احتفالا باليوم العالمي للتطوع نظم المجلس القومي للشباب ملتقي التطوع الشبابي الأول بمركز التعليم المدني بالجزيرة بمشاركة مجموعة من الجمعيات الأهلية. وتضمن الملتقي عرض الأنشطة التطوعية التي تقوم بها كل مؤسسة, ونوعية الخدمات التي تقدمها للمجتمع مثل تطوير المناطق العشوائية والتنمية البشرية للشباب والرعاية الصحية ضد مرض سرطان الثدي وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، كما تضمن الملتقي عرضاً لأهم الإنجازات التي حققها المجلس القومي للشباب في مجال العمل التطوعي مؤخراً، ولا سيما مشروع المشاركة المجتمعية المعروف باسم "مصر أجمل بشبابها" والذي يهدف لتجميل القرى المصرية بأيدي أبنائها من الشباب بما يساعد علي تنمية روح الولاء والانتماء لديهم والمساهمة في تنمية مجتمعاتهم, بالإضافة للقوافل الطبية البشرية والبيطرية التي تهدف لتقديم الخدمات الصحية والعلاجية بالمجان، كما تضمن الملتقي أيضا عرضاً لمشروع القرية النموذجية الذي نفذه المجلس في قرية شكشوك بالفيوم حيث تضمن المشروع أعمال النظافة والتشجير والقوافل الطبية بالإضافة لتوفير الزى الكشفي لتلاميذ القرية من أجل دعم الحركة الكشفية. بوابة الشباب التقت بمجموعة من الشباب المشاركين في الملتقى لنعرف منهم الكثير عن العمل التطوعي. يقول أحمد فرحات مشرف البرامج بجمعية المستقبل: لقد شاركت في العمل التطوعي لتقديم خدمة لأبناء بلدي، خاصة أن الجمعية تقوم على الارتقاء بالحياة لمحدودي الدخل من خلال المسكن الصحي ومن خلال مشروع إسكان المستقبل بالإضافة إلى تطوير المناطق العشوائية مثل عزبة هريدي بالعباسية. وتقول أية أسامة متطوعة في العمل الاجتماعي: أي شاب ينضم للتطوع يكون ذلك لأسباب مختلفة تعتمد على طبيعة وسمات الشخصية نفسها وعلى دوافع التطوع، ويمكن تلخيص هذه الأسباب بمساعدة الآخرين والاهتمام بنشاط أو عمل معين أو التعلم واكتساب الخبرات، أو شغل وقت الفراغ أو تكريس الجهد لتحقيق هدف ما، أو لأسباب دينية وثقافية. ويضيف فايز بركة قائلا: للأسف أحيانا نجد العديد من المعوقات التي تعترض مشاركة الشباب الاجتماعية مثل تواجد بعض الأنماط الثقافية السائدة في المجتمع والتي تعيق مشاركة الشباب في العمل التطوعي، كالتقليل من أهمية الشباب ودورهم في المجتمع أو التمييز بين الرجل والمرأة ، وكذلك ضعف الوعي بمفهوم وفوائد العمل التطوعي، كما أنه هناك أسباب تتحمل مسئوليتها المؤسسات الحكومية والأهلية تتمثل بقلة التعريف بالبرامج والنشاطات التطوعية أو عدم السماح للشباب بالمشاركة في صنع القرار داخل المؤسسة وقلة تشجيع ودعم العمل التطوعي. أما رباب محمد ماهر إستشارى باطنة بجامعة القاهرة فتقول: الهدف من العمل التطوعي هو المشاركة في تنمية المجتمع وتحسين صورته عن طريق تشجير الشوارع وتمهيدها وتطهير الترع والمصارف، وعمل القوافل الطيبة لكي تجوب القرى الأكثر فقرا. أما محمد أحد المتطوعين في مؤسسة "أنا المصري" فيقول: تعد المؤسسة بداية للتنمية البشرية ونحن نقوم بذلك من خلال مشروع خطوة لمستقبلنا الذي قمنا بتنفيذه داخل مراكز الشباب، لكن علينا أن نفرق بين العمل التطوعي والسلوك التطوعي فالسلوك التطوعي هو سلوك عفوي يظهر نتيجة لاستجابة الفرد لظرف طارئ، كإنقاذ غريق أو إسعاف مصاب بحادث، وهذا العمل يأتي تلبية لرغبات إنسانية وأخلاقية صرفة، حركتها ظروف معينة ولا يتوقع من قام بها أن يحصل على أي مقابل مادي لعمله النبيل، أما العمل التطوعي فهو العمل المنظم والدائم والذي لا يرتبط بظرف معين بل يرتبط بقناعة وإيمان بالفكرة والأهداف وأهم ما يميزه أنه عمل إنساني لا يهدف إلى الكسب المادي. ## ويقول الدكتور صفي الدين خربوش رئيس المجلس القومي للشباب: الملتقي يهدف لسد الفجوة بين الجهات والمؤسسات التطوعية المختلفة من جهة وبين الشباب الراغب في التطوع من جهة أخري، مؤكدا على ثقته في إقبال الملايين من شباب مصر علي العمل التطوعي بشتى صوره، كما أكد علي حرص المجلس القومي للشباب علي التواصل مع الشباب لمعرفة رغباتهم في العمل التطوعي، كما كرم 3 جمعيات المشاركة في الملتقي مؤكدا ًعلى استعداد المجلس لتقديم كل الدعم المادي والمعنوي للأنشطة التطوعية، مشيرا إلى أن المجلس يسعي لعقد الملتقى التطوعي خارج القاهرة والمدن الكبرى ليصل به إلى الأقاليم المختلفة وخاصة الصعيد بهدف حث الشباب والجمعيات الأهلية في تلك القرى النائية للعمل على تطوير مجتمعهم ليصل لأفضل صورة ممكنة. أما الأستاذة ليلي عطا الله عضو المجلس القومي للشباب ومقرر لجنة العمل التطوعي بالمجلس فقالت: فكرة هذا الملتقى جاءت من خلال شعور أعضاء اللجنة بضرورة تحقيق التواصل بين الجمعيات الأهلية والشباب من خلال طريقة منظمة, مشيدةَ بالتطور الكبير الذي شهدته مصر في مجال العمل التطوعي خلال الآونة الأخيرة حيث يعد المجتمع المصري في أمسّ الحاجة لتطوع هؤلاء الشباب بطاقاتهم وأوقاتهم بشكل أكبر من المال. وقد شهد الملتقي تفاعلاً إيجابياً من قبل الشباب الذي يمثل مؤسسات المجتمع المدني باختلاف أنواعها, واختتمت فعاليات الملتقي بحفل فني أحياه فريق "أنا مصري" والذي يعد أحد الجهات التطوعية المشاركة في الملتقي.