كان واحداً من الناجين القلائل من كارثة انهيار عمارة لوران التى وقعت فى ديسمبر 2007، كان وقتها فى القاهرة يباشر بعض أعماله حيث كان فى عمره بقية ولكنه تعرض لفاجعة عظيمة فقد على إثرها ابنتيه وزوجته تحت الأنقاض .. هو المهندس أسامه البحر الذى تصور أن الدنيا قد انتهت بالنسبة له فدخل فى محنة نفسية شديدة ولكن كان طوق النجاة بالنسبة له هو أن يخلد ذكرى أسرته بطريقة خاصة. تصوير: محمد لطفى الحكاية أن ابنته الكبرى (نهر) كانت فنانة تشكيلية شابة كان عمرها عند وفاتها 27 عاماً وكانت تقتنى الكثير من الأعمال الفنية الإبداعية من لوحات ورسومات وماكيتات وكتب وخلافه، باختصار كانت مكتبتها الخاصة تحتوى على ثروة فنية من إبداعها رغم صغر سنها فلما انهارت العمارة تحطم كل شىء وضاعت هذه الثروة إلا أن المهندس أسامه عثر تحت الأنقاض على الهارد ديسك الخاص بكمبيوتر ابنته حيث كان يحتوى على جميع أعمالها ورسوماتها.. وهو ما أعاد إليه روحها من جديد فقرر أن ينظم مسابقة فنية سنوية فى ساقية الصاوى باسم نهر تخليداً لذكرى ابنته وأسرته فى نفس توقيت سقوط العمارة من كل عام. سألناه .. كيف جاءتك فكرة تنظيم هذه المسابقة الفنية؟ هى مجرد محاولة لاستعادة روح ابنتى فأنا أتذكرها من خلال أعمالها الفنية حيث أبدعت نحو 70 لوحة من أجمل ما يكون وعندما انهارت العمارة أخرجت هذه اللوحات من تحت الأنقاض وكان موقفاً مؤثراً جداً ولم يكن يستطيع أى إنسان أن يتحمله، وطبعاً تحاملت على نفسى وأنقذت بعض هذه اللوحات وأصلحتها أو رممتها وعلاوة على ذلك كانت إبنتى نهر تضع أعمالها على الكمبيوتر الخاص بها فوجدت كل شىء محفوظ على الهارد ديسك وكأنها أرادت أن تترك لى ذكرى سعيدة أعيش عليها . أعمال نهر الخاصة هل تقدمها ضمن اللوحات المعروضة فى المسابقة؟ أعمال نهر أحتفظ بها وأحافظ عليها فهى لا تقدر بثمن بالنسبة لى وأنا قررت أن أحيى ذكراها فى نفس الشهر الذى سقطت فيه العمارة منذ 3 سنوات فأقمت لها معرضاً خاصا فى ساقية عبد المنعم الصاوى وربما يكون هذا هو المعرض الوحيد الذى يقام لفنان فى مقتبل حياته دون أن يكون حاضراً فيه وكان معرضاً ناجحاً ومؤثراً من الناحية الفنية والإنسانية، أيضاً نهر كانت فى المراحل النهائية لرسالة الماجستير الخاصة بها فى كلية الفنون الجميلة . وماذا عن دور المهندس محمد عبد المنعم الصاوى فى هذه المسابقة؟ المهندس محمد عبد المنعم الصاوى هو الذى اقترح علىّ أن نقوم بتنظيم هذه المسابقة السنوية، عندما تحل الذكرى السنوية لأسرتى وطبعا هناك مكافأة مالية للمراكز الأولى الفائزة فى مجال التصوير والرسم والحفر والطباعة وهى مخصصة للبنات وتحمل اسم جائزة نهر وتقام فى قاعة النهر بالساقية. بماذا تشعر عندما تستعيد ذكرى ابنتك من خلال هذه المسابقة؟ زمان قبل وفاة أسرتى كانت عندى ابنتان واحدة اسمها نهر والثانية اسمها ندى الآن أنا عندى ما شاء الله 150 بنت ممن يشتركن فى المسابقة وأنا كانت خلفتى بنات ولذلك أحب البنات جداً وأشعر بنفس عاطفة الأبوة نحو كل بنت أراها تقدم أعمالها فى المسابقة. من يتحمل قيمة المكافأة المالية المخصصة للأعمال الفائزة ؟ صاحبة الجائزة .. أنا أتذكر حديث النبى صلى الله عليه وسلم عندما قال "لو قامت القيامة وفى يد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا تقوم حتى يغرسها فليغرسها" فكارثة عمارة لوران هى يوم القيامة بالنسبة لى، فأردت بذلك أن أغرس فسيلة وأشجع على الفن الجميل وأشجع البنات اللائى يتمتعن بموهبة الرسم والفن التشكيلى مثل ابنتى. وهل تشهد المسابقة مزيداً من الإقبال كل عام ؟ بالتأكيد ففى أول عام اشترك بها حوالى 80 مشاركة، وفى هذا العام وحده اشترك أكثر من 150 مشاركة وكلهن تحت سن 30 سنة .. وأعمال كلها متميزة، ويكفى من كل هذا أننى أعمل شيئا مفيداً أتذكر به ابنتى خاصة فى المجال الذى كانت تحبه. ماذا عن الموقف القانونى لعمارة لوران الآن؟ الملف لا يزال مفتوحاً خاصة وأن السيدة هانم العريان صاحبة العمارة كانت هاربة وصدر الحكم عليها غيابياً بالسجن 17 سنة وبحبس إثنين من المهندسين 10 سنوات ولكنها عندما عادت تم فتح الملف من جديد والقضية مؤجلة إلى 9 يناير القادم . ماذا عن حياتك الخاصة وكيف تعيش الآن؟ أنا أصلا مهندس بترول وسافرت دولاً عديدة ثم استقر بى الحال فى مصر لأنى كبرت فى السن وفضلت القطاع الخاص لأنى تعبت من السفر، ووقت الحادث أنا كنت فى القاهرة ثم فجعت بنبأه والآن أنا تركت الإسكندرية وأعيش فى القاهرة.