تسعة نجوم" توك شو" رفضوا" مصر تستطيع".. ولذلك تشجعت على تنفيذ المشروع بنفسي مؤسسات الدولة تجاوبت مع فكرتي.. وسعدت كثيرا بأن هناك جهات تتبنى العمل على مشاريع قومية محترمة أقمت في بيوت الشباب ونمت في القطار من أجل الوصول إلى 20 عالما بألمانيا لم ينتظر التعيين في الحكومة .. وقرر أن تكون مهمته هي البحث عن علماء مصر بالخارج ليقول للجميع :إن" مصر تستطيع".. وهو عنوان برنامجه الذي يقدمه على قناة النهار ولفت أنظار مؤسسات الدولة التي تجاوبت مع الفكرة التي رفضها 9 من نجوم الإعلام في مصر.. وهو ما شجعه وزاده إصرارا على أن يقوم بتنفيذ المشروع بنفسه.. الإعلامي أحمد فايق يكشف لنا كواليس برنامجه في الحوار التالي.. * في البداية .. كيف بدأ مشوارك الإعلامي ؟ تخرجت فى كلية الآداب قسم الصحافة بجامعة حلوان في عام 2001، وفي أثناء دراستي بالكلية كانت الصحافة بالنسبة لي هدفا من البداية، وبعد التخرج بدأت العمل في جريدة صوت الأمة مع الأستاذ عادل حمودة الذي أعمل معه منذ العام الأول في الكلية كمحرر تحت التمرين، وانتقلت معه إلى جريدة الفجر التي أتولى إدارة تحريرها الآن، بعد عمل لسنوات في أقسام الاقتصاد والتحقيقات والأخبار، وعملت لفترة كمحرر عسكري، وانتقالي بين الأقسام أفادني كثيرا في امتلاك العديد من الأدوات الصحفية، ولكن ظل شغفي الأكبر في العمل بقسم السينما الذي عمل به العديد من الصحفيين الكبار منهم عادل حمودة وإبراهيم عيسى وعمر طاهر، وعملي في هذا القسم لأكثر من 10 سنوات أتاح لي الفرصة لحضور 80 مهرجانا فنيا عالميا في 65 دولة ، ومنذ اللحظة الأولي اتخذت قراري بأن ألتحق بالإعلام الخاص، خاصة أنني لم يكن لديّ هاجس التعيين في الحكومة، وقد منحتني الأستاذة سلمى الشماع فرصة كبيرة للتعيين في التليفزيون حين كنت أعمل معها في برنامج " اسهر معانا " برنامج المنوعات الأضخم في ذلك الوقت، إلا أنني اعتذرت لها، لأن الاستقرار الوظيفي لم يكن من طموحاتي . * 80 مهرجانا في 65 مدينة.. فمن الذي ساعدك في الحصول على فرص تغطية هذه المهرجانات حول العالم ؟ علمني الأستاذ عادل حمودة أن أبحث عن الفرصة، والحمد لله الاجتهاد الشخصي والبحث طوال الوقت على فرصة طور منىّ كثيرا، و أفادني جدا، فبدأت احتك بالعالم بشكل أفضل، بجانب أن مشاهدتي المكثفة لأفلام السينما جعلتني أكثر وعيا لثقافة الشعوب التي أشاهد أفلامها، وأخرج خارج قوقعة مصر، واكتشف أن كثيرا من الشعوب تعاني من نفس مشاكلنا، ووجدت أن السينما تنمي مشاعر الإنسان وتجعله شخصا آخر، والحمد لله بدأ وقتها اسمي يُعرف في هذا المجال بشكل جيد، وحصلت على العديد من التدريبات في مجال النقد الفني في إيطاليا، وأرى أن مهنة النقد تعتمد على المشاهدة والمتابعة أكثر من الدراسة، وفي هذا التوقيت حصلت على العديد من الفرص للتواجد في بعض لجان التحكيم، وكان منهم مهرجان وهران والإعلام العربي وغيرهم من المهرجانات . * كيف جاءت فكرة برنامج" مصر تستطيع" وسط زخم البرامج الفنية والترفيهية وميل الجمهور أكثر لبرامج المنوعات؟ بدأت فكرة البرنامج عندما كنت أشارك بمحاضرة في جامعة " بازل " السويسرية، وعندما عدت إلى مصر تساءلت عن سبب عدم تواجد مصري واحد في الجامعة، رغم أنها مليئة بالعلماء الإيرانيين وجنسيات مختلفة، فكان الرد أن العلماء المصريين موجودون في كل مكان في العالم، ومن هنا بدأت فكرة مصر تستطيع، وبدأت أعمل على الفكرة والموضوع بالفعل، وبدأت بحوار لجريدة الفجر مع العالم الكبير الدكتور إبراهيم سمك رئيس مجلس إدارة الاتحاد الأوروبي للطاقة المتجددة، وهو من أهم علماء الطاقة الشمسية في العالم، والحمد لله عمل صدى كبيراً ، خاصة بعد تصريحه بأن أزمة الكهرباء في مصر حلها في سنة فقط، وبإجراءات بسيطة، وبعد الحوار طلبت منه أن يساعدني في الوصول لعلماء