احتفالاً باليوم العالمي للتطوع نظم المجلس القومي للشباب مؤتمر التطوع الشبابي الأول بمركز التعليم المدني بالجزيرة بمشاركة مجموعة من الجمعيات الأهلية. وتضمن المؤتمر عرض الأنشطة التطوعية التي تقوم بها كل مؤسسة ونوعية الخدمات التي تقدمها للمجتمع كالارتقاء بمحدودي الدخل وتطوير المناطق العشوائية والتنمية البشرية للشباب والرعاية الصحية ضد مرض سرطان الثدي وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة. تضمن المؤتمر أيضا عرضا لأهم الانجازات التي حققها المجلس القومي للشباب في مجال العمل التطوعي مؤخراً ولا سيما مشروع المشاركة المجتمعية المعروف باسم "مصر أجمل بشبابها" والذي يهدف لتجميل القري المختلفة بأيدي ابنائها من الشباب بما يساعد علي تنمية روح الولاء والانتماء لديهم والمساهمة في تنمية مجتمعاتهم. بالاضافة للقوافل الطبية البشرية والبيطرية التي تهدف لتقديم الخدمات الصحية والعلاجية بالمجان. وتضمن الملتقي ايضا عرضاً لمشروع القرية النموذجية الذي نفذه المجلس في قرية شكشوك بالفيوم حيث تضمن المشروع اعمال النظافة والتشجير والقوافل الطبية بالاضافة لتوفير الزي الكشفي لتلاميذ القرية من اجل دعم الحركة الكشفية. أكد د.صفي الدين خربوش رئيس المجلس القومي للشباب ان المؤتمر يهدف لسد الفجوة بين الجهات والمؤسسات التطوعية المختلفة من جهة وبين الشباب الراغب في التطوع من جهة أخري معرباً عن ثقته في اقبال الملايين من شباب مصر علي العمل التطوعي بشتي صوره أشار الي ان المجلس القومي للشباب حريص علي التواصل مع الشباب لمعرفة رغباتهم في العمل التطوعي. كرم د.خربوش 3 من الجمعيات المشاركة في المؤتمر مؤكداً علي استعداد المجلس لتقديم كل الدعم المادي والمعنوي للأنشطة التطوعية. ومعرباً عن شكره لجميع الشباب والمؤسسات المشاركة متمنيا المزيد من التعاون المثمر مستقبلاً لخدمة المجتمع. أوضح خربوش ان المجلس يسعي لعقد المؤتمر التطوعي خارج القاهرة والمدن الكبري ليصل به الي الاقاليم المختلفة وخاصة الصعيد بهدف حث الشباب والجمعيات الأهلية في تلك القري النائية للعمل علي تطوير مجتمعهم ليصل لأفضل صورة ممكنة. أكدت للي عطا الله عضو المجلس القومي للشباب ومقررلجنة العمل التطوعي بالمجلس ان فكرة هذا المؤتمر جاءت من خلال شعور أعضاء اللجنة بضرورة تحقيق التواصل بين الجمعيات الأهلية والشباب من خلال طريقة منظمة. مشيدة بالتطور الكبير الذي شهدته مصر في مجال العمل التطوعي خلال الآونة الأخيرة حيث يعد المجتمع المصري في أمس الحاجة لتطوع هؤلاء الشباب بطاقاتهم وأوقاتهم بشكل أكبر من المال. شهد المؤتمر تفاعلاً ايجابيا من قبل الشباب الذي يمثل مؤسسات المجتمع المدني باختلاف انواعها حيث أكد عمرو جاد المنسق الإعلامي لإحدي المؤسسات التطوعية المشاركة علي ان الملتقي يعد فرصة جيدة لتعريف الشباب بالعمل التطوعي وضرورته في المجتمع. وعن الخدمات التي تقدمها المؤسسة للمجتمع. أشار الي ان دور المؤسسة في التوعية بأخطار مرض سرطان الثدي وضرورة الكشف الدوري من اجل الاكتشاف المبكر للمرض وذلك من خلال الحملات الإعلامية والتثقيفية التي تنظمها المؤسسة كما تساهم المؤسسة في عمل برامج متكاملة للكشف المبكر عن المرض بالتعاون مع المستشفيات والهيئات المختلفة. بالاضافة لإجراء العمليات الجراحية وتركيب البدائل الصناعية للثدي وتقديم الأدوية بالاضافة للدعم النفسي للحالات المختلفة وخصوصاً في المراحل الأولي للمرض. وتروي ريم أبواليزيد قصتها مع العمل التطوعي موضحة انها أحد أعضاء فريق العمل في مؤسسة دولية تنفذ برامجها التطوعية من خلال الطلاب في أكثر من 46 دولة حول العالم ومن بينها مصر بالتعاون مع 22 جامعة داخل مصر. مشيرة الي ان المؤسسة تمارس انشطتها بناء علي دراسة احتياجات المواطنين وخاصة