كل شاب غالباً تكون له هواية تساعده علي التخلص من ضغوط في العمل ومشاكل الحياة اليومية والروتين الذي لا ينتهي ، والمهندس أحمد شريف أختار هواية بعيدة ليست فقط عن مجال عمله .. ولكنها أيضاً بعيدة عن كل الناس ، فهو يستكشف الفضاء والنجوم ويرصد حركات القمر والشٌهب ويقوم بتوثيق كل ذلك بكاميرته الخاصة .. وأحمد شريف مهندس كمبيوتر ويدرس حالياً الماجيستير في علوم الحاسب الآلي ،وبدأ حبه للفلك والأجرام الكونية منذ أربع سنوات عندما كان في رحلة ل"وادي عراضة" بسيناء ، ووقتها إندهش أحمد لجمال المنظر الذي كان يراه من روعة في النجوم والقمر،وأراد شريف أن يتعرف أكثر عن سبب ظهور السماء بهذا المنظر البديع بتلك البقعة بسيناء وعدم وجوده بباقي الأماكن كالقاهرة مثلاً ، فعرف أن التلوث الضوئي الموجود في تلك المنطقة يكاد يكون معدوماً وأنه كلما قلت نسبة الإضاءة الصناعية بمكان ما تظهر الإضاءة الطبيعية التي مصدرها النجوم والقمر بشكل أعليً،لذلك تظهر السماء في هذا الشكل الخلاب، ومن هنا قرر شريف أن يقضي كل أوقاته للتعرف أكثر وأكثر عن السماء والنجوم،فخصص كل أوقات فراغة تقريباً لمراقبة السماء وأسرارها،وبدأ في زيارة الكثير من المناطق التي يكون التلوث الضوئي منعدماَ أو قليلاً مثل سانت كاثرين ودهب ووادي عراضة والصحراء الغربيةوالواحات والصحراء البيضاء والصحراء السمراء ، كما يذهب إلي المرصد الفلكي بالقطامية .. ثم بعد ذلك خطر بباله أن يحاول توثيق ما يراه حتي يشارك الناس في الاستمتاع بجمال ما يراه ، فقام بشراء كاميرا "بروفيشنال" ولوازمها،ثم بدأ في التعلم من خلال مصورين محترفين ،وأنطلق أحمد ليوثق كل يوم حدث جديد في السماء .. فيوماً يصور نجماً وأخر قمراً وثالث مجموعة من الشهب وهكذا،ويري أحمد أن أكثر الأشياء التي يحب تصويرها هي زخة الشهب "Meteor shower " وهي حالة علمية تعني "إحتكاك مجموعة من الشهب بالغلاف الجوي الذي يؤدي إلي إحتراقها ويكون عددها في بعض الأحيان 120 شهاباً في الساعة الواحدة" وأيضاً "السُدم"وهي مجموعة من الغازات الكونية مثل الهيليوم،نيتروجين،هيدروجين التي تتفاعل مع بعضها البعض والتي يكون نتاجها النجوم ومن ثم تحدث المجموعات الشمسية. أما عن النقاط الفنية في كيفية التصوير لدي أحمد فيري أن ال"Iso" يجب أن يكون مرتفعاً،وهو المسئول عن تضخيم حجم الضوء الداخل إلي الكاميرا،ويجب علي وقت "shutter" أن يكون كبيراً حتي يسمح بدخول أكبر كم من الضوء،وهناك معادلة معينة نقوم بحساب مدة إنغلاق "shutter" لكي تخرج الصورة بشكل جيد . وعن طموحات أحمد المستقبلية في مجال النجوم والسماء يقول إنه يخطط في منتصف العام الحالي لصعود جبل "كلمنجارو"الموجود بتنزانيا وهو من ضمن أكبر 7 قمم في العالم،وأيضاً صعود جبل الهيمالايا،وأوضح أحمد أن الإكتشاف وإرضاء فضوله هو الغاية من رحلاته والتصوير هو وسيلة لتوثيق الأحداث ، وهناك رسالة يريد أن يوجهها لكافة الأشخاص بشكل عام والشباب بشكل خاص وهي "متشتغلوش حاجة مش بتحبوها،ولو مفيش غير الشغل ده،إفتح لنفسك شباك لحاجة بتحبها" وأضاف أن علي الشباب ألا يسوفوا ويؤجلوا في تحقيق أحلامهم قائلاً"إنت هتعيش عمر واحد" . وأكد علي أهمية الإهتمام بالعلوم الفلكية والسفر إلي الفضاء فهو بجانب حب الإستطلاع والفضور إلي العوالم الأخري،يثبت أننا في تطور مع العلم فبدون الإهتمام بعلوم الفلك لم نكن لنعلم أن الأرض بيضاوية وليست مسطحة،وأن القمر لا ينير بل يعكس نور الشمس. وفي النهاية صمم أحمد أن يوجه عبر " الشباب " رسالة إلي كل أب نصها "لازماً تقفوا وراء أحلام أولادكم حتي لو شايفنها غلط .. عرفوهم وسيبوهم يعرفوا غلطهم بدل ما تقفلوا عليهم ويعملوها من وراكم ".