الدكتور على السلمي نائب رئيس مجلس الوزراء لشئون التنمية السياسية والتحول الديمقراطي يقوم الآن بوضع خطة لإعادة هيكلة وزارة الخارجية وتقليل عدد السفارات المصرية بالخارج لترشيد النفقات ، والأرقام تؤكد أن مصر لديها 170 سفارة في دول العالم، وهو عدد كبير جدا إذا ما عرفنا أن دولة مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية لديها 90 سفارة فقط. وتأتي هذه الخطوة في ظل سياسة الترشيد التي تنتهجها الحكومة الحالية، حيث أن تقليص عدد السفارات الخارجية من شأنه أن يقلل مليارات الجنيهات سنويا، حيث تتضمن الخطة إلغاء عدد من السفارات والبعثات الدبلوماسية في الدول التي لا تربطها بمصر علاقات اقتصادية وسياسية قوية والاكتفاء بمكاتب تمثيل، ودمج بعض السفارات المصرية في الخارج في سفارات واحدة مركزية لعدد من الدول المتجمعة، مثل دول أمريكا الجنوبية وبعض دول آسيا . عموما الفكرة مازالت قيد الدراسة، ومازالت هناك مشاورات بين وزارة الخارجية ومجلس الوزراء بشأن هذا الموضوع، إلا أن هناك اختلافات داخل الوزارة نفسها بسبب هذا القرار، حيث يرى البعض أن هذا التواجد في الدول العالم يعد دورا تاريخيا لمصر، فنحن لدينا 55 سفارة في إفريقيا ولا يمكن الاستغناء عن ايا منها في ظل التوجه العام نحو توطيد العلاقات مع الدول الإفريقية، كما أن هناك من ينادي بتقليص السفارات في دول أسيا وأمريكا اللاتينية، وجمعها في سفارات مركزية. الدكتور مصطفى عبدالعزيز مساعد وزير الخارجية السابق قال لبوابة الشباب إن مسألة تقليص عدد السفارات المصرية في الخارج تحكمها الجدوى السياسية والاقتصادية، فمسألة ترشيد النفقات المالية مطلوبة في المرحلة الصعبة التي تمر بها مصر حاليا، وهي ليست جديدة، فقد سبقتنا إليها عدد من الدول الأغنى من مصر مثل بريطانيا وألمانيا والولاياتالمتحدةالأمريكية كنوع من ترشيد النفقات، ثم إن الإبقاء على سفارة أو إلغاءها محكوم بحجم مصالحك في هذه المنطقة والعائد المتوقع من هذه العلاقة، سواء اقتصاديا أو سياسيا، فدور السفارة يجب أن يتخطى مجرد التمثيل المظهري وسيادة الدول، إلى حجم المنفعة والعائد من وجودها، ومسألة إلغاء سفارة معينة والإبقاء على الأخرى متروك لمن بيده القرار. أما السفير إبراهيم يسري مدير إدارة القانون الدولي والمعاهدات الدولية بوزارة الخارجية سابقا فاعترض بشدة على هذا القرار، وقال إن مصر ستخسر أكثر مما ستوفره من هذا القرار، مؤكدا أن مثل هذه القرارات، من نوعية القرارات السياسية التي يتم اتخاذها لتهدئة الشعب، وحتى يقول المواطن أن هذه الحكومة تعمل لمصلحته وتوفر الأموال من أجل الشعب، لكن هذا ليس حقيقي، فتقليص عدد السفارات كلام فارغ، فالخارجية المصرية هي المجال الأنجح في مصر، ومكسبنا يتمثل في التمثيل المصري في معظم دول العالم، وهذا له فوائد كبيرة، فحتى عندما ضعف دور مصر نتيجة سياسات النظام السابق، كان لها دور وكانت متواجدة في دول العالم، واضاف أن مسألة غلق السفارات مسألة انتهت وليست منطقية، وأنه الأفضل أن توطد علاقاتك بالآخرين وتفتح سفارات أخرى، مشيرا إلى أنه كان هناك خطأ كبيرا عندما تم إغلاق القنصلية المصرية بسان فرانسيسكو وهو مبنى تاريخي جميل، وفقدنا هذا "البرستيج"، مؤكدا أن السفارات المصرية قديمة جدا ودائما تكون في مناطق شهيرة ولها ثقلها في المكان، وأنه لا يجب أن ننظر إلى عدد سفارات أمريكا لأن مصر عظيمة ومؤثرة عالميا بغض النظر عن حالة التردي التي نعيشها حاليا، وطالب السفير إبراهيم يسري الحكومة بأن تقلل النفقات الداخلية غير المهمة وأن تقلل أعداد المستشارين بدل من إفسادها في الخارجية المصرية، وأكد أنه يمكن للحكومة أن تقلل عدد التمثيل وتقلل عدد الأفراد في كل سفارة بدلا من إلغائها نهائيا.