من خلال مكاملة تليفونية مع هذا الرجل بدأت المؤامرة فى ميدان التحرير.. هو فتحى عبد الجواد والد "حسام" شهيد جمعة الغضب، وكان فتحى ضمن أسر الشهداء المعتصمين أمام ماسبيرو.. ويحكى فى حديثه معنا كيف تلقى اتصالا من شخص مجهول يدعوه للحضور لمسرح البالون .. تصوير: محمد لطفى كما يروى كيف سرق بعض البلطجية بوستر يحمل صورة ابنه الشهيد واستغلوها فى الأحداث .. كيف تمت المؤامرة كما حدث معك بالضبط؟ أنا كنت متواجداً ضمن أهالى الشهداء فى ماسبيرو من يوم الجمعة الماضية ثم بدأنا نشعر بأن هناك شيئاً غير طبيعى يحدث حيث قام بعض الشباب المجهولين بسرقة صور وبوسترات الشهداء التى كنا نعلقها عند ماسبيرو ثم فوجئنا بعدها بيومين باتصال من شخص مجهول يطالبنى أنا وغيرى من أسر الشهداء بالحضور عند مسرح البالون مساء يوم الأربعاء دون أن نعرف هوية هذا الشخص الذى اكتشفنا بعد ذلك أنه كان يخدعنا ثم ذهب بعض الأهالى للمسرح وحدث ما حدث لكن مع ذلك فإن عددا كبيرا من الذين كانوا متواجدين أمام المسرح لا ينتمون لأهالى الشهداء الذين عرفتهم وعاشرتهم حيث جمعتنا المصائب ومع ذلك كانوا يحملون بوسترات الشهداء دون أن يكون هؤلاء الشباب أبنائهم أو حتى أقاربهم أصلاً وهذا يؤكد أنه كان هناك مخطط باستخدام أهالى الشهداء. وهل تستطيع أن تحدد هوية هذه الشخص الذى اتصل بك من خلال نص المكاملة؟ أولاً هذه المؤامرة يتم التخطيط لها من يوم الجمعة وهذا الشخص أصر على أن نحضر وأكد فى اتصاله على ضرورة الحضور أكثر من مرة بشكل مستفز. ولكنى لا أستطيع أن أحدد هويته وإنما أحتفظ برقم موبايله وأطالب جهات التحقيق باستلام هذه الرقم وتتبعه حتى يتم معرفة المتورطين الذين أظن أنهم ينتمون للحزب الوطنى المنحل أو المتواطئين معهم من أعداء الثورة. إذا كنتم تشعرون منذ البداية بالمؤامرة .. فكيف قبلتم بالذهاب للمسرح؟ ومن قال أننا ذهبنا للمسرح أصلاً .. أغلب أسر الشهداء لم يستجيبوا وإنما هناك أسر شهداء مزيفون سرقوا البوسترات وصور أبناءنا الشهداء كما قلت لك وذهبوا إلى هناك ثم حدث ما حدث.. ثم عادوا ومعهم البلطجية إلى ميدان التحرير واحتكوا بالشرطة وبدأت الاعتداءات. و ما موقفكم من جهاز الشرطة الآن؟ هناك أكثر من 400 ضابط لم يقدموا للمحاكمة وهم من قيادات وحدات الأمن المركزى الذين أداروا عمليات الاعتداء على الثوار فهؤلاء من القتلة وأنا كأب لشاب شهيد يعشق مصر وكنت يوماً من الأيام ضابطاً فى القوات المسلحة أقول أننى على استعداد لأن أصفح عن الشرطة وعمن قتلوا ابنى ولكن فى حالة واحدة إذا أثبتت الشرطة أنها تطهرت من الكبر والعنجهية وأن يحضروا للتحرير ونضع يدنا فى يدهم .. لكن مع ذلك تأخذهم العزة بالإثم ولن يتغيروا وإذا ما قاموا بالاعتداء مرة أخرى على شباب الثورة فلن نسكت وسنكون لهم بالمرصاد ، ونحن نقول لهم " إلزموا أماكنكم وقوموا بدوركم " . كيف يتم التلاعب بكم كأسر شهداء فى الدعاية السياسية وفى مثل هذه المخططات؟ أغلب أهالى الشهداء ناس بسطاء ويتم استخدامهم فى الدعاية السياسية وأى مرشح عايز يعمل لنفسه شو يجهز رحلتين عمرة لأب شهيد أو يعطيه مائة جنيه وأى جهة ترغب فى أن تروج لنفسها تروح تعمل تكريم لنا وكانت هناك مئات المحاولات لاستدراجنا لذلك لكن أنا دائما أقول أن التكريم يجب أن يأتى من الدولة أما فلول الحزب الوطنى فقد أسسوا حزبا اسمه مصر التحرير ويقومون بتشجيع وجر رجل أهالى الشهداء لعمل توكيلات والانضمام للحزب مقابل تقديم مساعدت مالية لهم ! وهناك خيانة أيضاً ممن يتحدثون باسم الثورة. كيف ذلك؟ فيه شباب يدعون أنهم منتمون لإئتلافات الثورة ويتحدثون فى الفضائيات وهم من أعداء الوطن وربما يكونوا من فلول النظام السابق ومن الثورة المضادة وهناك شخص منهم خرج على التليفزيون واسمه حسام وقال أنه رآنى فى أحداث الأربعاء وأنا أفعل كذا وكذا وأنه تحدث معى وهذا لم يحدث على الإطلاق لأننى لم أكن أصلا بميدان التحرير ليلة الأربعاء . وكيف تصف شعورك الآن بابنك الشهيد فى ظل تباطؤ المحاكامات؟ حسام ابنى أستشهد يوم جمعة الغضب عند بنزينة جاردينيا بميدان الساعة فى الإسكندرية بعشرة رصاصات فى الظهر والرقبة والكتف.. وكان مشهد رؤيته بعد أن فارق الحياة قاتلا للوجدان وقد رأيته عند تكفينه ولكنى قدمته فداء لوطنه كما ربيته دائما أن يكون مخلصا لوطنه مع أننى لم أكن قادرا على الإنفاق عليه هو واخوته لكن يكفى انه كان شابا صالحا.. وانا لن اتنازل عن القصاص من هؤلاء القتلة والمجرمين. ماذا عن طبيعة التحقيقات التى تجرى الآن حول مقتل الشهداء؟ أنا سأقول جملة واحدة أراها كافية .. فى التحقيقات قالوا لى حدد اسم عسكرى الأمن المركزى اللى قتل ابنك ونحن سنعدمه .. طيب بالعقل يا ناس .. إزاى حد يعرف أسم مجدنين فى الأمن المركزى وإزاى أحدد هوية العسكرى الذى قتل ابنى من بين آلاف الجنود .. نحن نطالب بإعدام القيادات مثل العادلى ومبارك وكبار ضباط النظام المتواطئين وهؤلاء هم من نعرفهم وهم المسئولون عن هذه الجريمة. وإذا لم تأخذوا حقوقكم ماذا ستفعلون؟ الثورة حتى الآن سلمية .. ولكن إذا كفر الثوار بالسلمية فإننا لا نتوقع ما يمكن أن يحدث .