مصريين كبار في تخصصات أخرى داخل ألمانيا التي يعمل بها، وكنت ابحث معه في القنصليات والسفارة المصرية، وللأسف هذه الجهات لا تمتلك أكثر من 25 % من المعلومات التي كنت أحصل عليها، وكنت أبحث في الجامعات عن الأسماء العربية ربما تدلني على وجود عالم مصري بالجامعة، وكنت أفاجأ كثيرا بردود فعل العلماء المصريين حين أتواصل معهم، فأتذكر مثلا أنني حين ذهبت إلى مكتب الدكتور مصطفى عبد المقصود الذي صمم أكبر حاوية نقل في العالم تحمل 200 ألف طن قال لي :إن مصر وحشته * وماذا عن رحلة تجميع بيانات الشخصيات التي قررت أن تبدأ بها؟ بدأت أجمع بيانات 18 عالما مصريا في ألمانيا، وعملت دراسة جدوى لكل التفاصيل الخاصة بالتكلفة والسفر والإقامة، و بعد أن أصبح المشروع متكاملا بالنسبة لي ذهبت إلى صديقي المنتج كامل أبو على، وعرضت عليه الأمر، وطلبت منه تمويل الفكرة التي اعتبرناها مشروعا قوميا، وطلبت منه تمويل السفر والإقامة، وبالفعل رحب جدا، وذهبت إلى قناة النهار والمهندس أسامة الشيخ وطلبت منه دعمي بالتمويل والكاميرات، وبالفعل تحمس للفكرة ووافق هو والعضو المنتدب عمرو الكحكي الذي أشاد بالفكرة * هل مررت بلحظات إحباط أثناء تنفيذ المشروع؟ بالطبع، فعندما فكرت في البرنامج كنت أفكر فيه كإعداد وليس تقديما ، وعرضت الفكرة على 9 من نجوم التوك شو في مصر، وكلهم رفضوا لأسباب شخصية أو لارتباطهم بأعمال أخرى، أو لعدم اقتناع البعض بالفكرة، وهذا ما شجعني وزادني إصرارا على أن أقوم بتنفيذ المشروع بنفسي * وما هي الصعوبات التي واجهتك في تصوير الموسم الأول؟ التكلفة المالية كانت محدودة جدا، وكانت أماكن الإقامة متواضعة في بيوت الشباب، فالطيران كان اقتصاديا والمواصلات كانت من خلال المترو، وكنا ننفذ كل التفاصيل بمنتهى السرعة والدقة، وتجولنا في 18 مدينة خلال 18 يوما للتسجيل مع 18 عالما، وكنا من التعب ننام في القطار، و كنا نحمل الكثير من الحقائب و30 أو 40 كيلو معدات، واذكر أننا عدنا من هذه الرحلة ب 20 عالما. * وماذا عن رد فعل إدارة القناة بعد بعد عودتك بهذا الكم من العلماء؟ عدت بالحلقة الأولى مع المهندس هاني عازر، وفرح بها جدا المهندس أسامة الشيخ وعمرو الكحكي، وبدأنا عرض الحلقات، وكان التجاوب من مؤسسات الدولة أكثر من رائع، ومن هنا تواصلت مع الأستاذ علاء الكحكي لتطوير الفكرة وخروج الموضوع خارج إطار ألمانيا، وبعد 6 شهور عدت ببحث كبير عن 16 عالما مصريا، وبدأوا يسخّرون لي الإمكانيات، وكان السفر الثاني أفضل * وكيف تعاملت مع تجربة التقديم التليفزيوني؟ لم أتعامل مع نفسي على الإطلاق كمقدم للبرنامج، فكنت حريصاً تماما علي أن أظل صحفياً أمام الكاميرا، ومارست كل الأساليب الصحفية أمام الكاميرا، وكنت حريصا على عدم الظهور كثيرا أمام الكاميرا، فالنجم في الحلقة هو العالم و قصته و حياته . * وماذا عن إحساسك بعدما ساهم البرنامج في العديد من المشاريع التنموية التي تعتمد على أسماء العلماء الكبيرة في البرنامج؟ سعدت كثيرا بأن هناك جهات أصبحت تتبنى العمل على مشاريع قومية محترمة كمؤسسة اسمعونا، وفيه أمل، ونحن نتبنى مشروع " وقتك لبلدك "، ونستضيف العلماء لعمل محاضرات في مصر، والأطباء يجرون عمليات لغير القادرين، وأجرينا حتى الآن 250 جراحة، وهناك أطباء يأتون إلى مصر كل 3 شهور لتخصصات نادرة. * وكيف بدأت علاقتك بالفنانة إسعاد يونس؟ بدأت علاقتي بها من خلال مجلة الشباب، عندما كانت تكتب مقالاتها، وكنت أراسلها، وهي كانت ترد بمنتهى الذوق، وكنت طالبا صغيرا في الإعدادية، ويشاء القدر أن أكون رئيس تحرير برنامجها، فقد تحدث الأستاذ عمرو كمال من شركة الإنتاج، وطلب مني رئاسة تحرير برنامج " صاحبة السعادة " ، وبدأنا نضع أيدينا على هدف أن نغرق في تفاصيل الهوية المصرية التي نسيناها، ونستمتع بمصريتنا .