أقيمت بمركز رامتان الثقافي ندوة تحت عنوان "الشباب .. ونماذج نادرة للتحدى" حضرها الدكتور رأفت رضوان رئيس هيئة تعليم الكبار والملحن على إسماعيل وأدارها محمد نوار مدير المركز.. بدأت الندوة بكلمة للدكتور رأفت رضوان قال فيها أن الأمية تعتبر "فضيحة قومية" لمصر التي علمت العالم كله وأنارته بفكرها وثقافتها، وأوضح رضوان من خلال كلمته عن أهمية المشاركة المجتمعية في محو الأمية وأن لدينا طاقات مهولة تستطيع أن تقوم بهذا العمل ولكن بخطة إستراتيجية واضحة، وإذا تكاتف المجتمع يستطيع محاربة الأمية لأنها ليست مهمة حكومية فقط والهيئة مهمتها التخطيط والمتابعة وليس التنفيذ، مؤكدا أن قضية التعليم هي أساس بناء أي مجتمع وجوهره وفي الحقيقة لا يقتصر الأمر على الحكومات إن لم يكن هناك قبول واندفاع من قبل الراغبين في محو أميتهم، مما أثمر عن وجود قصص نجاح لمن حصلوا علي شهادة محو الأمية واستمروا في مراحل التعليم، وكان التصميم والإرادة عند البعض مثل النماذج المضيئة والتي بدأت حياتها بكم هائل من التحديات ، ولكن سرعان ما تحولت هذه المعوقات إلى نوعا من التحدي الداخلي ليزيدهم إصراراً وحماسة على بلوغ أقصى درجات سلم النجاح. بعد ذلم تم تقديم عدد من النماذج التى تحدت الصعاب، وتحدثت آمال سعيد عن مشوارها وقالت أنها حرمت من التعليم بسبب ظروف أسرتها الصعبة، بالإضافة إلى أن هذه الفترة كان تعليم البنات فيها ليس من أولويات الأسر في ريف مصر .. وأضافت "دخلت فصول محو الأمية بسبب رؤيتي لبنات القرية صباحاً وهن ذاهبات إلى المدرسة .. هذا المشهد اليومي كان حافزاً قوياً لي لكي اقرأ وأكتب، لذلك التحقت بفصل محو الأمية وعمري 10 سنوات لأحسن من وضعي وأصبح ككل البنات وبالفعل استمر فصل محو الأمية لمدة عامين، بعدها تسلمت شهادة محو الأمية وقدمت على المرحلة الإعدادية " .. لم تنته مشاكل آمال بعد حصولها على شهادة محو الأمية، ولكنها فوجئت أن المرحلة الإعدادية لابد أن تكون نظام "منازل" بدون الانتظام بأي مدرسة الأمر الذي ازداد من الأمر سوءاً أمام مواد صعبة، وبعد الانتقال من مرحلة إلى مرحلة أصعب بمراحل فهي الآن لا تستطيع سوي أن تقرأ وتكتب وتقوم ببعض العمليات الحسابية البسيطة ماذا تفعل أمام اللغة الانجليزية والهندسة والجبر، وتحدت آمال الظروف وأكملت المشوار وبعد مرور الصف الأول الإعدادي بسلام لم تواجه آمال أي صعوبات في التعليم وحصولها على مجموع كبير في الإعدادية، وتغلبها على معاناتها مع اللغة الإنجليزية بفضل العزيمة التي لا تنتهي، وأقنعت والدها بأن يدخلها الثانوية لتفوقها الملحوظ وبالفعل وافق والدها وحصلت على مجموع كبير أهلها لدخول كلية التجارة، وتخرجت منها بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف. أما هدى محي الدين الحاصلة على ليسانس حقوق من جامعة عين شمس فمشوارها لا يختلف كثيراً عن آمال سعيد، بعد أن قررت تحقيق هدفها صوب الحصول على مؤهل عالي .. وعن ظروفها تقول "لم أتمكن في البداية من دخول المدرسة بسبب والدي لأنه كان يرفض فكرة تعليمي والذهاب إلى المدرسة، وأراد أن يوفر عبء المصاريف، لم أكن أشعر بأني مختلفة عن البنات صديقاتي أو أي شئ ينقصني ولكن مع الوقت أدركت أنني فى حاجة إلى أهم شئ وهو التعليم، وبسرعة قررت وعمري 13 عاماً أن أتعلم القراءة والكتابة، فالتحقت بفصل محو الأمية لأكثر من سنة ثم انقطعت بسبب طول المسافة، وبسبب رفض والدي لتعليمي وقف بجانبي عمى وشجعني، ثم بدأت من جديد بفصل قريب لمدة عامين وحصلت على شهادة محو الأمية عام 1999 والتحقت بالمرحلة الإعدادية ونجحت ولكن بسبب صعوبة الانتقال بين مواد هذه المرحلة شعرت باليأس فى البداية، ولكني لم استسلم له بفضل تشجيع عمى وفى الإعدادية حصلت على مجموع 90 % .. ثم أخذت ثانوية عامة بدون دروس خصوصية وتمكنت من الالتحاق بالجامعة مباشرة وقبلت بكلية الحقوق جامعة عين شمس وحصلت فى السنة الأولي على تقدير جيد وفى السنة الرابعة على تقدير جيد جداً، وأعمل الآن محامية وتزوجت من محامى مثلى " . وهناك أيضا العديد من هذه النماذج المشرفة مثل صابرين سالم التى التحقت بمحو الأمية وهى فى سن 16 سنة إلى أن تمكنت من دخول أكاديمية العلوم الإدارية وحصلت على بكالوريوس تجارة، وميرفت على سالم بعد أن أجبرها والديها على الزواج فى سن 14 عاما وأنجبت أولادها الثلاثة أصرت على تعليم نفسها فالتحقت بفصول محو الأمية حتى حصلت على دبلوم تجارة.. وإيهاب عبد الحميد الذي أجبره والده على العمل فى سن 7 سنوات ليساعده فى مصاريف الأسرة، وعند وصوله لسن 15 عاماً شعر بضرورة التعليم لأن فاتورة الكهرباء لم يكن يتمكن من قراءتها فالتحق بفصول محو الأمية ثم الإعدادية ثم حصل علي دبلوم صناعة. ثم قدم الدكتور رأفت رضوان نماذج مشرفة لمعلمي محو الأمية وهم، أم نجاح محمد وليلى عبد المنعم وإيمان حمزة ووفاء على وانتصار محمد، ثم قام رضون بتوزيع الجوائز عليهم ، ثم انتهت الندوة بأغنية " أمانه عليك " والتى قام بغنائها الملحن على اسماعيل.