في الأماكن الفقيرة كما ان المشروعات التي تنفذها المؤسسة لا تستهدف الفقراء فقط وإنما جميع شرائح المجتمع. وعن شكل المساعدات توضح لنا ريم ان المنظمة تستهدف تنفيذ مشروعات يمتد تأثيرها بشكل مستمر من خلال تعليم المواطنين حرفة ومساعدتهم في بناء مشاريع صغيرة تفي باحتياجاتهم المادية وتلبي احتياجات البيئة المحيطة أيضا. وفي نفس السياق أكدت هالة يسري أمينة صندوق إحدي الجمعيات الخيرية التي تقدم الدعم المادي والعيني لمحدودي الدخل علي حرص الشباب من مختلف الاعمار علي التواصل والمشاركة في انشطة الجمعية والتي تعرفوا عليها عبر الانترنت ووجدوا من خلالها الفرصة لتوظيف إمكاناتهم وطاقاتهم المادية والفكرية في خدمة مجتمعاتهم.. ومشيرة الي أهمية تنسيق جهود الشباب من اجل الخروج بنتائج مثمرة بحيث يتحول العمل التطوعي لديهم الي سلوك يمارسونه بشكل يومي. وفيما يتعلق بتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة تؤكد شريفة مسعود مسئول الموارد البشرية بإحدي المؤسسات التنموية لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة ان المؤسسة تهدف لتأهيل الأسرة للتعامل مع الطفل الكفيف بشكل طبيعي بالاضافة لتدريب الشاب الكفيف وتأهيله لسوق العمل.. ومشيرة الي محدودية انتشار ثقافة العمل التطوعي وهو ما يتطلب تكرار مثل هذا الملتقي وتسليط الضوء الإعلامي عليه وعمل مسابقات في المجالات التطوعية وتشجيع الشباب وتأهيلهم ليكونوا قدوة لغيرهم. ولعل من أبرز الأنشطة التطوعية التي نفذها الشباب بأقل الإمكانيات المادية التجربة التي قام بها فريق "أنا مصري" والذي يضم مجموعة من الشباب المهتمين بالتنمية البشرية للشباب وتنمية روح الولاء والانتماء لديهم. وتحكي لنا "ربا فوزي" إحدي الفتيات المشاركات في الفريق عن كيفية انضماها اليه حيث أوضحت انها تعرفت علي اعضاء الفريق وانشطتهم من خلال "الفيس بوك" وكانت الفكرة لا تزال في مهدها واهم ما جذبها للانضمام لفريق العمل هو سعيهم لتحقيق الذات الشخصية للشباب ودفعهم لتطوير انفسهم وإرشادهم للسبل التي يمكنهم من خلالها تحقيق ذلك. هذا بالاضافة لتعزيز الشعور بالانتماء لديهم من خلال تنظيم لقاءات علي مدار العام يعرضون من خلالها نماذج وطنية ناجحة قدمت لبلادها الكثير من خلال نجاحها الشخصي. ومن هذا المنطلق اختار اعضاء الفريق شعارهم: "النجاح الشخصي من نجاح بلدي". أكدت علي نفس المعني السابق "رنا تيسير" عضوة أخري بالفريق حيث اشارت الي انها كانت دائمة البحث عن سبيل لتوظيف شعورها بالانتماء لبلدها وتحويله الي طاقة إنتاجية تخدم مجتمعها وهو ما شجعها علي الانضمام للفريق. كما عبرت عن سعادتها بالمؤتمر الذي يتيح للفريق مزيداً من الانتشار. ويروي لنا "أحمد أبوزيد" أحد أعضاء نفس الفريق تجربته مع الفريق الذي تعرف عليه من خلال الانترنت بالاضافة لأصدقائه في الجامعة. ويري أحمد ان الفريق يسعي أيضا لتغيير الشباب السلبي والذي يعتمد دائما علي غيره وينتظر من يحقق له اهدافه وهو ما ينجح اعضاء الفريق في تنفيذه من خلال اللقاءات والحفلات والندوات والرسائل التثقيفية المتنوعة التي يقدمونها خاصة في اغانيهم. بالاضافة للمسابقة التي ينظمها الفريق للشباب دون الثلاثين ويتم تكريم الفائزين بغرض حث الشباب علي الاشتراك في انشطة الفريق والتفاعل مع برامجه وأهدافه. ومن النماذج الجادة للعمل التطوعي حملة "شاركوا معنا.. هاننضف بلدنا" والتي يروي لنا قصتها أحمد شعيب ليوضح ان فكرة الحملة بدأت من خلال مجموعة نقاش علي "الفيس بوك" جذبني اليها المقارنة التي عقدتها بين اليابان والدول العربية في بعض السلوكيات البسيطة التي من الممكن ان تساعد في تغيير حياتنا اليومية للأفضل. وبالفعل نجحنا حتي الآن في تنفيذ ثلاث حملات للنظافة في مدينة نصر وإمبابة وجامعة الأزهر.