ألقى شيخ الأزهر الشريف الإمام الدكتور أحمد الطيب، خطابه أمس الثلاثاء، أمام أعضاء البرلمان الألماني، وحمل خطابه الكثير من الجمل والعبارات والردود دفاعاً عن الإسلام والمسلمين وهي الردود التي جعلت منه خطاباً تاريخياً، واحتفى به العديد من رواد مواقع التواصل الإجتماعي. زواج المسلم بغير المسلمة كانت أهم ردود الإمام الدكتور أحمد الطيب، وأكثرها ذكاءً حينما سأله أحد أعضاء عن لماذا يمنع دين الإسلام زواج المسلمة بغير المسلم، في الوقت الذي يسمح فيه بعكس ذلك؟! حيث أجاب شيخ الأزهر بأن الزواج في الإسلام ليس عقدا مدنيًا كما هو الحال عندكم، بل هو رباط ديني يقوم على المودة بين طرفيه، والمسلم يتزوج من غير المسلمة كالمسيحية مثلا، لأنه يؤمن بعيسى عليه السلام، فهو شرط لاكتمال إيمانه، كما أن ديننا يأمر المسلم بتمكين زوجته غير المسلمة من أداء شعائر دينها، وليس له منعها من الذهاب إلى كنيستها للعبادة، ويمنع الزوج من إهانة مقدساتها؛ لأنه يؤمن بها؛ ولذا فإن المودة غير مفقودة في زواج المسلم من غير المسلمة، بخلاف زواج المسلمة من غير المسلم، فهو لا يؤمن برسولنا محمد، ودينه لا يأمره بتمكين زوجته المسلمة -إن تزوجها- من أداء شعائر الإسلام أو احترام مقدساتها؛ لأن الإسلام لاحق على المسيحية؛ ولذا فهو يؤذيها بعدم احترام دينها والتعرض لرسولها ومقدساتها، ولذا فإن المودة مفقودة في زواج المسلمة من غير المسلم؛ ولذا منعها الإسلام. الآية (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ) سأل أحد أعضاء البرلمان الشيخ الطيب عن الآية القرآنية " فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ"، فأجاب الطيب بأن هذا النص مقتضب ومبتور للآية السابقة لها، لأن الآية الكريمة تبدأ بالآتى "وَقَاتِلُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ" وأن هذه الآية واضحة لأن الإسلام لا يأمرنى بالقتال إلا لو كنت أقاتل من يقاتلنى، حيث قال الله تعالى " وَقَاتِلُواْ فِى سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ أن اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ" وقال "وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ". عن الملحدين في مصر وأكد الطيب أن القرآن الكريم لم يرد فيه عقوبة معينة للذي يترك الإسلام بعد أن يدخله، ولكن وجدنا بعض الأحاديث التى تشير إلى أن من يدخل الإسلام ويخرج منه منشقاً عليه وخطراً على المجتمع هذا الذى يعاقب والدليل على ذلك كثيرين من المسلمين ارتدوا ولم يقترب منهم أحد، ولدينا بمصر قنوات تسهر للصباح تعرض الإلحاد من شباب مسلم من البلد ويفتخر أن عدد الملحدين أصبح كذا وأصبح كذا ونحن ندعو.. لا أحد يقول لهم أين أنتم؟ فلو كان هذا الكلام مطبق فى الواقع وفعلاً وموجود ما كان الحرية الدينية تصل لهذا الحد وكفى ما سمعناه من القرآن الكريم "فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ". لا يوجد "الإسلام الأوروبي" شيخ الأزهر أكد أنه لا يوجد ما يسمى ب"الإسلام الأوروبى" وقال "الإسلام واحد، الإيمان بالله وكتبه ورسله، وأركانه 5، وهى الشهادتان شهادة أن لا إله إلا الله، وشهادة أن محمداً رسول الله، إقامة الصلاة وهى خمس صلوات، فى اليوم والليلة، إيتاء الزكاة، صوم شهر رمضان، حج البىت لمن استطاع إليه سبيلا، موضحًا أن محرماته معروفة"، مشيراً إلى أن الإسلام عبارة عن أخلاقيات إنسانية عامة، تطبق فى أى مكان، ووقت، حتى ولو فى كوكب المريخ. المسلم يذهب بزوجته غير المسلمة للكنيسة وقال الطيب أن الإسلام أمر المسلم أن يذهب بزوجته غير المسلمة للكنيسة، وينتظرها حتى تصلى، لأنه يؤمن بالمسيحية والمسيح والكنيسة، لافتا إلى أن الكنيسة دخلت فى القرآن الكريم كبيت من بيوت العبادة، وكلّف المسلمين بحراستها، كما يحرسون المساجد. وأوضح شيخ الأزهر أن المسجد والكنيسة ومعبد اليهود، سواء، فى وجوب الدفاع عنها، لأنها كلها - كما قال علماء الإسلام - أماكن لعبادة الله، وأنه لا يمكن وضع زوجة بدينها تحت تصرفات زوج لا يعترف بهذا الدين.