية المعروفة .. وكان الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل قد دعا إلى تنظيم الاعتصام بدءا من جمعة 18 نوفمبر القادم .. وفى سياق متصل عبر الشيخ مظهر شاهين فى خطبة الجمعة بمسجد عمر مكرم اليوم عن أسفه الشديد على ما وصلت إليه الأحوال فى مصر وأدان بشدة الصراعات والخلافات الحزبية التى ستقود الوطن إلى نفق مظلم وقال أن الأوضاع الآن باتت أسوأ مما كانت عليه قبل الثورة وأن الوحدة باتت مطلوبة .. وأضاف الشيخ مظهر: جمعنا ميدان التحرير وفرقنا هذا البرلمان وحينما نرى هذا الاختلاف يؤدى إلى تنازع وفشل فإنه أمر محزن لأن الشعب الذى تجمع تحت مظلة هذه الثورة يجب أن يقف صفا واحدا حتى يتحقق الهدف وأرى أنه لم يكن هذا وقت تأسيس الأحزاب فقد كانت تلك خدعة حتى تتم السيطرة على الشعب وعلى الثورة من منطلق المبدأ القائل "فرق تسد" ولهذا صرنا اليوم فرقا وأحزابا وشيعا وإئتلافات وخلافات واختلافات ولم يكن هذا هو وقت الأحزاب فقد خلقت الأحزاب صراعات واختلافات فكان من باب أولى أن نجتمع سوياً حتى تتحقق مطالب الثورة تحت راية مصر وليس تحت راية حزب وللأسف أعطينا الفرصة للفلول لكى يعودوا بقوتهم مثلما كانوا تحت مظلة أحزاب منشقة عن الحزب الوطنى وهم الآن أقوى ويملكون الصحف والدعاية والفلوس وسنراهم فى البرلمان القادم وهم من قامت الثورة ضدهم .. الفلول يملكون كل شىء ونحن لا نملك أى شىء حتى شباب الثورة أيضا لا يملكون شىء ويخوضون الانتخابات ضد بعضهم فى دائرة واحدة وهذا التشرذم يصب فى مصلحة أعداء الثورة.. وأضاف الشيخ مظهر شاهين : للأسف البرلمان بعد شهرين سنرى فيه نفس الوجوه القديمة بل أننا اليوم أصبحنا أسوأ مما كنا عليه قبل الثورة رغم أننا كنا أمام فرصة ذهبية لو توحدنا حتى نعبر إلى بر الأمان لكن للأسف تفرقنا وكل واحد فاكر نفسه أبو العريف اللى فاهم كل حاجة والحكاية تحولت لحرب .. فاكرين زمان مليونية 4 فبراير ومليونية 11 فبراير ومليونية 18 فبراير أو جمعة النصر وهى تلك المليونيات التى كنا فيها ملايين تحت راية مصر دون مسميات أو تفرقة .. اليوم لا نستطيع أن نجتمع سوياً فى مليونية واحدة . هذه التفرقة وهذا التشرذم الذى طالما حذر النبى صلى الله عليه وسلم منه فى غزوة من الغزوات عندما نزل الصحابة منزلا فتفرقوا فقال لهم النبى أن تفرقكم فى الشعب إنما ذلكم من الشيطان فلم ينزل الصحابة منزلا بعد ذلك إلا تجمعوا فيه فكانوا على قلب رجل واحد والمسألة ليست فى تجمع الأجساد وإنما فى تجمع القلوب لأن التنافر يؤدى إلى قتال بين المسلمين والنبى صور هذا القتال بأنه خروج عن الملة فهذا الاختلاف الذى يؤدى إلى خلاف ونزاع وقتال إنما هو خطوة على طريق الكفر فنحن قد نختلف فى الرؤى ولكن لا نختلف فى الهدف والاختلاف سنة كونية لكن الخلاف الذى يؤدى إلى ضياع القضية إنما هو أمر مرفوض تماماً. وعبر الشيخ مظهر عن حيرته من طبيعة الوضع السياسى اليوم وأكد أنه لم يعد يعرف هل سقط النظام أم لا أم أن مبارك لا يزال يحكم وهل نظامه لا يزال قائماً متخفياً؟ وأشار إلى ضرورة الوحدة والعودة إلى التأكيد على استكمال مبادىء وأهداف الثورة التى لم تتحقق والتى أولها عزل الفلول ومحاكمة النظام السابق على كل جرائمه وليس قتل المتظاهرين فقط وإلا سنكون على أعتاب ثورة أخرى مختلفة فى الشكل واللون والمضمون .